ترك برس

شهدت عدة مدن من دول مختلفة مسيرات احتجاجية، أمس الجمعة ، للتنديد بإحياء الأرمن للذكرى المئوية لأحداث عام 1915، عبر مزاعمهم ضد الدولة العثمانية بارتكاب "إبادة" بحق أجدادهم، حيث أعرب المتظاهرون عن تضامنهم مع أنقرة، ورفعوا الأعلام التركية.

حيث اجتمع مجموعة من المصلين، وفقا لوكالة لأناضول، في عاصمة البوسنة والهرسك "سراييفو"، أمام جامع "غازي خسرف بيك"، عقب خروجهم من صلاة الجمعة، ونظموا مسيرة احتجاجية شارك فيها مواطنون وأجانب، معربين عن رفضهم للادعاءات الأرمنية المتعلقة بأحداث عام 1915، حيث رفع المتظاهرون الأعلام التركية، ورددوا شعارات من قبيل: "قاموا بخلق إبادة عرقية من لا شيء"، و"ليس هناك إبادة عرقية، هناك جناق قلعة" - في إشارة إلى معركة جناق قلعة، التي انتصرت فيها جيوش الدولة العثمانية على قوات الحلفاء في الحرب العالمية الأولى -.

وفي العاصمة المقدونية "سكوبيه"، اجتمع المصلين أمام جامع "مراد باشا"، عقب أداءهم صلاة الجمعة، ورفعوا الأعلام التركية والبوسنية والمقدونية، معربين عن احتجاجهم ضد المزاعم الأرمنية المتعلقة بأحداث 1915.

ونظم مجموعة من الأشخاص مظاهرة احتجاجية عقب صلاة الجمعة، في ميدان "شادروان" في العاصمة الكوسوفية "برشتينا"، ورفعوا الأعلام التركية إلى جانب العلم الكوسوفي، ورددوا شعارات من قبيل: "نحبك يا تركيا"، و"الإبادة العرقية ضد الأرمن عبارة عن أكذوبة تاريخية".

ومن جهته، أعرب المواطنون في العاصمة الألبانية "تيرانا"، عن تضامنهم مع أنقرة، بتعليق العلم التركي - إلى جانب علم بلادهم - على دكاكينهم، وشرفات منازلهم، كما استذكر خطباء الجمعة بعدة جوامع في الجبل الأسود معارك جناق قلعة البرية، في الذكرى المئوية الأولى لها، وترحموا على شهدائها.

وفي نفس السياق، أعرب أصحاب المحلات في العاصمة الباكستانية "إسلام آباد" عن تضامنهم مع أنقرة، بتعليق العلم التركي، في حركة احتجاجية منهم ضد إحياء الأرمن للذكرى المئوية لأحداث عام 1915، عبر مزاعم الأخيرين ضد الدولة العثمانية بارتكاب "إبادة" بحق أجدادهم.

وأبدى مجموعة من الطلاب المنتمين لجنسيات دول مختلفة في "الجامعة الإسلامية العالمية"، بمدينة "جومباك" شمالي العاصمة الماليزية "كوالالمبور"، ردود فعل سلبية تجاه المزاعم الأرمنية، وتصرفات الدول الغربية حيال تلك الادعاءات، حيث اجتمع المتظاهرون عقب صلاة الجمعة أمام جامع "سلطان حاج أحمد"، ورفعوا العلم التركي إلى جانب أعلام عدد من الدول الإسلامية، وحملوا لافتات كتبت عليها عبارات بعدة لغات منها: "التضامن مع تركيا والدولة العثمانية"، و"لا تُكذّبوا التاريخ".

وفي العاصمة الأفغانية "كابول"، خرج مجموعة من المواطنين - بعدة مناطق - في مظاهرات احتجاجية ضد مزاعم الأرمن، حيث أعرب المحتجون عن تضامنهم مع تركيا، وذلك من خلال رفعهم الأعلام التركية إلى جانب الأعلام الأفغانية على السيارات، وأمام المحال التجارية.  

