ترك برس

أثار إعلان أرمينيا يوم الثلاثاء الماضي تمديد دورة حياة مفاعل "ميتسامور" النووي حتى عام 2026، الذي بني خلال سبعينيات القرن الماضي، لكنه أغلق بعد زلزال مدمر في عام 1988، حفيظة الحكومة التركية.

وفي حديث له عن قرار أرمينيا إبقاء المفاعل النووي المنتهي الصلاحية قيد العمل، الذي يبعد مسافة لا تزيد عن 16 كيلومتر عن الحدود التركية، قال وزير الطاقة والموارد الطبيعية تانير يلدز إن تركيا لا يمكنها قبول حقيقة أنهم يودون مواصلة تشغيل المفاعل في ظرفه الحالي قرب الحدود التركية لمجرد حاجة أرمينيا إلى الطاقة.

وأشار إلى أن "تركيا اتخذت خطوات عديدة لمعارضة تشغيل مفاعل ميتسامور النووي بعد قرار أرمينيا"، وذلك في احتفالية افتتاح معرض ومؤتمر الطاقة والبيئة الحادي والعشرين في إسطنبول في 6 أيار/ مايو.

وانتقد وزير الطاقة التركي نشطاء البيئة الذين لا يلفتون الانتباه إلى حساسية مسألة مفاعل ميتسامور - الذي وصف بأنه "تشرنوبل أرمينيا" من قبل خبراء وإعلاميين عالميين - مطالبا نشطاء البيئة بالتجمع ضد المفاعل منتهي الصلاحية.

وقال يلدز: "لنقم بعمل تظاهرة ضد مفاعل ميتسامور في إغدير. أنا لا أتفهم كيف يمكن لأفراد لا يمكنهم إظهار نفس الحساسية من أجل مفاعل ميتسامور التي أظهرها نشطاء البيئة في حالات أخرى مثل بعض الأشجار في تقسيم"، مشيرا إلى تظاهرات غيزي بارك.

وتكررت الدعوة من قبل مسؤولين أمريكان وأوروبيين ومسؤولين في المجلس الأوروبي للبيئة لإغلاق المفاعل الواقع في منطقة نشطة زلزاليا. وأغلق المفاعل بعد زلزال "سبيتاك" الذي وقع في عام 1988. ومع ذلك، وعلى الرغم من الاعتراض العالمي الواسع، تمت إعادة تشغيل المفاعل في عام 1995. ورفضت أرمينيا دعوة الاتحاد الأوروبي لإغلاق ميتسامور بحلول عام 2011 كما عرض الاتحاد دفع مبلغ 200 مليون دولار لمساعدتها في تلبية احتياجاتها للطاقة.

وفي حال وقوع حوادث كبيرة في ميتسامور، فإن آثارها ستمتد دون شك إلى أرمينيا، وتركيا، وجورجيا وأذربيجان، ودول أخرى في الشرق الأوسط. وهو السيناريو الأسوأ المتوقع، والذي سيحدث ضررا ليس فقط في المنطقة وإنما في أجزاء كبيرة من أوروبا.

وكانت دورة حياة ميتسامور قد انتهت صلاحيتها في عام 2010، واتفق خبراء من أرمينيا ومن الوكالة الدولية للطاقة الذرية على أن بإمكان المفاعل أن يظل قيد التشغيل حتى عام 2016.

وكان المسؤولون في العاصمة الأرمينية يريفان قد اتفقوا في عام 2007 على إغلاق مفاعل ميتسامور بعد عدة سنوات من الضغط من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي اللذان يدعوان إلى بناء منشأة جديدة ويؤكدان أن ميتسامور منتهي الصلاحية.

وفي هذه الأثناء، وقت أرمينيا وروسيا اتفاقية تعاون لتمديد حياة الوحدة الثانية من المفاعل النووي حتى عام 2026 في كانون الأول/ ديسمبر العام الماضي. وكجزء من الاتفاقية ستقرض روسيا 270 مليون دولار لأرمينيا وتوفر لها منحة بقيمة 30 مليون دولار.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!