ترك برس

ذكر السفير القطري لدى أنقرة سالم بن مبارك آل شافي أن قطر وتركيا تعملان على تطوير العلاقات الثنائية بهدف تحقيق التكامل فيما بينهما، مشيرًا إلى أن "تعاون تركيا وقطر يهدف إلى توفير الأمن والاستقرار للمنطقة ولشعوبها".

وذكر آل شافي في حديث له مع صحيفة ديلي صباح التركية أن قطر ساهمت في جهود قتال تنظيم الدولة (داعش) من خلال عدة وسائل، مشيرًا إلى أن بلاده تعد التنظيم منظمة إرهابية ينبغي قتالها منذ ظهورها لأول مرة في المنطقة.

كما أكد وجود حاجة إلى استراتيجية شاملة واسعة للقضاء على تنظيم الدولة (داعش)، وقال: "إن من غير الممكن القضاء على تنظيم الدولة (داعش) من دون التخلص من الأمور التي مهدت الطريق لإنشائها وساهمت في نموها إلى جانب القتل والسياسات الطائفية التي تسببت بالعزلة والاستعداء في سوريا والعراق".

وأشار السفير القطري إلى أنه مثل بلاده في الاجتماع الوزاري المصغر للتحالف المضاد لتنظيم الدولة (داعش) في 2 حزيران/ يونيو في باريس، وقال إنّه تم خلال الاجتماع التأكيد على أهمية تطبيق مقررات مؤتمر جنيف الأول.

وقال: "من أجل حماية وحدة سوريا ولنكون أكثر فاعلية في القتال ضد تنظيم الدولة (داعش)، فقد أشرنا إلى ضرورة تطبيق مقررات مؤتمر جنيف 1 بشكل سريع وأن الأسد يجب أن يرحل".

وتُعد قطر دولة عربية رائدة في بذلك جهود لحل النزاعات الإقليمية، كما تشارك بفعالية في معالجة جميع المسائل والتحديات التي تواجه الشرق الأوسط. علاوة على ذلك فإن تركيا وقطر تشتركان بنفس النظرة إلى عدد من مسائل السياسة الخارجية بما في ذلك سوريا.

ولدى إجابته على أسئلة حول تقارير إعلامية تحدثت عن عملية محتملة مشتركة بين السعودية وتركيا وقطر ضد النظام السوري، قال آل شافي إن هذه الادعاءات لا تعكس الحقيقة. وقال: "هذه تقارير إعلامية كما تقول. إننا نعتقد أن الشعب السوري سيحرر نفسه من كل من الأسد والإرهاب. ومع ذلك، فإن التدخلات من قبل دول مختلفة توفر التمويل والسلاح والمقاتلين لنظام الأسد، هي ما يعيق الشعب السوري من تحرير نفسه".

وتابع قائلًا: "لقد دمر الأسد البنية التحتية، وقتل أكثر من 300 ألف شخص وأجبر حوالي 10 مليون من شعبه على أن يصبحوا لاجئين. لم يقم المجتمع الدولي بواجبه، وهو التدخل لحماية الشعب السوري، مما تسبب بالمقابل في فراغ للسلطة ملأته لاحقًا مجموعات متطرفة مثل تنظيم الدولة (داعش). إننا مسؤولون عن توفير الدعم للشعب السوري وكذلك تحقيق انتقال دون الأسد والقتال ضد داعش".

تَجمَع كلًا من قطر وتركيا علاقات تاريخية، وقد تم إحراز تقدم كبير في السنوات الأخيرة فيما يخص العلاقات بين الدولتين. إضافة إلى ذلك، فقد دخلت اتفاقية التعاون العسكري الموقعة من قبل تركيا وقطر في كانون الثاني/ ديسمبر 2014، حيز التنفيذ مؤخرًا.

وذكر السفير القطري لدى أنقرة أن هذه الاتفاقية مفيدة لكلا الدولتين، وقال: "كنا نعمل لبعض الوقت من أجل تقوية العلاقات الثنائية بين قطر وتركيا في عدة مجالات. وهدفنا هو تحقيق التكامل. ويمكننا التأكيد على أن تعاون تركيا وقطر يهدف إلى توفير الأمن والاستقرار للمنطقة ولشعوبها. وهكذا نقرأ هذه الاتفاقية".

وفي تعليق له على تأثير الاتفاق الدائم بين إيران ودول مجموعة 5 + 1، أشار آل شافي إلى أن هذا يعتمد على وفاء كل طرف بالتزاماته. وقال: "إذا لم يفوا بالتزاماتهم، فإن المفاوضات ستصل إلى طريق مسدود. أعتقد أن الطرفين قد وصلا إلى مرحلة متقدمة في المفاوضات يصعب الانسحاب منها. ومن المهم أن يتفقا على الشروط، ينبغي أن لا تتسبب هذه الاتفاقية بانتشار أسلحة نووية أو تسريع حركة الميليشيات في سوريا والعراق".

وأضاف: "نتمنى أن تساهم هذه الاتفاقية في أمن واستقرار المنطقة. وبطبيعة الحال، هذا يتطلب ميكانيكية ضبط موضوعية للمتابعة المستمرة للالتزام الطرفين ببنود الاتفاقية".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!