ترك برس

استحق فيلم "بوتا" (Pota)، الذي أخرجه وكتبه أحمد توكلو، وأنتج بدعم من قناة “TRT”، الفوز بجدارة بجوائز مهرجانين سينمائيين مهمين تم تنظيمهما في إسبانيا، وفيما يلي قصة نجاح أول أفلام المخرج توكلو.

حصل الفيلم على جائزة "النظرة الاجتماعية" في مهرجان سردينيا السينمائي الدولي بإسبانيا، كما نال ثلاث جوائز في فئات “أفضل مخرج" و"أفضل جمهور سينمائي" و"أفضل ممثلة مساعدة" في مهرجان “كالزادا دي كالاترافا” السينمائي الدولي الثامن هذا العام.

وتم دعم الفيلم من قبل وزارة الثقافة والسياحة، الذي تضمن فريقًا من المنتجين مثل ألب أكار، وبهار هاجبكتاش أوغلو، وسيبل ملك أرات وغيرهم.

يروي الفيلم قصة كفاح الأطفال الفقراء، الذين أقاموا بوتا (طوقا) لكرة السلة في منطقتهم، وقد عرض لأول مرة عالميا في الدورة 51 لمهرجان “غيفوني” السينمائي، وحاز فيلم بوتا الروائي أول أفلام المخرج أحمد توكلو، على جائزة سومر تيلماتش في مهرجان أنطاليا السينمائي.

تحدث أحمد توكلو، عن قصة الفيلم قائلا: “تتداخل أحداثه مع قصة طفولتي، لقد نشأت في أحد الأحياء الفقيرة بمنطقة العمرانية في إسطنبول، وصنعت مع أصدقائي طوقا لكرة السلة، لنتمكن من لعبها معا، وكانت هذه النقطة الأولى لانطلاق فكرة الفيلم. عملت أيضا عامل توصيل طلبات في مجمع قريب أثناء دراستي الابتدائية، وباختصار تدور أحداثه من وجهة نظر طفل فقير، ومن خلال الدمج بين قصة طوق كرة السلة التي صنعها الأطفال وعملي كعامل توصيل".

ولدى سؤاله: كم من الوقت استغرقت كتابة وتحضير وإنتاج الفيلم؟ أجاب توكلو: "استغرقت مرحلة الكتابة وقتا قصيرا جدا، فقد كتبته في ليلتين فقط، إلا أن أحداثه كانت تزعجني كثيرا، لذلك كنت أتخيل مشاهد الفيلم في رأسي باستمرار، وأضفت لاحقا تفاصيل صغيرة جدا للقسم الروائي، ثم اضطررت لإزالتها عند ملاحظتي عدم الحاجة إليها".

أضاف توكلو: “أما مرحلة التحضير فقد استغرقت وقتا طويلا، لأن اختيار مواقع التصوير مهم جدا، وأيضا الممثلون الأطفال والحوارات الكثيرة. تدور أحداث القسم الرئيسي من الفيلم في حي فقير ومجمع في التسعينات، لذلك يتوجب علينا إيجاد تباين، فكان لا بد من فصلها عن بعضها حتى يراها الجمهور بصورة جيدة، وأنفقنا وقتا طويلا في العثور على مواقع مناسبة، تراوح ما بين العام والعامين، ولو لم نبحث كل يوم كانت هناك زواية محددة في أذهاننا، كما استغرق العثور على أطفال وقتا طويلا أيضا، وربما شاهد الجميع هذه الفئة العمرية من الأطفال التي ترغب بأن تقوم بالتمثيل في تركيا".

أعرب توكلو، عن الجمع بين ارتقاء كرة السلة في تركيا وظاهرة الاختلاف الطبقي في القصة قائلا: “ركزت على هذا الجزء في الفيلم، تخيل مجموعة أطفال من حي فقير يحطمون علبة الكولا ليلعبوا بها كرة، بإمكانهم لعب كرة قدم بها أما السلة فيستحيل، تعرفوا على لعبة كرة السلة عند اختيار مرصاد توركجان، لأول مرة في الدوري الأمريكي “NBA”، وبعد انتشار أجهزة التلفزيون في عامة البيوت، بدأ تحول لعبهم باتجاه كرة السلة".

تابع توكلو قائلا: “لم يكن ممكنا لعب كرة السلة بعلبة كولا محطمة، فقد كان ذلك يتطلب وجود طوق لكرة السلة وأرض مسطحة نسبيا، وأيضا كرة ترتد عند ضربها بالأرض، كان هذا تمييزا رائعا جدا للاختلاف الطبقي، فركزنا على هذا الموقف وحاولنا وصفه بقليل من الإثارة ودون تفويت الميلودراما".

أشار توكلو إلى حصول فيلم "بوتا" على عدة جوائز من مهرجانين مختلفين قائلا: “تلقينا ثلاث جوائز من أحد المهرجانين، وتنافسنا في عدة مهرجانات وسنواصل التنافس. تم اختيارنا أيضا في مهرجان سينمائي مهم جدا في إستونيا، وهناك مشاعر مشتركة عن الاختلافات الطبقية في جميع أنحاء العالم، لكننا لم نضع اسما لهذه الاختلافات، إلا أنها تبقى موجودة في عدة أماكن بالعالم، وبالرغم من أن ثقافاتنا مختلفة وأننا لا نتحدث بنفس اللغة إلا أن مشاعرنا قريبة جدا من هذا المنظور".

وأضاف قائلا: “أعتقد أن هذا الشعور القريب وصل إلى هيئة التحكيم مما أدى إلى فوزنا بالجوائز، وذلك بالرغم من رؤيتي كمخرج لبعض نقاط الضعف الفنية في الفيلم".

أشار توكلو، إلى دعم قناة “TRT” للسينما التركية قائلا: “يعد الفريق والمال أهم ما يحتاجه صنع الفيلم لتحويله من سيناريو إلى فيلم، وربما يكون تأثير المال أهم من الفريق، فحتى لو كان لديك فريق جيد ولم يتوفر المال فلن تتمكن من تصوير الفيلم، إن دعم TRT مهم جدا، فأشكال الدعم والأموال التي تقدمها للمنتجين والمخرجين مهمة للغاية لصنع أفلامهم الأولى والمستقلة مثل TRT 12 Punto".

وختم قائلا: “أتيحت لي الفرصة للتعبير عن نفسي وتصوير فيلمي الأول باستقلالية بفضل جائزة TRT 12 Puntu، وأعتقد أن دعم TRT مهم جدا لإظهار وجهات النظر المختلفة وسينما بلادنا".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!