ترك برس

أشار مقال لنائب مدير معهد الطاقة القومية في روسيا ألكسندر فرولوف، في صحيفة "إزفيستيا"، إلى أن تركيا باتت عقدة طاقة لتصدير الغاز الروسي، وتطرق إلى محادثات أنقرة وموسكو لاعتماد الروبل والليرة في التجارة البينية.

وقال فرولوف إنه في أوائل أغسطس، عُقدت مباحثات بين رئيسي روسيا وتركيا، تم خلالها التوصل إلى الاتفاق، من حيث المبدأ، على التحول الجزئي في تسديد ثمن الغاز الروسي إلى الروبل. حسبما نقلت وكالة "RT".

كما أعلن وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، فاتح دونماز، عن إمكانية التسديد مقابل عبور الغاز الروسي بالليرة التركية.

وتابع المقال:

"في العام الماضي، وصل استهلاك الغاز في تركيا إلى مستوى قياسي بلغ 57.3 مليار متر مكعب. واقتربت الشحنات الواردة من روسيا من أعلى مستوياتها في السنوات السابقة البالغة حوالي 26.5 مليار طن.

يؤثر الوضع الراهن الحالي، إلى أقصى درجة، في آفاق علاقات الغاز بين روسيا وتركيا.. وما يجري، الآن، هو زيادة حصة العملات الوطنية في التجارة الدولية. تحاول العديد من الدول تقليص دور الدولار (واليورو)، في تجارتها ومدخراتها، خاصة وأن وساطة الدولار لم تعد محط ثقة. لذلك، فإن التخلي عن الدولار واليورو في تجارة الغاز بين روسيا وتركيا بات مسألة تتعلق بالأمن المالي.

وللأسف، بات من المستحيل الآن التنبؤ بحجم إمدادات الغاز الروسي إلى الدول الأوروبية في العامين أو الثلاثة القادمة.

من ناحية أخرى، يشير موقف أنقرة بوضوح إلى استعدادها لمواصلة التعاون في قطاع الغاز. ومن حسن الحظ أيضا أن جزءا كبيرا من الدول التي لا تتعامل مع روسيا بعدائية وتسعى للحفاظ على إمدادات الطاقة من روسيا يمكنها الحصول على الغاز الروسي عبر تركيا".

بدوره كتب ميخائيل روستوفسكي، في صحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس" الروسية، حول محدودية قدرة الرئيس التركي أردوغان، والمؤشرات الواقعية التي تفيد بأن الصراع في أوكرانيا سوف يستمر لفترة طويلة.

وجاء في المقال: سافر الرئيس التركي أردوغان، بعد لقائه مع الرئيس بوتين مؤخرا في سوتشي، إلى لفوف بأوكرانيا في مهمة سلام ووساطة للقاء زيلينسكي والأمين العام للأمم المتحدة.

يمكن لأردوغان تحقيق اختراقات تكتيكية في المفاوضات (وسيكون هذا أيضا إنجازا كبيرا)، إنما، من الناحية الاستراتيجية، سوف ينتقل الصراع في أوكرانيا، بل والصراع الأساسي الأكبر بين روسيا والغرب، بالتأكيد إلى العام 2023. والعام 2024 على بعد خطوة من العام 2023، وهكذا عاما بعد عام.

لا أحد من الطرفين (روسيا والغرب) مستعد للاتفاق على حل دائم وراسخ. فببساطة، ليس هناك مجال لحل وسط يناسب الجميع بشكل أو بآخر. وبدلاً من ذلك، فإن كل جانب مصمم على مواصلة الضغط على الآخر.

موسكو، عازمة على ترتيب "شتاء مفرح" لأوروبا، تستمتع فيه بنقص الطاقة وما ينجم عن ذلك من مشاكل اقتصادية وسياسية؛ والغرب، مصمم على تسريع إعادة تسليح قوات كييف وتجهيزها. وهكذا، فحتى لو كان هناك هدوء نسبي أو حتى كامل في الخريف والشتاء، كما يتوقع بعض الخبراء، فمن المرجح أن تستأنف الأعمال القتالية بقوة متجددة في الربيع.

هل هذا كله يجعل جهود أردوغان عديمة الجدوى؟ لا، الأمر ليس كذلك. فكما سبق أن كتبت، حتى المواجهة يجب أن تكون تحت السيطرة، وضمن الالتزام بقواعد معينة. زعيم تركيا هو السياسي الوحيد القادر على توفير قدر نسبي على الأقل من هذه القابلية للإدارة. إنما، من المهم جدا الآن عدم المبالغة في التوقعات".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!