ترك برس

تقيم فاطمة بيازداش، البالغة من العمر 72 عاما، في ولاية شانلي أورفا جنوب شرقي تركيا، وقد تسبب ركوبها في الحافلة الخطأ وضياعها باتخاذها قرارا يحقق حلم طفولتها بتعلم القراءة والكتابة.

ففي أثناء قيام السيدة بيازداش المقيمة في منطقة "هيلفان" بشانلي أورفا بزيارة ابنتها، ركبت الحافلة الخطأ مما تسبب بضياعها فهي أمية لا تقرأ ولا تكتب، ومنذ ذلك الحين قررت تعلم القراءة والكتابة، فتقدمت بمجرد عودتها إلى بيتها بطلب إلى مركز دعم المرأة في بلدية شانلي أورفا، لتتعلم القراءة والكتابة.

وفي حديث لوكالة الأناضول، أشارت بيازداش، الأم لثمانية أطفال، إلى أنها فقدت زوجها منذ 22 عاما، لذلك تقيم بمفردها في المنزل، وذكرت أنها تشعر بصغر عمرها بفضل حضورها دورة القراءة والكتابة.

وعن قرارها تعلم القراءة والكتابة، قالت بيازداش: "ذهبت في أحد الأيام لزيارة ابنتي، ولم أكن أستطيع القراءة، فطلبت من أحد المارة أن يساعدني بركوب الحافلة المتوجهة لمنزل ابنتي، إلا أنه أرشدني إلى حافلة خطأ، وأدركت عند مروري من أماكن مختلفة بأنني ركبت الحافلة الخطأ، فقررت في ذلك اليوم تعلم القراءة والكتابة".

سجلت بيازداش بدورة لمحو الأمية، حيث مرّت بصعوبة في بداية الدورة لكنها تعلمت بمرور الوقت، وقالت إنها تأمل ألا تركب في الحافلة الخطأ بعد اليوم، وأوصت المسنين قائلة: "أنصح جميع المسنين الأميين بأن يتوجهوا لمراكز محو الأمية لتعلم القراءة والكتابة مثلي".

وأضافت قائلة: "يقول لي البعض: (ماذا تفعلين بهذا العمر، اجلسي في المنزل)، لكني سعدت جدا بتعلمي القراءة والكتابة، فقد كنت أريد الذهاب إلى المدرسة في صغري كي أصبح معلمة، إلا أن أبي لم يسجلني في المدرسة، وكنت أبكي عند رؤيتي صديقاتي يذهبن إلى المدرسة، وبقي جرح تلك الأيام ينزف في داخلي، والحمد لله، أشعر اليوم كأنني أذهب إلى المدرسة وأن عمري 15 عاما بفضل هذه الدورة، وأستمتع بسعادة وأتحمس عند ذهابي للدراسة".

وذكرت هاجر توبراك مديرة مركز دعم المرأة في هيلفان، الذي تذهب إليه السيدة بيازداش لتعلم القراءة والكتابة، أن المركز بدأ بتقديم خدماته في نهاية عام 2020، وكانت أول دوراته دورة محو الأمية، وقالت توبراك: "لدى كل امرأة مسجلة بدورتنا حكاية مختلفة عن الأخرى، تسجل معظم السيدات في دورتنا لعدم استطاعتهن الالتحاق بالمدرسة في طفولتهن، مثل الخالة فاطمة الملتحقة بدورتنا منذ شهرين، لقد كان سبب تسجيلها عدم رغبتها بالضياع مرة أخرى بعد ضياعها بسبب ركوبها الحافلة الخطأ، قالت لنا: (عمري 72 عاما ولكنني أريد التعلم)".

تمكنت السيدة فاطمة بيازداش من التعلم بفضل عزمها وإصرارها، وقد رحب بها طاقم المركز بدوره وأعربوا لها عن استعدادهم لدعمها في تعزيز ثقتها بنفسها. قالت توبراك: "كانت (السيدة بيازداش) تأتي إلى المركز مبكرة حتى قبل معلمي الدورة، وكنا نرى في عيونها حماسة الأطفال عند ذهابهم إلى المدرسة، وقد نجحت بعزمها الذي ينبغي علينا الاقتداء به، وبحماسها الذي ساعدها على التعلم بسرعة حتى لا تضيع مرة أخرى".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!