ترك برس

تتجه تركيا نحو تبنٍ أكبر للمشاريع النظيفة في البلاد، ضمن مساعي تحقيق الحياد الصفري للانبعاثات الكربونية، والمساهمة في استدامة المناخ.

وخلال وقت سابق من الشهر الجاري، دخل اتفاق باريس للمناخ حيز التنفيذ في تركيا، بعد أن صدّق عليه البرلمان في 6 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

ومن المقرر أن تقوم تركيا بتحديث بيان المساهمة الوطنية وإعداد خارطة طريق بخصوص الهدف الذي أعلنه الرئيس أردوغان لتصفير انبعاثات غازات الاحتباس الحراري حتى عام 2053.

** تمويل أخضر

وقالت أوديل رينو باسو، رئيسة البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، في تصريحات لوكالة الأناضول، إن خطوات تركيا نحو التصديق على اتفاق باريس وتحديد الهدف الصافي للانبعاثات الصفرية لعام 2053، ستزيد حجم الاستثمارات الخارجية في هذا البلد.

وبخصوص المشاريع التي سيمولها البنك في تركيا، أوضحت أنه اعتبارا من نهاية العام الجاري، سيصل حجم التمويل الذي سيوفره البنك لتركيا إلى 1.5 مليار يورو (1.74 مليار دولار)، "نصف المبلغ سيخصص لتمويل المشاريع الصديقة للبيئة".

وأضافت: "نريد طمأنة السلطات التركية والقطاع الخاص، بأنهم سيستمرون في الاستفادة من تمويل المناخ الذي يوفره البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية".

وأجرت رينو باسو هذا الأسبوع زيارة إلى تركيا، تعتزم خلالها إجراء محادثات مع رؤساء بلديات غازي عنتاب وأنقرة وإسطنبول وممثلي القطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية، وممثلي مجموعة من المؤسسات الاقتصادية والدبلوماسيين.

وصرحت بأنها تعتزم أيضا، المشاركة في تقييمات البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية حول الاقتصاد التركي، وعمل القطاع الخاص.

وتابعت: "تركيا هي أكبر دولة تعمل في البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، باستثمارات تزيد على 14 مليار يورو (16.24 مليار دولار) منذ عام 2009".

وحتى اليوم، قدم البنك تمويلات لمشاريع صديقة للبيئة بقيمة 6.6 مليارات يورو (7.66 مليارات دولار) من خلال 175 مشروعا، ونصف الاستثمارات السنوية التي يصدرها البنك لصالح تركيا تركز على دعم المشاريع الخضراء.

وتابعت: "نتطلع إلى زيادة تمويلنا لتركيا في إطار المشاريع الخضراء، وجذب استثمارات من مصادر أخرى، لا سيما أن البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية يهدف إلى مضاعفة حجم تمويله للمشاريع الصديقة للبيئة في تركيا".

** اتفاق باريس

أوضحت رينو باسو أنهم يعملون على حزمة تمويل بقيمة 15 مليون يورو (17.4 مليون دولار) لصالح دمج الطاقة الشمسية بشبكة كهرباء مدينة غازي عنتاب (جنوبي تركيا).

كذلك، سيمول البنك تطوير وسائل النقل العام منخفضة الكربون في العاصمة أنقرة، وإسطنبول، واستبدال أسطول الحافلات القديم في مرسين (جنوب) بأخرى صديقة للبيئة.

وبحسب المسؤولة المصرفية، فإن هذه المشاريع جزء من الدعم الذي يعتزم البنك الأوروبي تقديمه لإعادة الإعمار والتنمية المساهمة بها في إطار مشاريع التحول الأخضر في تركيا.

وأعربت عن ترحيبها بتصديق تركيا على اتفاق باريس، وتحديد الهدف الصافي للانبعاثات الصفرية لعام 2053.

وأردفت: "ستؤدي هذه الجهود إلى زيادة الاستثمارات في تركيا.. إن مبلغ الـ 500 مليون يورو (580 مليون دولار) الذي سنقدمه لها في إطار صندوق تمويل الاقتصاد الأخضر هو جزء من جهودنا لزيادة الاستثمارات منخفضة الكربون في تركيا".

ومن المتوقع أن يوافق مجلس إدارة البنك على التمويل في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري؛ وسيتم بعد ذلك تحويل المبلغ إلى المصارف التركية والجهات المستثمرة في قطاع المشاريع الخضراء.

وأكدت رينو باسو أن البنك يتوقع قيام تركيا بتحديث مساهماتها الوطنية، ووضع خطة استراتيجية طويلة الأجل في إطار اتفاق باريس، وأن قرابة 70 بالمئة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في تركيا ناتجة عن استخدام الطاقة.

وحول مفاوضات تمويل المناخ التي أجريت في المؤتمر السادس والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP26"، قالت إن البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية سيضاعف دعمه للتمويل الأخضر في القطاع الخاص بحلول 2025.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!