ترك برس-الأناضول

أوضح تركمان قلعة أربيل التاريخية، شمالي العراق، أنهم في الماضي كانوا أكثر سكان القلعة، الواقعة في مركز مدينة أربيل، إلا أنهم مع مرور الوقت ولأسباب مختلفة سكنوا في العديد من الأحياء المجاورة.

وكان تركمان القلعة، الواقعة فوق تلة، ينزلون للعمل في محلاتهم بسوق "القيصري" التاريخي، المجاور لها من الجهة الجنوبية.

وفي 2009، أصدرت إدارة إقليم شمالي العراق، قرارا بإخلاء المنازل الموجودة داخل القلعة بهدف ترميمها والحفاظ عليها، والتي تعد من أوائل مراكز الاستقرار في منطقة بلاد الرافدين، قبل نحو 6 آلاف سنة، بحسب بعض المؤرخين.

وتعد قلعة أربيل، أحد أهم رموز المدينة التي تحمل ذات الاسم، وأدرجت على قائمة اليونسكو للتراث العالمي في 2014.

وتضم القلعة العديد من المنازل التاريخية ومتحفا ومركزا ثقافيا، وتعد من الوجهات السياحية المفضلة للسياح، ولساكني مدينة أربيل.

وللقلعة أهمية تاريخية ومعنوية كبيرة بالنسبة لتركمان أربيل الذين ولدوا بها وقضوا بها طفولتهم.

وفي حديث مع وكالة الأناضول، تحدث بعض تركمان القلعة، عن ثقافة المنطقة، ونمط الحياة بها في الماضي، وعن ذكرياتهم في المكان.

- الأغلبية كانت تتحدث التركمانية

"خالص يونس مصطفى"، بائع التحف وأحد تركمان المنطقة، ويعمل بائعا للتحف منذ 50 عاماً في دكانه ذي الطابقين، بجوار القلعة التاريخية.

وقال مصطفى، إنه ولد بالقلعة في 1956، ودرس المرحلة الابتدائية في مدرسة القلعة، كما أن والده وجده وُلدا أيضا وعاشا في القلعة.

وأضاف أنه أمضى مرحلة طفولته بالقلعة، وبها كل ذكريات طفولته، وأن كل سكان القلعة كانوا يعرفون بعضهم ويعيشون مثل الأخوة.

وأشار إلى أنهم تركوا منزلهم بالقلعة في 1977، بينما غادرت بعض العائلات منازلها في الخمسينيات والستينيات.

ولفت مصطفى، أن والداه أخبراه أن القلعة كان يعيش بها التركمان واليهود، وكانوا جميعا يتحدثون التركمانية.

واستطرد "كان التركمان يشكلون نحو 90 بالمئة من السكان".

وأضاف "بعد ذلك جاء الأكراد في 1964، وأصبحوا من سكان القلعة، وعاش الجميع كالأخوة".

- إغلاق باب القلعة بعد صلاة العشاء

وقال سانان أحمد آغا، الرئيس الأسبق لجبهة تركمان العراق (2000-2003) إنه ولد في 1943، في حي تكية، في قلعة أربيل، وتخرج من كلية الحقوق، جامعة بغداد، في 1968.

وأشار أحمد آغا، إلى أن والده، وجده، وجد جده، ولدوا وعاشوا في القلعة.

وأوضح أن القلعة كانت تضم ثلاثة أحياء هي: سراي، وطوب خانه، وتكية.

وأضاف أحمد آغا، أنه أمضى طفولة جميلة في القلعة، إلا أن عائلته اضطرت للنزول إلى حي تيراوا في أربيل، من أجل العمل.

واستطرد "في الماضي، كان من يسكنون في القلعة ينزلون إلى سوق القيصري للعمل، وقبل أذان المغرب يصعدون إلى القلعة. وكان باب القلعة يُغلق بعد أذان العشاء ولا يفتح حتى أذان الفجر".

وقال محمود تشلبي، رئيس "حزب الإرادة التركمانية"، إنه ولد بحي سراي، بقلعة أربيل في 1946.

وأوضح تشلبي، أن سكان القلعة عملوا في الماضي بمهن مختلفة في سوق القيصري، مثل: الجزارة، وبيع الخضروات، والقماش.

وأشار إلى أن المدينة كانت في تلك الفترة مركزا تجاريا.

ولفت تشلبي، إلى أن بعض سكان القلعة، وخاصة من النساء، لم يغادروها أبدا طوال حياتهم، وولدوا وماتوا بها.

أما الدكتور جمال ترزي أوغلو، فقال إن عائلته كانت تسكن في الماضي حي طوب خانه، وإنه ولد في 1958 في أحد الأحياء المجاورة للقلعة، ودرس الصف الأول الابتدائي في مدرسة القلعة.

وأضاف ترزي أوغلو، أنه أمضى أياما جميلة داخل القلعة مع أقربائه.

وأشار إلى أن التلاميذ والمعلمين كانوا جميعا يعرفون بعضهم، وأن أغلب سكان القلعة كانوا يتحدثون التركمانية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!