ترك برس

منذ عدة أيام وحديث الشارع التركي يدور حول إمكانية ترشح رئيس بلدية أنقرة منصور ياواش للانتخابات الرئاسية المقبلة بهدف إنهاء حكم الرئيس رجب طيب أردوغان الذي استمر لمدة 20 عاما ما بين رئاسة الوزراء ورئاسة الجهورية.

الحديث حول إمكانية ترشح ياواش للرئاسيات المقبلة، بدأ بعد تصريح زعيم حزب الظفر أميت أوزداغ المعروف بعدائه الشديد للسوريين خاصة ولعموم المعاجرين واللاجئين عامة.

وفي إحدى المقابلات التلفزيونية قال أوزداغ إن حزبه أجرى العديد من استطلاعات الرأي حول المرشح الذي يمكنه نيل أكبر عدد من الأصوات من كافة الشرائح والطوائف والأعراق في تركيا.

وأشار أوزداغ إلى أن رئيس بلدية العاصمة أنقرة منصور ياواش، هو الأوفر حظا والأكثر شعبية، وأنه الوحيد القادر على الفوز في الانتخابات الرئاسية المقبلة في مواجهة الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان.

وعقب هذا التصريح ضجت أروقة أنقرة وعموم تركيا بالحديث عن إمكانية ترشح ياواش للانتخابات الرئاسية، ولعل أهم حدث شهدته العاصمة التركية أمس، هو لقاء ياواش بكمال قليجدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري (الذي  ينتمي إليه) ورئيسة حزب إيي ميرال أقشنر التي دعمت فوز ياواش بقوة في انتخابات بلدية أنقرة.

لكن ياواش المعروف عنه بأنه قليلا ما يدلي بتصريحات على وسائل الإعلام، عقد مع أقشنر مؤتمرا صحفيا أكد خلاله أن زيارته لحزبي إيي والشعب الجمهوري، كان سببها دعوة زعيمي الحزبين لمؤتمره الصحفي الذي سيعقده يوم 6 مايو/أيار المقبل لسرد تفاصيل ما أنجزه خلال الأعوام الثلاثة الأولى من رئاسته لبلدية أنقرة.

غير أن الصحفيين ما كان لهم إلا أن يستغلوا هذه الفرصة ليسألو ياواش عن تصريح أوزداغ وإحتمال ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة. فكان رد ياواش حاسما وقطعيا، حيث قال: "أنا خارج عالم السياسة والأن أشغل منصب رئيس بلدية أنقرة، وأريد أن أكمل مهامي في هذا المنصب وأقدم ما أستطيع من خدمات لسكان العاصمة".

وأضاف ياواش قائلا: "على رئيس البلدية أن يقوم بالمهام الموكلة إليه فقط ولا يتدخل في الشؤون الحزبية أن يدخل في سجال مع مسؤولين وسياسيين آخرين"، ولعل تصريحه هذا يتضمن تنبيها لرئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو الذي قال لوزير المواصلات قبل عدة أيام "من أنت التزم حدودك، أنا مُنتخب من قِبل شعب إسطنبول بينما أنت معيّن من قِبل شخص (يقصد به الرئيس رجب طيب أردوغان)".

وفي خضم هذه النقاشات، تبادر إلى الأذهان السؤال التالي: "هي يتمكن ياواش من حشد أنصار له من كافة الشرائح والأعراق والأطياف في حال ترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، وهل سيتمكن من الحصول على أصوات الأكراد كونه من أصول قومية ومن أنصار حزب الحركة القومية سابقا".

هنا وجه الصحفي جانداش تولغا إشيق سؤال إلى صلاح الدين دميرطاش الزعيم السابق لحزب الشعوب الديمقراطي المسجون حاليا في سجن ولاية أدرنة بتهم عديدة منها التورط في مقتل 52 شخصا والضلوع في عمليات إرهابية، حول رأيه في ترشح ياواش للرئاسيات المقبلة.

فكان جواب ياواش على الشكل التالي:

1 – في المرشح للرئاسيات المقبلة نحن لا يهمنا الإسم بقدر اهتمامنا بمدى تمسك المرشح بالمبادئ.

2 – يمكنني أن أترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، فمازلت أؤمن بضرورة الترشح والفوز.

3 – رأيي الشخص أن السيد أكرم إمام أوغلو أكثر نجاحا من منصور ياواش ويحتضن الشرائح أكثر منه، ويمكنني أن أقول أن إمام أوغلو يحظى بشعبية أكثر من ياواش في الأناضول.

ومن الواضح أن إجابة دميرطاش تتضمن رسالة للمعارضة مفادها: "اجعلوا من إمام أوغلو مرشحا مشتركا لتتمكنوا من الحصول على دعم الأكراد، وإذا لن ترشحوا إمام أوغلو فإنني سأكون مرشح حزب الشعوب الديمقراطي، وفي حال أصريتم على منصور ياواش، عندها نجلس لنتباحث في شروط قبول ترشحه".

وإذا تمعّنا أكثر في إجابة دميرطاش نجد أنه يبعث برسالة أخرى للمعارضة وهي: "إياكم والتفكير بأن أصوات الأكراد ستكون لكم حتى لو أننا نعارض استمرار حكم أردوغان للبلاد، وإذا أردتم الحصول على تأييد الشريحة الكردية في الانتخابات المقبلة، عليكم التفكير بتحقيق مطالبنا والموافقة على شروطنا".  

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!