ترك برس

مع بدء العد التنازلي للانتخابات الرئاسية التركية، والتي من المزمع إجراؤها في يونيو/ حزيران 2023 إن لم تجرى مبكراً، تتواصل مساعي المعارضة التركية للبحث عن مرشح توافقي يواجه الرئيس الحالي، رجب طيب أردوغان، في السباق الرئاسي، ويبرز اسم زعيم حزب الشعب الجمهوري، أكبر الأحزاب المعارضة في هذا السياق.

وفي مقال له على موقع "الجزيرة نت"، ناقش ياسين أقطاي، الأكاديمي والسياسي التركي، حظوظ ترشّح كليجدار أوغلو للسباق الرئاسي، وما إذا كان ذلك ممكناً في ظل انقسام المعارضة في تحديد مرشح رئاسي لها.

وقال "أقطاي" إنه لا خلاف عند جميع الأطراف على وضع الديمقراطية في تركيا وأن الشعب وحده هو الذي سيقرر من يمثله في هذه الانتخابات.

وأضاف أنه "ومنذ 2002، فاز حزب العدالة والتنمية بزعامة رجب طيب أردوغان في جميع الانتخابات التي خاضها. وفي المقابل، مُني حزب الشعب الجمهوري المعارض بالهزيمة في جميع الانتخابات."

وفيما يلي النص الكامل للمقال:

وقد أظهر حزب العدالة والتنمية بقيادة أردوغان أداءً استثنائيًّا في قدرته على حلّ مشاكل البلاد خلال 20 عامًا من الحكم، وحققت تركيا نقلة نوعية اقتصاديا وسياسيا ومن الناحية الاستثمارية والبنية التحتية والطرق والمطارات وشبكة القطارات فائقة السرعة. وفي كل مرة كان أردوغان يمنح الناخبين أملا أكبر في التغيير مقارنة بأحزاب المعارضة.

في الوقت الراهن، نرى أنه من الواضح جدا تراكم إخفاقات المعارضة في تقديم حلول جذرية لمشاكل البلاد. وفي الانتخابات الأولى التي أجريت في أعقاب الانتقال إلى النظام الرئاسي في عام 2017، فاز أردوغان بنسبة 52% من الأصوات في الجولة الأولى من الانتخابات.

خلال السنوات الأربع الماضية، وُضع النظام الرئاسي تحت الاختبار، وبات بمقدور الأحزاب تشكيل تحالفات.

وبينما تحالف حزب الحركة القومية وحزب الاتحاد الكبير مع الحزب الحاكم تحت اسم "تحالف الشعب"، اتحدت بقية أحزاب المعارضة مشكّلةً "تحالف الأمة" بقيادة حزب الشعب الجمهوري. ونحن الآن نراقب استعدادات هذين التحالفين للانتخابات المقبلة.

فرص مرشح تحالف الشعب "رجب طيب أردوغان"

مرشح تحالف الشعب معروف منذ زمن بعيد وهو بلا منازع رجب طيب أردوغان، الذي سيخوض المعترك الانتخابي في 2023، وبذلك سيكون أردوغان قد مارس حقه الثاني والأخير في الترشح وفق الدستور، ناهيك عن أنه الأوفر حظا للفوز في الانتخابات. لكن اختيار مرشح ليس بهذه السهولة بالنسبة لتحالف الأمة، إذ لم يبق على الانتخابات سوى 16 شهرًا وإلى الآن لم يتفق هذا التحالف على مرشح.

في الجولة الأولى من الانتخابات السابقة، كان رئيس حزب الشعب الجمهوري وهو أقوى أحزاب المعارضة في تركيا كمال كليجدار أوغلو السياسي الديمقراطي المعروف بمعارضته القوية لأردوغان وسياسة حزب العدالة والتنمية الحاكم وأيضا معارضة الأكراد وحقوقهم كما أنه من أكبر المدافعين عن القيم العلمانية لتركيا وإرث أتاتورك.

يقود كليجدار تحالف الأمة، وبدلاً من تركيز المواجهة مع أردوغان نجد أنه أقال محرم إينجه الذي كان ينافسه داخل الحزب، وقد حصل على 30% من الأصوات في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية.

