ترك برس

مع بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، عاد الحديث مجدداً حول اتفاقية مونترو حول المضائق البحرية، وخاصة عقب مطالبة كييف أنقرة بإغلاق المضائق أمام السفن الروسية.

وكانت السفارة الأوكرانية بأنقرة، قد طالبت السلطات التركية بإغلاق المضائق أمام السفن الروسية، وذلك على خلفية العملية العسكرية التي تنفذها موسكو ضد كييف.

وفي معرض تعليقه على الأمر، لفت وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو إلى أن بلاده قد تغلق المضائق أمام السفن الحربية في حال أقرت بوجود حالة حرب بين روسيا وأوكرانيا، وهو ما أقرته أنقرة لاحقاً.

وأضاف في تصريحات إعلامية، أن أوكرانيا طالبت بإغلاق المضائق أمام السفن الحربية الروسية، ولكن مواد اتفاقية مونترو واضحة للغاية.

وذكر أن بلاده التزمت بتطبيق الاتفاقية بدون تردد، مشيرا إلى أن هناك تدابير يمكن أن تتخذها ضد البلدان المتحاربة في حرب هي ليست طرفا فيها، مع منع عبور السفن الحربية من المضائق.

ونوه إلى أنه يوجد بند في اتفاقية مونترو، تشير إلى أنه في حال طلبت البلدان المتحاربة عودة سفنها إلى قواعدها، فيجب السماح لها بذلك.

وبموجب اتفاقية مونترو، تسيطر تركيا على مرور السفن بين البحر الأبيض المتوسط ​​والبحر الأسود، مما يجعلها لاعبا أساسيا في الصراع الحالي بين أوكرانيا وروسيا.

وتم توقيع اتفاقية مونترو يوم 20 يوليو/تموز 1936 بمدينة مونترو السويسرية، وبمشاركة دول منها الاتحاد السوفياتي وتركيا وبريطانيا وفرنسا واليونان وبلغاريا ورومانيا ويوغوسلافيا واليابان وأستراليا.

وحلّت هذه الاتفاقية، التي تتكون من 29 بندا و4 ملحقات وبروتوكول، محل مادة المضايق التركية في معاهدة لوزان، وعلى إثرها تم تنظيم حركة المرور عبر مضايق تركيا، كما استعادت تركيا من خلالها سيادتها الكاملة على المضايق البحرية، بحسب تقرير لـ "الجزيرة نت."

وأتاحت اتفاقية مونترو حرية المرور عبر مضيقي البوسفور والدردنيل للسفن التجارية في أوقات السلم والحرب، وسمحت بمرور السفن الحربية لدول حوض البحر الأسود من دون أي تحديد.

وحاولت روسيا مرارا تغيير بعض شروط الاتفاقية؛ ففي عامي 1945 و1946، احتج الاتحاد السوفياتي على التضييق الذي طال مرور السفن الحربية، ودعا لمراجعة الاتفاقية.

أهم بنود الاتفاقية:

- في زمن الحرب، ستدخل السفن التجارية غير المتحاربة مع تركيا، بصرف النظر عن الحمولة، دون أي عوائق. ولكن يحق لتركيا منع السفن التجارية للدولة المتحاربة معها من دخول المضيق.

- إذا كان هناك دولتان في حالة حرب، فإن تركيا ستسمح لسفنهما التجارية بالدخول، لكن بشرط عدم نقل مستلزمات عسكرية.

- يمكن لتركيا فرض إجراء معين على عبور السفن التجارية الخاصة بالدول الأخرى، إذا شعرت بأن هناك تهديدا أمنيا يحيط بها.

الأهمية الجيوسياسية لمضيقي البسفور والدردنيل

تمتلك تركيا موقعا بحريا فريدا يجعلها تتحكم في اثنين من أضيق وأهم الممرات البحرية في العالم، ويعدّ مضيقا البسفور والدردنيل المخرج الوحيد للسفن الروسية والأوكرانية من البحر الأسود المغلق.

ويتصل البحر الأسود مع البحر المتوسط بواسطة مضيقي البسفور والدردنيل، ويتميز الممران بضيقهما، ويبلغ طول الدردنيل 58 كيلومترا، وأدنى عرض له 868 مترا، ويراوح عمقه بين 50 و90 مترا.

أما البسفور فهو أقصر وأضيق من الدردنيل إذ يبلغ طوله 27 كيلومترا، وأدنى عرض له 640 مترا، ويصل عمقه 70 مترا. وتقع مدينة إسطنبول على جانبي مضيق البسفور الذي يصل بين البحر الأسود وبحر مرمرة. ويعتبر مع مضيق الدردنيل الحدود الجنوبية بين قارتي آسيا وأوروبا.

أما مضيق الدردنيل، فيعد ممرا مائيا دوليا يربط بحر مرمرة ببحر إيجة، ويفصل المضيق ما بين شاطئ آسيا الصغرى وشبه جزيرة جاليبولي في الجانب الأوروبي، وهما من الأراضي التركية. ويبلغ طول المضيق حوالي 61 كلم، وعرضه يتراوح بين 1.2 و6 كلم، ويتراوح عمقه بين 50 و60 مترا.

ويُعد مضيقا البسفور والدردنيل بوابة روسيا للعبور من البحر الأسود إلى البحر المتوسط عن طريق بحر إيجة، بموجب اتفاقية مونترو، ويعتبر إغلاق المضيقين بمثابة إعلان حرب.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!