
هاندا فرات - حرييت - ترجمة وتحرير ترك برس
"إذا أردت أن تعرف شخصًا، امنحه سلطة كبيرة." (بيتاكوس)
للأسف، أصبح بعض أصحاب السلطة اليوم معروفين أمام العالم كله بجرائم القتل التي يرتكبونها، وبالذين يساهمون في هذه الجرائم، وبالذين يصمتون ويكسبون أكثر. نحن نواجه مخاطر قد تستغرق عقودًا لدفع ثمنها.
◊ في ولايته الأولى، قام الرئيس الأمريكي ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، مما أفسد توازن الشرق الأوسط المضطرب بالفعل.
◊ في ولايته الثانية، صمت عن مجزرة غزة بينما قدم كل أنواع الدعم لإسرائيل، وأظهر دعمه لنتنياهو عندما "أفسح له مكانًا للجلوس".
◊ كان هناك من تعلقوا ببعض تصريحاته المتضاربة، لكنهم أخطأوا. فترامب لم يتغير، ولا الحماية الأمريكية لإسرائيل، ولا العدوان الإسرائيلي، ولا سياسة دول الخليج القائمة على "لنصمت ولنركز على أموالنا".
سياسة لحظية تحددها التطورات
◊ من الصعب فهم سياسة ترامب الذي قد يطلق تصريحات متناقضة في اليوم الواحد. إما أنه يخادع لتعزيز موقفه، أو أنه عاجز عن قول "توقف" لإسرائيل، أو أنه يواصل سياسة لحظية.
◊ وفقًا لأنقرة، الأطراف تريد الجلوس إلى الطاولة، لكن لا أحد ينوي التراجع.
◊ في هذه الأجواء، قررت تركيا، التي تبذل جهودًا دبلوماسية لإعادة تشكيل طاولة المفاوضات النووية، تحديد سياستها بناءً على التطورات اللحظية.
◊ وفقًا لأنقرة، إسرائيل عازمة على إنهاء ما بدأته في إيران.
◊ بينما تعتقد الولايات المتحدة أن "إيران في مأزق هذه المرة"، ويطالب ترامب إيران بـ"الاستسلام غير المشروط" وتسليم جميع منشآتها النووية.
◊ رغم الظروف الصعبة، لم تتراجع إيران بعد.
◊ أما دول الخليج، فتواصل سياستها العالمية. بينما ترتفع أرباحهم مع ارتفاع أسعار النفط، فإن شعارهم هو "لا تلمسونا".
◊ أذكركم أنه خلال الحرب الإيرانية-العراقية التي استمرت 8 سنوات، لم يتغير نمط الحياة اليومي للغرب. واليوم، كما في غزة، سيستمرون في مشاهدة الموت عبر التلفاز.
◊ أولئك الذين قالوا إنهم أخطأوا بتغيير الحدود ولن يفعلوا ذلك مرة أخرى، لم تعد كلماتهم (أو ما سيقولونه) ذات قيمة.
◊ نحن نعيش في زمن لم يعد للكلام أو الأخلاق أو الإنسانية أو قيمة الأجيال القادمة أي أهمية.
الخطر تحت الجبل: فوردو
الهدف الرئيسي لإسرائيل هو منشأة فوردو النووية:
◊ خمسة أنفاق محفورة داخل الجبال، بنية دعم كبيرة، ونطاق أمني واسع... هذا كل ما يمكن رؤيته من الأقمار الصناعية.
◊ تقع المنشأة بالقرب من مدينة قم.
◊ وفقًا لوثائق حصلت عليها الاستخبارات الإسرائيلية قبل سنوات، توجد القاعات الرئيسية على عمق 80-90 مترًا تحت الأرض.
◊ تريد إسرائيل استخدام القنبلة الأمريكية المخترقة للتحصينات (GBU-57) لضرب الموقع. لكنه لا يزال غير واضح ما إذا كانت الولايات المتحدة ستزودها بهذه القنابل وطائرات B-2 Spirit.
هل يمكن تدمير فوردو؟
◊ قنبلة GBU-57، التي يمكن إطلاقها من طائرة B-2 Spirit، تزن حوالي 13,600 كجم ولديها قدرة على الاختراق حتى 60 مترًا.
◊ إذا أصابت الإحداثيات الصحيحة لأرضية فوردو مباشرة، فقد يكون الدمار هائلاً.
◊ يمكن تدمير أنظمة الدخول والخروج والبنية التحتية وأجهزة الطرد المركزي.
◊ لكن هناك احتمال أن اليورانيوم والمواد النووية ليست كلها في نفس المكان.
هل سيكون هناك تسرب نووي؟
◊ لا يوجد مفاعل نشط في فوردو، بل يتم فيها تخصيب اليورانيوم.
◊ لكن في حال الهجوم:
إذا اختلط جزء من اليورانيوم المخصب بالهواء،
إذا تم إطلاق الإشعاع من أجهزة الطرد المركزي أو المختبرات المدمرة،
إذا وصل التسرب إلى السطح عبر أنفاق التهوية أو الأسقف المتضررة،
فقد يكون هناك انتشار محدود للإشعاع.
ما الآثار الإقليمية والعالمية؟
◊ قد ترد إيران برد أكبر، مثل إغلاق مضيق هرمز، أو مهاجمة إسرائيل مباشرة، أو ضرب دول الخليج بالصواريخ.
◊ قد تشتعل صراعات واسعة عبر جماعات مدعومة من إيران مثل الحوثيين وحزب الله والحشد الشعبي.
◊ قد ترتفع أسعار النفط.
◊ قد تصبح المنشآت الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة أهدافًا.
في الختام...
سنرى ما ينتظر المنطقة، بما في ذلك تركيا. لكن من الواضح أن أولئك الذين لهم حسابات في هذه المنطقة لا يهتمون بالعالم أو بالأجيال القادمة. إلى جانب المدنيين الذين قتلوها حتى الآن، فإن قنابلهم تقتل الأجيال القادمة أيضًا. الجغرافيا قدر، ومن الواضح ضرورة حماية الأراضي والمواطنين في هذه المنطقة المضطربة.
حققت تركيا في السنوات الأخيرة نجاحات كبيرة في الصناعة الدفاعية. لكن هذه الحرب الأخيرة أظهرت أن ما تم تحقيقه ليس كافيًا. إلى جانب تعزيز القوات الجوية والبحرية والفضائية، من الضروري تعزيز الهيكل الحالي بأنظمة صواريخ مثل الصواريخ فوق الصوتية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس