ترك برس

يوثَّق التاريخ العريق لبطولات الجيش العثماني، خلال 900 عام، داخل المتحف العسكري (Askeri Müze) في إسطنبول، الواقع في منطقة حربية التي تبعد مسافة 1 كم عن ميدان التقسيم، باتجاه منطقة "شيشلي". بناهُ أحمد فتحي باشا، وقام بإدارته أحمد مختار باشا بين الأعوام (1908-1926)، وكان هذا البناء التاريخي يستخدم كمدرسة عسكرية في المرحلة الأخيرة للعهد العثماني.

يتكون المتحف من طابقين، الطابق الأرضي يعرض الأسلحة والمعدات المتنوعة، التي كان يستعملها الجيش العثماني أثناء الفتوحات، وملابس عسكرية تركية عبر مختلف العصور، وهناك حوافظ زجاجية، تحتوي على قواعد حربية تركية وغير تركية، بيزنطية، يونانية، نمساوية وغيرها، ويوجد صالات تعرض لوحات فنية جميلة، توثق بعض المعارك، ومجسمات لمدير المتحف، ومؤسس المتحف، ومجسم لأحد الخيالة المحاربين، وأجهزة الموسيقى العسكرية من طبول وغيرها، ويوجد قسم يعرض مجسمات لاجتماع عسكري لتوزيع المهام، بشكل جميل جدا.

تجسّد محتويات المتحف التطور والتقدم العسكري عبر التاريخ، حيث هناك مدفع عثماني قديم، ونبال وسهام وسروج للخيل، وصالات تعرض أسلحة الجيش خلال الحرب العالمية الأولى، ومنها السيوف والبواريد المتعددة، وفي الطابق العلوي مجسم "جاليبوس" وحجرة مخصصة لأتاتورك، والذي كان قائدا عثمانيا شهيرا، قبل أن يصبح مؤسس وقائد جيش الجمهورية.

حتى الباحة الخارجية للمتحف لا تخلو من التحف العسكرية، حيث هناك هليكوبتر أمريكية الصنع موديل 1967، ومدفع عملاق ألماني الصنع موديل 1889، ودبابة ألمانية موديل 1929، ويوجد محل لبيع الهدايا التذكارية قبل صالة الدخول.

ويحلو التجوال في المتحف بوجود فرقة "المهتر"، التي تعتبر أولى الفرق الموسيقية العسكرية في العالم. تقوم الفرقة بعرض قصير وجميل يجذب السياح والأطفال بوجه الخصوص، يمشون خطوات ثابتة ومتوازنة والجميع بنفس الاتجاه، وتستمر لمدة 15 دقيقة، تضيف المرح للأجواء، فهذه الفرق كانت تسبق الباشاوات، والحكام العثمانيين الفاتحين، إلى المدن المهزومة، لإبهار الشعب المهزوم.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!