ترك برس

ألمح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى وجود جهات - لم يسمها- تسعى لتقويض أجواء السلام في البلقان، قائلاً " بلادنا عانت كثيرًا من الإرهاب، لذا فإننا نعلم ثمنه جيدًا، لا نريد أن يدفع البلقان أو أي بلد في العالم مثل هذا الثمن، بغض النظر عن الانتماءات الدينية أو العرقية (للبلقان وغيره من دول العالم)".

جاء ذلك في مؤتمر صحفي مع الرئيس الألباني "بويار نيشاني"، في القصر الرئاسي بالعاصمة الألبانية تيرانا، حيث أوضح أردوغان أن تركيا تولي أهمية لإحلال أجواء السلام وتحقيق الازدهار والاستقرار في البلقان، مضيفاً " نتمنى انتهاء التوتر المستمر في جمهورية مقدونيا على وجه الخصوص؛ من خلال الحوار وعدم الإضرار بأجواء السلام التي تحققت بفضل اتفاقية "أوخريد".

وأشار أردوغان إلى أن مسيرة تركيا في مكافحة الإرهاب مستمرة منذ 30 عاماً، لافتاً إلى عدم وجود منتصر أو خاسر للإرهاب، فكلا الجانبين سيكون خاسراً.

وتطرق الرئيس التركي إلى التطورات التي تشهدها سوريا والعراق، مبيناً أن أكثر من مليوني لاجئ موجودون حالياً في تركيا، قائلاً "نشاهد جميعا كيف يلقى المهاجرون حتفهم لدى غرق قواربهم في البحر المتوسط وبحر إيجة. ومع الأسف فإن الموقف الذي يتخذه الاتحاد الأوروبي بهذا الخصوص واضح، وبصفتي رئيسا لدولة تتفاوض على عضوية الاتحاد الأوروبي؛ أتساءل هل سنقف مكتوفي الأيدي أمام ما يحدث لهؤلاء؟ أليس التوصل لحل لهؤلاء البشر دين على عاتق الدول المتقدمة؟".

كما أبدى أردوغان سروره لافتتاح جامع "قلعة بريزا" التاريخي، المُنشأ من قبل وكالة التعاون والتنسيق التركية "تيكا"، والذي اعتبره ميراثا ثقافيا مشتركا بين البلدين، في ألبانيا.

وأوضح أردوغان أنه اللقاءات الثنائية والأخرى مع الوفود كانت مثمرة للغاية، وأنهم ناقشوا خلالها العلاقات الثنائية بكافة جوانبها، العسكرية والسياسية والاقصادية والتجارية والثقافية، معرباً عن أمانيه أن يصل حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى مليار دولار أميركي.

وذكر أردوغان أن بلاده أخذت على عاتقها مهمة هامة في مرحلة دعم انضمام ألبانيا لحلف الشمال الأطلسي "ناتو"، وأنهما الآن في الناتو سوياً، لافتاً إلى الأهمية البالغة للتعاون والعمل المشترك بين تركيا وألبانيا، مضيفاً "حجم التبادل التجاري بين البلدين حالياً 430 مليون دولار أميركي".

بدوره، استنكر الرئيس الألباني التطورات الأخيرة التي تشهدها مقدونيا، مؤكداً ضرورة عدم السماح بمزيد من التصعيد للأزمة التي تشهدها.

وأشار إلى أن مسألة مكافحة الإرهاب والمقاتلين الأجانب تشكل مشكلة هامة، قائلاً "إن البلدان متحدة فيما بينها بخصوص الإرهاب، وكنا من البلدان الأولى التي قدمت الدعم ضد داعش، وسيتواصل هذا الدعم".

إلى ذلك، وقع وزيرا داخلية البلدين اتفاقية تهدف إلى العمل المشترك لمكافحة الجرائم المنظمة والإرهاب بين البلدين.

تجدر الإشارة إلى أن مقدونيا شهدت قبل عدة أيام اشتباكات مسلحة استمرت 28 ساعة بين عناصر الشرطة ومجموعة من المسلحين، راح ضحيتها 8 من عناصر الشرطة، وإصابة 37 آخرين، فضلاً عن مقتل 14 من المهاجمين المسلحين.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!