ترك برس

شهدت العلاقات التركية الصومالية، تقارباً ملموساً خلال العقد الأخيرة، على كافة الأصعدة وفي مقدمتها التعليم، حيث قدمت أنقرة المنح الدراسية لأعداد كبيرة من الطلاب الصوماليين الذين درسوا في الجامعات التركية ومن ثم عادوا إلى بلادهم ليتولوا مناصب مختلفة رفيعة. ومن بين هؤلاء الصوماليين عبد القادر محمد نور، الذي عيّن مؤخراً وزيراً للدفاع في الحكومة الصومالية الجديدة، بعد أن شغل الأخير منصب وزير العدل لأكثر من عام.

والأسبوع الفائت، أعلن رئيس الوزراء الصومالي محمد حسين روبلي، تعيين عبد القادر محمد نور، وزيراً للدفاع في الحكومة الصومالية الجديدة.

ويُعد الوزير نور أحد الطلاب الأفارقة الذين استفادوا من خدمات منحة الحكومة التركية لاستكمال تعليمه العالي بالجامعات التركية، وهو من أوائل الطلبة الذين تخرجوا من الجامعات التركية وتمّكنوا من شغل مناصب عليا في حكومات بلادهم بعد عودتهم من تركيا، بحسب تقرير لـ "TRTعربي."

وفي سياق متصل، في إطار القمة الثالثة للشراكة التركية-الإفريقية التي استضافتها إسطنبول بين 16 و18 ديسمبر/كانون الأول الماضي، عقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اجتماعاً مع وفد من الشبان الأفارقة الذين يكملون تحصيلهم العلمي في الجامعات التركية، طلب الرئيس التركي من الطلاب الأفارقة أن ينشغلوا بالسياسة من أجل رفع الظلم الواقع على القارة الإفريقية، وأعرب عن سعادته لاستضافة الشبان الأفارقة، واصفاً إياهم بممثلين فخريين لتركيا في إفريقيا.

من هو عبد القادر نور؟

عبد القادر محمد نور هو خرّيج قسم العلاقات الدولية في كلية العلوم السياسية بجامعة أنقرة الحكومية، وقبل شغله منصب وزير الدفاع كان عُيّن وزيراً للعدل في الصومال في 20 أكتوبر/تشرين الأول 2020، ضمن حكومة محمد حسين روبلي.

وشغل نور سابقاً منصب نائب الرئيس والرئيس بالإنابة لوكالة المخابرات والأمن الوطنية الصومالية (NISA)، وذلك قبل أن يشغل منصب نائب رئيس المخابرات الصومالية. كما عمل نور في سفارة جمهورية الصومال الفيدرالية في أنقرة، ككاتب قنصل وقائم بالأعمال.

وبالإضافة إلى ذلك، شغل نور منصب السكرتير الأول للسفارة الصومالية في أنقرة بين عامي 2012 و2016، وسكرتير ثانٍ للسفارة الصومالية في أنقرة بين عامي 2009 و2012. يُذكر أن الوزير نور كان قد عمل رئيساً للأمن في فيلا الصومال، القصر الرئاسي الصومالي، قبل انضمامه إلى وزارة الخارجية.

وإلى جانب لغته الأم الصومالية، يجيد الوزير عبد القادر محمد نور التحدث بالتركية والإنجليزية بطلاقة. وهو متزوج ولديه طفلان.

وعقب زيارته إلى تركيا، أولى محطاته الخارجية، أواخر ديسمبر/كانون الأول 2020، أعرب عبد القادر محمد نور الذي كان وزيراً للعدل حينها، عن سعادته بإجراء أول زيارة خارجية له إلى تركيا التي وصفها بـ"بيته الثاني".

وفي خضم حديثة لوكالة الأناضول، أشار نور إلى أنه أمضى 8 أعوام في تركيا، تلقى فيها تعليمه العالي، مبيناً أنه بعد توليه منصبه قرر الذهاب إلى بيته الثاني تركيا. وأعرب عن شكره لتركيا والشعب التركي لإسهامهم في إتمام تحصيله العلمي، وذلك لدراسته في إحدى الجامعات التركية بمنحة تركية كاملة.

وأكد نور الذي عمل دبلوماسياً لسنوات في تركيا عقب تخرجه من قسم العلاقات الدولية في كلية العلوم السياسية بجامعة أنقرة الحكومية، على أن سلطة بلاده تسعى للاستفادة من تجربة تركيا القضائية، وذلك أثناء زيارته للمجمع الرئاسي في العاصمة أنقرة التي تخللها لقاء مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رفقة وزير العدل التركي عبد الحميد كول.

ولفت نور أيضاً إلى أن العلاقات الصومالية التركية تعود إلى القرن السابع عشر، وأن الزيارة التي قام بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الصومال في 2011 أعادت إحياء العلاقات بين البلدين. وأضاف: "زيارة أردوغان إلى الصومال في تلك الأوقات العصيبة، كانت بارقة أمل بالنسبة لنا".

تجدر الإشارة إلى أن عبد القادر محمد نور كان قد شارك تغريدة لرئيس رئاسة شؤون أتراك المهجر والمجتمعات ذات القربى (YTB)، عبدالله إران، على حسابه على موقع تويتر، عقب أن شغل منصب وزير العدل العام الماضي، كتب خلالها: "سيدي الرئيس (إران) أتوجه بالشكر لكم ولهيئة (YTB) وللشعب التركي، فقد تركت المنح التركية لمسة شخصية في حياة آلاف الطلاب الأجانب". ليرد عليه إران كاتباً: "نحن فخورون بخريجي الجامعات التركية، لقد أصبح عبد القادر محمد نور، وزير العدل الجديد في الصومال.. مبارك ونتمنى لك التوفيق في مهامك".

هذا وتُعد برامج المنح التركية من أهم برامج المنح الدراسية حول العالم التي تستهدف أعداداً ضخمة من الطلبة الأجانب لمختلف المراحل في مدارسها وجامعتها الحكومية والخاصة التي يتجاوز عددها 230 جامعة، وهي ممولة من الدولة التركية بشكل كامل إذ تشمل راتباً شهريا بالإضافة إلى العديد من الميزات الأخرى التي من شأنها أن تهيئ الطلبة عقب تخرجهم أن يكونوا جسور تركيا الممتدة حول العالم.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!