يبدو أن كمال كليجدار أوغلو دخل السباق الانتخابي وهو على يقين من هزيمته أمام أردوغان، ولكن حتى لا يعترف بذلك ضحّى بأحد أعضاء حزبه. وما حدث يمثّل انعكاسًا لثقافة المكائد في جبهة المعارضة. ودون أن تدري، تقضي المعارضة على فرصها في النجاح بهذه المؤامرات التي تحوكها ضد منافسيها.

أما بقية أعضاء التحالف، رئيسة حزب الخير -الحزب الصالح أو الجيد- ميرال أكشينار، ورئيس حزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين دميرطاش، فقد واجها أردوغان في الانتخابات وحصل كل واحد منهما على 9% من الأصوات.

كمال كليجدار أوغلو.. المرشح المحتمل لتحالف المعارضة في انتخابات 2023

المعارضة التركية -في خطاباتها- تسعى لتكريس فكرة أنها التي ستحكم البلاد، وتحشد حراكها باتجاه الانتقال إلى "النظام البرلماني المعزز"، لكن مرحلة ما بعد الانتخابات تثير مخاوف وقلق الكثير من الناخبين الأتراك، بالإضافة إلى أن هناك إشكاليات وتساؤلات بشأن "توسع تحالف المعارضة" والخطوات التي تلي الانتخابات.

الكاتب التركي عبد القادر سيلفي، ذكر في مقال على صحيفة "حرييت"، أن المعارضة التركية، تتحدث عن التخلص من أردوغان وانتخاب رئيس جديد، وتعديل الدستور وإعادة البلاد إلى النظام البرلماني مرة أخرى، وأنهم سيحلون كافة المشاكل.

وتؤيد ميرال أكشينار، ترشيح إمام أوغلو للرئاسة، لكن كليجدار أوغلو يعارض ذلك، وتجادل أوساط داخل حزب الخير، أنه إذا فرض زعيم حزب الشعب الجمهوري نفسه كمرشح للرئاسة، فإن ذلك سيفتح المجال لقادة الأحزاب أن يكونوا مرشحين وأبرزهم أكشينار.

إلا أن مجموعة داخل حزب الخير تدعم ترشيح أكشينار، ويعتقدون بأنها بهويتها القومية المحافظة ولأنثويتها فستكون أوفر حظا من كليجدار أوغلو.

ورأى أن حزب الشعوب الديمقراطي الكردي لن ينضم إلى تحالف المعارضة، وسيشكل تحالفا ثالثا يضم مكونات يسارية.

يخطط رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو للمشاركة في السباق الرئاسي ضد أردوغان، وهو يأمل الفوز هذه المرة. لكن من أجل ترشيحه يحتاج التحالف إلى إقناع شركائه الآخرين.

انتقل التوتر بشأن "مرشح الرئاسة" لتحالف المعارضة الذي سينافس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى داخل أروقة حزب الشعب الجمهوري، وبرز ما يعرف بتيار "الكماليين" أتباع زعيم الحزب كمال كليجدار أوغلو، وما يعرف بتيار "الأكرميين" الموالين لرئيس بلدية إسطنبول الكبرى أكرم إمام أوغلو.

لم تجتمع المعارضة بعد على مرشح مشترك ينافس الرئيس أردوغان في سباق الرئاسة بالانتخابات التي ستعقد في 24 يونيو/حزيران 2023، في ظل المعوقات والتصريحات التي أدلى بها كليجدار أوغلو، الذي يحاول البقاء على خط المنافسة.

كليجدار أوغلو في منعطفات عدة أوحى برغبته في أن يكون منافس أردوغان في انتخابات الرئاسة، ولكن أمام هذه الرغبة يواجه اعتراضات من داخل حزبه وحزب الخير وبعض الشخصيات المعارضة التي ترى أنه لن يستطيع تحقيق الفوز، ويميلون إلى ترشيح إمام أوغلو أو رئيس بلدية أنقرة منصور يافاش.

ويبدي كليجدار أوغلو عدم رغبته في ترشيح إمام أوغلو أو يافاش بحجة رغبته في أن يستمرا في رئاسة بلديتي أنقرة وإسطنبول، لكن خلافات تسود بين الشخصين برزت على السطح في الآونة الأخيرة، كما يرى مراقبون.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!