ترك برس

ما يزال أولو جامع (الجامع الكبير) بولاية سيرت التركية (جنوب شرق) يقف شامخا، يتحدى الزمن رغم مرور 893 عاماً على إنشائه.

وما يزال زواره يشعرون بنفس الأجواء الروحانية منذ تشييده وحتى اليوم.

شُيد أولو جامع الذي يحمل خصائص العمارة السلجوقية، بولاية سيرت عام 1129 بحسب الكتابات الموجودة في أعلى مدخل المسجد.

بُنيت مئذنة الجامع على قاعدة مستطيلة، بشكل دائري، يقل نصف قطرها تدريجيا كلما توجهت إلى الأعلى، ومنقوش على جوانبها اسم النبي محمد وأسماء الخلفاء الأربعة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي.

وفي تصريحات لوكالة الأناضول قال عرفان تكين مدير الثقافة والسياحة بالولاية إن تاريخ بناء الجامع غير معروف بشكل قاطع، ولكن يمكن الاعتماد على ما قيل بشأن بنائه عام 1129 بأمر من السلطان السلجوقي مغيث الدين محمود.

وأشار تكين إلى أن الجامع تم تجديده أكثر من مرة في أوقات مختلفة، على سبيل المثال قام مجاهد إسحق أفندي قاضي منطقة "جيزرة" وأحد أتابك السلاجقة بترميم المسجد وتجديده عام 1260، وأضيفت بعض الأجزاء إليه أثناء أعمال الترميم.

وذكر أن مئذنة الجامع بُنيت بشكل اسطواني على قاعدة مربعة، وأن الكتابات الخاصة بالمئذنة تضم معلومات عن تاريخ البناء.

وأوضح أن المئذنة مبنية من الآجور وقوالب مصنوعة من الجص، وبها العديد من الزخارف بأشكال هندسية مختلفة، وبأسلوب مستخدم بكثرة في إيران وتركمانستان، وتشبه مئذنة الجامع الكبير في الموصل من ناحية تقنية البناء.

ولفت تكين إلى أن الجامع احتفظ بجماله ورونقه منذ 893 عاماً ويستقبل أعدادًا كبيرة من الزوار من داخل تركيا وخارجها.

من جانبه، قال إمام الجامع نذير أوبوت، إن الجامع لا يزال محتفظاً بحالته وبجماله رغم مرور 893 عامًا على بنائه.

وأضاف أوبوت أن الجامع يتسع لخمسة آلاف شخص، وأن آخر عملية ترميم تمت فيه كانت بين عامي 2006 و 2012.

وأفاد بأن المصلين ينبهرون كثيراً من جمال الجامع ومن الأجواء الروحانية بداخله.

وتابع: الجامع مكون من ثلاث قباب رئيسية، والقسم الخلفي منه مصمم على هيئة قبو. ويتميز ببرودته في الصيف ودفئه في الشتاء.

وزاد أوبوت: الجامع به ثلاثة محاريب كبيرة في الأمام واثنان صغيران بالخلف. في الماضي كانت تقام الصلاة في المحراب الأمامي الكبير، بينما تُلقى الدروس في المحرابين الأيمن والأيسر.

وعن خصائص المئذنة، قال أوبوت إن أسماء النبي محمد والخلفاء الأربعة مكتوبة بالخط الكوفي على جوانبها الأربع، وإنه يمكن ملاحظة هذه النقوش عند النظر بدقة إلى المئذنة.

وأضاف أنه لم يستخدم أي نوع من فن التذهيب والتزيين داخل الجامع، وأن بساطة البناء تجذب انتباه الزوار.

حسين سفينتش، أحد زوار الجامع الكبير ذكر أن الجامع يعد أثرًا مهمًا ليس بالنسبة لولاية سيرت فحسب، بل للعالم الإسلامي بأكمله.
وشدد على أن الجامع الكبير يعد أثراً نادراً شامخاً منذ قرون ولا بد من الحفاظ عليه.

أما الزائر ظفر دوغرو سفر فقال إن الجامع الكبير يضفي جمالًا إضافيا وروحانية على المدينة، وأنه يعد من أهم معالم المدينة منذ نحو 9 قرون، لذا يتوجب الحفاظ عليه والترويج له.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!