ترك برس

كشفت صحف تركية، عن مؤشرات على تصاعد المنافسة بين كمال كليجدار أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة في البلاد، وبين أكرم إمام أوغلو، رئيس بلدية إسطنبول الكبرى، وذلك من أجل الترشح لزعامة الحزب، والانتخابات الرئاسية المقبلة.

وأدى نجاح إمام أوغلو، بحصد نسبة عالية من أصوات الناخبين في الانتخابات البلدية التي أجريت صيف 2019، إلى بروز نجمه كسياسي صاعد داخل حزبه وفي أروقة الأحزاب المعارضة الأخرى أيضاً، ما دفع البعض لاعتباره "المرشّح الطبيعي بفعل الأمر الواقع"، لرئاسة الجمهورية في الانتخابات المقبلة، وذلك لكونه السياسي الذي نجح في "استرداد" بلدية إسطنبول من المحافظين الذين أداروا بلديتها لقرابة ربع قرن.

وقبل قرابة أسبوعين، أعلن حزب الشعب الجمهوري تأجيل مؤتمره الحزبي إلى ما بعد الانتخابات المقبلة، ليكون في يوليو/تموز 2023 بعد أن كان من المقرر عقده نهاية العام الجاري.

وخلال جلسة تصويتية لأعضاء مجلس الحزب البالغ عددهم 60 عضوًا، صوّت 35 عضوًا لصالح تأجيل المؤتمر الحزبي، مقابل 25 صوتًا رفضوا ذلك.

ونقلت صحيفة "يني شفق" التركية، عن مراقبين قولهم إن هذا القرار يشير إلى هواجس يشعر بها زعيم الحزب كمال كليجدار أوغلو، من رئيس بلديته أكرم إمام أوغلو الذي يطمع بالترشح للانتخابات الرئاسية في تركيا.

وأضاف أن "تأجيل المؤتمر الحزبي يعني أن رئيس الحزب باق حتى تاريخ عقد المؤتمر القادم الذي سيشهد تصويتًا على منصب رئاسة الحزبي بين المتنافسين."

ويشعر كليجدار أوغلو أن رئيس بلديته إمام أوغلو أحرز تقدمًا داخل أروقة الشعب الجمهوري، بعد نجاح الأخير في الفوز ببلدية إسطنبول ضمن الانتخابات المحلية التي جرت منتصف 2019.

وتتحدث تحليلات تركية حول أن شريحة واسعة داخل الشعب الجمهوري باتت ترغب في رؤية بديل لكليجدار أوغلو الذي يقود الحزب منذ 2010، دون أن يحرز أي تقدم انتخابي، وفقاً لصحيفة "يني شفق."

وتشير التحليلات إلى أن إمام أوغلو هو أبرز الشخصيات التي يمكن أن تنافس كليجدار أوغلو على منصب رئاسة الحزب، وعلى الترشح لمنصب الرئاسة التركية في الانتخابات المقبلة 2023.

وكان كليجدار أوغلو قد صرح حينما سئل حول إمكانية ترشيح رئيس بلدية إسطنبول إمام أوغلو، أو رئيس بلدية أنقرة منصور ياواش، لمنصب الرئاسة في الانتخابات المقبلة؛ بأن "على رؤساء البلديات إكمال مهامهم المنوطين بها حتى موعد الانتخابات المحلية المقبلة في 2024."

وفي سياق متصل، أشار الكاتب التركي عصمت أوزجيلك، في تقرير على صحيفة "أيدينليك"، إلى أن الترشح للرئاسة على أجندة إمام أوغلو من البداية، مشيرا إلى أنه بعد فوزه برئاسة البلدية كانت أولى جولاته إلى بطريركية القسطنطينية، والتقى بارثولوميو، وكانت أولى مقابلاته مع صحيفة "روداو" الكردية.

وتابع بأن إمام أوغلو بعد توليه رئاسة البلدية زار بريطانيا التي تربطه بها علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة، كما أجرى زيارة إلى اليونان.

وأشار إلى أن وسائل الإعلام الأمريكية ومراكز الدراسات كانت تركز كثيرا حوله، ورأى أن إمام أوغلو هو أحد مرشحي الولايات المتحدة.

وأضاف أن التطورات زادت من حدة التوتر داخل حزب الشعب الجمهوري، ونما الصراع الداخلي، وبدأ الطرفان (إمام أوغلو وكليجدار أوغلو) بتسريب معلومات عن الآخر.

ورأى أنه رغم تنامي الخلافات الداخلية، فإن الدعم الخارجي متواصل لإمام أوغلو، ونقل عن دبلوماسي سابق بأن السفير الأمريكي بدلا من زيارة كليجدار أوغلو فضل اللقاء بإمام أوغلو، ويعد ذلك ذا مغزى، وهي رسالة أمريكية معناها "نحن معك يا إمام أوغلو".

يُذكر أن رئيس بلدية إسطنبول الكبرى، أكرم إمام أوغلو، بالسفيرين الأمريكي جيف فليك، والبريطاني، دومينيك شيلكو، خلال أقل من أسبوعين، في خطوة عززت من التكهنات حول دعم الغرب لترشّح عمدة إسطنبول، للانتخابات الرئاسية المقبلة التي ستشهدها تركيا خلال يونيو/ حزيران 2023.

وكان تحالف "الجمهور" الذي يضم حزب العدالة والتنمية وحليفه الحركة القومية، قد أعلنا في وقت سابق، ترشيح رجب طيب أردوغان، لانتخابات الرئاسة المقبلة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!