وفي كازاخستان، احتشد أتراك الأهيسكا للتنديد بتلك المزاعم، حيث اجتمعوا في مقر الاتحاد الدولي لأتراك الأهيسكا بمدينة "ألماتي"، وألقى بعضه بيانات رفضوا من خلالها وبشدة المزاعم الأرمينية. 

وقال "زياد الدين إسمهان أوغلو" رئيس الاتحاد المذكور إن "اللوبي الأرمني يقوم بأنشطة مختلفة في أنحاء العالم في محاولة منه لإشغال الرأي العام العالمي بمزاعمهم الواهية التي نرفضها شكلا ومضمونا". 

وتابع قائلا: "الأناضول قبل 100 عام كانت تضم الأرمن، وإنكار هذا عدم إنصاف. كما أن العالم يعرف جيدا المذابح التي ارتكبها الأرمن في مدينة خوجالي الأذارية. فياترى أي الأحداث التي يجب أن نتوقف عندها للمحاسبة والمسألة؟!".

يشار الى أنه في العام 1915 تعاون القوميون الأرمن، مع القوات الروسية بغية إنشاء دولة أرمنية مستقلة في منطقة الأناضول، وحاربوا ضد الدولة العثمانية إبان الحرب العالمية الأولى التي انطلقت عام 1914.

وعندما احتل الجيش الروسي، شرقي الأناضول، لقي دعمًا كبيرًا من المتطوعين الأرمن العثمانيين والروس، كما انشق بعض الأرمن الذين كانوا يخدمون في صفوف القوات العثمانية، وانضموا إلى الجيش الروسي.

وبينما كانت الوحدات العسكرية الأرمنية، تعطل طرق إمدادات الجيش العثماني اللوجستية، وتعيق تقدمه، عمدت العصابات الأرمنية إلى ارتكاب مجازر ضد المدنيين في المناطق التي احتلوها، ومارست شتى أنواع الظلم بحق الأهالي.

وسعيًا منها لوضع حد لتلك التطورات، حاولت الحكومة العثمانية، إقناع ممثلي الأرمن وقادة الرأي لديهم وقف هذه الأعمال إلا أنها لم تنجح في ذلك، ومع استمرار هجمات المتطرفين الأرمن، قررت الحكومة في 24 أبريل/نيسان من العام 1915، إغلاق ما يعرف باللجان الثورية الأرمنية، واعتقال ونفي بعض الشخصيات الأرمنية البارزة - المتورطة في تلك الهجمات -، واتخذ الأرمن من ذلك التاريخ ذكرى لإحياء "الإبادة الأرمنية" المزعومة في كل عام.

وفي ظل تواصل الاعتداءات الأرمنية رغم التدابير المتخذة، قررت السلطات العثمانية، في 27 مايو/ آيار، من عام 1915، تهجير الأرمن القاطنين في مناطق الحرب، والمتواطئين مع جيش الاحتلال الروسي، ونقلهم إلى مناطق أخرى داخل أراضي الدولة العثمانية.

ومع أن الحكومة العثمانية، خططت لتوفير الاحتياجات الإنسانية للمهجّرين، إلا أن عددًا كبيرًا من الأرمن فقد حياته خلال رحلة التهجير بسبب ظروف الحرب، والقتال الداخلي، والمجموعات المحلية الساعية للانتقام، وقطاع الطرق، والجوع، والأوبئة.

وتؤكد الوثائق التاريخية، عدم تعمد الحكومة وقوع تلك الأحداث المأساوية، بل على العكس، لجأت إلى معاقبة المتورطين في انتهاكات ضد الأرمن أثناء تهجيرهم، وجرى إعدام المدانين بالضلوع في تلك المأساة الإنسانية، رغم عدم وضع الحرب أوزارها.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!