ترك برس

وبّخ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، صحفياً ألمانياً طرح له أسئلة تتضمن تهديدات مبطّنة خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المستشار الألماني أولاف شولتز، في برلين التي زارها ليوم واحد أمس الجمعة.

وسأل صحفي أردوغان عن اعتقاده فيما إذا كان موقفه من حرب إسرائيل على غزة من الممكن أن يؤثر على موافقة ألمانيا على بيع تركيا 40 طائرة "يورو فايتر تايفون"، وكذلك على التعاون بين دول حلف شمال الأطلسي (ناتو)؟

ورد أردوغان بأن تركيا من أهم الدول في الناتو وفي المرتبة الخامسة فيه، وهي ليست دولة عادية في الحلف، وعملت في حرب أوكرانيا مثلا على الحديث مع موسكو وكييف، واستطاعت نقل 33 مليون طن من الحبوب إلى أوروبا وأفريقيا عبر ممر الحبوب، بحسب ما نقلته "الجزيرة نت".

وأشار إلى أن المئات قتلوا في حرب أوكرانيا، فيما قتل الآلاف من الفلسطينيين على يد إسرائيل ودمرت المشافي ودور العبادة والكنائس، وهذا يزعجه كمسلم مثلما يزعج المسيحي، فلماذا لا يتم اتخاذ موقف أو رد فعل هنا؟ وفق قوله.

وقال أردوغان "في ما يخص اليورو فايتر فلتعطها ألمانيا أو لا تعطها، هل ألمانيا هي الوحيدة في العالم التي تصنع الطائرات الحربية؟ يمكننا العمل على هذا وتأمينه من أماكن عدة في العالم".

وأضاف أن تركيا حاليا في ما يخص الطائرات الحربية المسيرة أصبحت من أكثر الدول تقدما، وقال "فلا تهددني بهذا كصحفي، ولتكن أسئلتكم لنا ضميرية وإنسانية حتى نرد عليكم بالطريقة ذاتها".

وكان أردوغان قد قال في وقت سابق هذا الأسبوع إن إسرائيل "دولة إرهابية" ترتكب جرائم حرب في غزة، وإن حملتها على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) تتضمن "أكثر الهجمات خسة في تاريخ البشرية".

وأكد أردوغان خلال زيارته لألمانيا أن إسرائيل قتلت حتى الآن 13 ألفا، معظمهم من النساء والأطفال والمسنين، ودمرت كل شيء، ولم يبق تقريبا مكان اسمه غزة جراء هجماتها، وفق تعبيره.

وأشار أردوغان إلى أن ألمانيا تدعم إسرائيل في حربها على غزة بدافع الشعور بالذنب من محارق النازية، وذلك خلافا لتركيا التي قال إنها قادرة على التحدث بلا انحياز.

وذكر أردوغان خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المستشار الألماني أولاف شولتز قبل إجرائهما محادثات خاصة "بجب عدم تقييم الحرب الإسرائيلية الفلسطينية بإحساس نفسي بالمديونية، أنا أتحدث بحرية لأننا لا ندين بأي شيء لإسرائيل".

ومسّت تعليقات أردوغان في برلين وترا حساسا في صميم هوية ألمانيا في حقبة ما بعد الحرب، وهي هوية مستندة إلى شعور عميق بتقديم تعويضات عن محارق النازية.

ولم يرد شولتز بشكل مباشر على تعليقات أردوغان، لكنه كرر التزام ألمانيا بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.

الموقف التركي من التطورات في غزة

وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أعلنت حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) وفصائل أخرى في المقاومة الفلسطينية، إطلاق عملية أسمتها "طوفان الأقصى" ضد أهداف إسرائيلية في غلاف قطاع غزة التي تعاني من حصار مطبق منذ سنوات.

إسرائيل وأمام مباغتة المقاومة الفلسطينية لها، ردت على "طوفان الأقصى" بإطلاق ما أسمته "عملية السيوف الحديدية"، قصفت بموجبها المناطق السكنية وأهداف حماس في قطاع غزة ومحيطها، في محاولة منها لردع العملية الفلسطينية وإيقافها.

وخلّفت الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، آلاف القتلى وعشرات آلاف الإصابات بين المدنيين، وسط تحول القطاع إلى ما يشبه الدمار والركام، وحديث عن إخلاء القطاع من سكانه وإجلائهم نحو الجنوب قرب الحدود مع مصر.

ومنذ اللحظة الأولى لتصاعد التوتر الفلسطيني الإسرائيلي، أكدت تركيا وعلى لسان كبار مسؤوليها على ضرورة وقف إطلاق النار بأقرب وقت حقناً للدماء وتجنباً لمزيد من الضحايا المدنيين، فيما أكد رئيسها رجب طيب أردوغان على أن الحل لتحقيق السلام في المنطقة وفي فلسطين يمر عبر تأسيس دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة بحدود 1976 وعاصمتها القدس.

وأمام تصعيد إسرائيل من هجماتها تجاه المدنيين في غزة وعدم استجابتها لمطالب وقف إطلاق النار، صعّدت تركيا ورئيسها أردوغان من موقفها ضد إسرائيل متهمة إياها بـ "ارتكاب المجازر والإبادة الجماعية" في غزة، قبل أن تعلن في 4 نوفمبر/ تشرين الجاري استدعاء سفيرها في تل أبيب إلى أنقرة "للتشاور" رداً على المجازر الإسرائيلية بالقطاع. 

وأرسلت تركيا حتى الآن عدة طائرات إلى مصر، محملة بمساعدات مختلفة لسكان غزة، إلى جانب فريق من الأخصائيين الطبيين الذين سيقومون بالتحضيرات اللازمة من أجل بناء مشافي ميدانية تركية في معبر رفح وفي مطار العريش بمصر، لعلاج الجرحى الفلسطينيين.

بدورها، أعلنت جمعية الهلال الأحمر التركي تكفّلها بسد احتياجات الطاقة الكهربائية للمشافي وسيارات الإسعاف في غزة، طيلة شهر كامل، فيما تواصل منظمات إغاثية تركية إطلاق حملات لدعم ومساعدة سكان غزة.

وقبل قرابة أسبوعين، أعلنت تركيا استدعاء سفيرها في تل أبيب إلى أنقرة للتشاور "رداً على المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين في غزة".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!