ترك برس

تزامناً مع ترقب النتائج الأولية لانتخابات الجولة الثانية من الرئاسيات في تركيا، تصدر رجل بزي صوفي منصات التواصل الاجتماعي في البلاد، بحركاته التي قام بها فرحاً بتقدّم الرئيس رجب طيب أردوغان على منافسه كمال كلجدار أوغلو. 

وانتشر مقطع مصور أشعل منصات التواصل الاجتماعي وكان بطله شيخ تركي من الجماعات الصوفية، له لحية طويلة ويعتمر عمامة على رأسه، ويلبس الزي الصوفي المعروف بتركيا، وقد ظهر في مقطع الفيديو وهو يرقص ويتمايل على أنغام الموسيقى خلال احتفال جماهيري واسع بفوز أردوغان.

لكن هذا المقطع كان بمثابة القشة التي أشعلت النار في هشيم منصات التواصل الاجتماعي بتركيا، فكثير من النشطاء لم يتقبلوا ما قام به الشيخ الصوفي مقابل آخرين برروا له سلوكه الذين اعتبروه منسجما مع طبيعته البشرية.

وفي هذا الإطار، رصد برنامج شبكات على شاشة قناة الجزيرة القطرية، بعض تفاعلات النشطاء حول الموضوع.

الشاب خلدون لم يعجبه ما قام به الشيخ، فكتب منتقدا "شايب قلل من هيبة شيبته، والأكثر أنه أهان الزي الجميل الذي هو لابسه بحركات ناقصة، ما في أي مبرر لهذا الشكل المثير للقرف من التمايل".

لكن غروب دافعت عن الشيخ وتفاعله مع نتائج الانتخابات فكتبت "أليس رجل الدين إنسانا يمتلك مشاعر؟ الدين يسر وليس عسرا، هذا الرجل لم يخطئ، فهو إنسان".

لكن هبة النائب رفضت هذا التبرير وقالت "ترقيع مضحك، المشكلة ليست بالتعبير عن فرحك وإنما بطريقة الرقصة والحركات، شيخنا اللي يشوفك يقول أنت محترف وراقص سابق".

والرد على هبة جاء سريعا من الناشط كوم ابروس، حيث قال في تغريدة "صار الاحتراف والإتقان هو المشكلة وليس تعيين نفسك حارس تتدخلين في شؤون الآخرين، وإعطاء نفسك الحق بالحكم على أفعاله إن لم تناسب مزاجك".

وبعد انتشار مقطع الفيديو وسماع الشيخ العجوز الانتقادات الكثيرة لما قام به ظهر في فيديو آخر معبرا عن اعتذاره عما بدر منه، وقال في الفيديو "السلام عليكم يا أصدقائي، عشنا بالأمس نصرا وفرحة كبيرة، وبسبب فرحتنا وارتياحنا قمت بهذه الحركات رغما عني، وفي العادة لا نفعل مثل هذه الحركات، لست من هذا النوع، لكن الذي حصل كان بسبب حالة الفرحة الكبيرة، لقد انتصرنا يا أخي، أنت تعرف منذ متى وهم يهاجموننا ولكننا صمتنا وكتمنا بداخلنا، لذلك كان هذا هو التعبير عن الفرحة".

الانتخابات التركية

وفي 14 مايو/ أيار الماضي، شهدت تركيا انتخابات برلمانية ورئاسية في آن واحد، وصفت بـ "التاريخية" لكونها تتزامن مع الذكرى المئوية الأولى لتأسيس الجمهورية التركية.
وتنافس في الانتخابات البرلمانية 24 حزباً لحصول على أكبر عدد من المقاعد في البرلمان البالغ إجمالي عدد مقاعده 600 مقعداً.
واستطاع تحالف "الجمهور" بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان من الحصول على غالبية البرلمان، بواقع أكثر من 320 مقعداً، فيما 268 منها فقط لحزب العدالة والتنمية، والباقي للأحزاب الأخرى المتحالفة.
في المقابل، لم ينجح تحالف "الطاولة السداسية" المعارض في تحقيق الغالبية بالبرلمان، حيث حصل حزب الشعب الجمهوري أكبر الأحزاب المعارضة في البلاد، على 169 مقعداً فقط، بحسب النتائج النهائية التي كشفت عنها الهيئة العليا للانتخابات (YSK).
وعلى صعيد الانتخابات الرئاسية، فقد خاض السباق 3 مرشحون عن تحالف حزبية مختلفة، هم الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان عن تحالف "الجمهور"، وزعيم المعارضة كمال كلجدار أوغلو عن تحالف "الأمة" أو ما يعرف بـ "الطاولة السداسية"، والسياسي القومي سنان أوغان عن تحالف "الأجداد"، فيما أعلن محرم إنجه، المترشح عن حزبه "البلد" الانسحاب من التنافس قبل أيام بشكل مفاجئ.
وشهدت الجولة الأولى حصول أردوغان على 49.52 بالمئة من الأصوات، فيما نال منافسه الأبرز ومرشح المعارضة كمال قليجدار أوغلو 44.88 بالمئة، وسنان أوغان 5.17 بالمئة، لتعن الهيئة العليا للانتخابات عن امتداد السباق الرئاسي إلى الجولة الثانية التي جرت بتاريخ 28 مايو/ أيار 2023.
وأسفرت الجولة الثانية من الرئاسيات، عن حصول الرئيس أردوغان على 52.18 في المئة من الأصوات ومنافسه قليجدار أوغلو على 47.82 في المئة، ليتم بذلك انتخابات أردوغان لولاية جديدة تمتد لـ 5 سنوات.
وفي انتخابات الإعادة لاختيار الرئيس، أدلى 52 مليون و93 ألفا و375 ناخبا محليا بأصواتهم، وبلغ معدل التصويت 85.72 في المئة، فيما بلغت نسبة المشاركة 88.92% داخل البلاد، و53.80% خارجها.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!