ترك برس

أكد الأستاذ المساعد في جامعة سكاريا والباحث في مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية "أورسام"، "عمر أوزدمير" أن هناك الكثير من النقاط المشتركة التي تجمع تركيا و"حركة أحرار الشام" التي وصفها بأنها أكبر حركة عسكرية فعالة والحليف الأهم لتركيا في شمال سوريا، وذلك في تقرير له لمركز أورسام تناول فيه العلاقة بين تركيا والحركة، وتأثيرها على أمن ومستقبل كل من تركيا وسوريا.

أشار أوزدمير في البداية إلى أنّ هناك خطأً كبيرًا في تصنيف الرأي العام التركي لقوى المعارضة السورية الذي يحصرها في الجيش السوري الحر وتنظيم القاعدة المتمثل بجبهة النصرة. وصف الباحث هذا التصنيف بـ"الركيك"، موضحًا أنّ هناك قوىً معارضة إسلامية "معتدلة" أخرى مختلفة عن هذين الصنفين وهي جيش الإسلام وجيش الفتح وأحرار الشام، مضيفًا أنّ هذه المجموعات أصبحت "أقوى وأعتى" قوة معارضة على الساحة السورية.

عدّد الباحث هذه المجموعات بدءًا بجيش الإسلام الذي يتواجد في محافظة دمشق وريفها، بينما تتواجد حركة أحرار الشام في حلب وإدلب ومحيطهما في شمال سوريا، موضحًا أنّ حركة أحرار الشام "تضمّ 25 ألف مقاتل، وتتواجد بشكل عام على جبهتي إدلب وجسر الشغور، وتلعب دورًا مهمًا جدًا على الساحتين الشمالية والشمالية الغربية لسوريا". وكانت الحركة المكون الأساسي لجيش الفتح، أكبر تشكيلات المعارضة في الوقت الحالي.

رأى أوزدمير أنّ سيطرة جيش الفتح على مناطق في محافظتي إدلب وحلب القريبتين من الحدود التركية السورية هو أمر إيجابي بالنسبة لتركيا التي تتمتع بعلاقات جيدة مع أحرار الشام، مدللًا على ذلك بلقاء قائد الأحرار "أبو جابر" بقائد جيش الإسلام "زهران علوش" في تركيا، ومتابعة تركيا لهذه الاجتماعات عن قُرب.

وأعرب عن أهمية العلاقات الجيدة التي تجمع تركيا مع إحدى أقوى مجموعات المعارضة السورية القريبة من حدودها الجنوبية، لا سيما في ظل وجود تهديدات وشائعات حول تأسيس دولة كردية مستقلة في شمال سوريا، واصفًا أحرار الشام بأنّها "الدواء الموازن لهذه المعادلة، حيث يتضح من جهودها بأنّها لن تسمح أبدًا بتمزّق سوريا وكيانها الموحّد".

وعن أهمية التعاون بين تركيا وأحرار الشام، قال أوزدمير إنّ حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي يُعدّ أحد أكبر التهديدات لأمن حدود تركيا واستقرارها، خاصة بعد إعلانه هدف تأسيس دولة كردية "الأمر الذي قد يدفع الأكراد إلى اتّباعه والسير معه على نفس المنهج" على حد تعبيره. وأشار إلى أن أمام تركيا خيارات محدودة لمنع هذا التهديد؛ فهو بين جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة مما يمنع تركيا من التقرب منها، وبين تنظيم الدولة (داعش) الذي لا داعي لمناقشته، على حد وصفه.

الخيار الوحيد أمام تركيا لتأمين حدودها والحد من التهديدات التي تتعرض لها حسب الباحث هو التحالف مع حركة أحرار الشام أكبر حركة عسكرية فعالة في شمال سوريا، موضحًا أنّ هناك نقاطًا مشتركة تجمع تركيا وأحرار الشام فيما يخص أمن ومستقبل المنطقة الاستراتيجي:

- بحث تركيا عن شريك معارِض قوي في شمال سوريا، وبحث أحرار الشام عن حليف وداعم قوي لها في حربها مع الأسد وحلفائه الذين يسعون لتقسيم سوريا، وخاصة بعد فقدان أحرار الشام لقيادتها في عام 2014 بعملية اغتيال مدبرة.

- محاربة أحرار الشام لداعش وقوات الأسد العَدُوّان المُشتركان لتركيا وأمنها الاستراتيجي. وقد كبّدت أحرار الشام كلًا من تنظيم الدولة وقوات الأسد، كما أنّ الحملات الإعلامية التي تعدّها الحركة ضد داعش عن طريق تبيينها للعلاقة الوثيقة التي تجمعه بنظام الأسد ووصفها لهم بـ"الخوارج" يزيد من خسائر التنظيم المعنوية المتمثلة بسقوط الدعم المعنوي من بعض المواطنين العاديين لداعش.

- رفض أحرار الشام القطعي لقيام دولة كردية شمال سوريا، كما أوضح قائدها أبو جابر لجريدة "بوسطة" التركية التي صرح من خلالها قائلًا إنّ "حزب الاتحاد الديمقراطي يستثمر معاناة أكراد سوريا لتحقيق هدف إقامة دولة كردية في المنطقة، هذه الخطة تهدد وحدة سوريا وهذا يُعدّ خطًا أحمر بالنسبة لأحرار الشام ومبادئهم الوطنية"، وذكر أبو جابر أنّ هناك "توافقًا بين أحرار الشام وتركيا بهذا الخصوص، حيث ترفض تركيا هذه الخطة التي تهدد وحدتها المستقبلية".

- قبول أحرار الشام حقّ تركيا بالتدخل في شمال سوريا لمنع إقامة دولة كردية، وأكّد أبو جابر في التصريح نفسه أنّ "أحرار الشام على استعداد تام لمساندة تركيا في حماية أمنها ومستقبلها، حيث أنّ مصلحة تركيا بهذا الخصوص توازي مصلحة أحرار الشام بشكل كبير".

وختم الكاتب بأنّ علاقةً إيجابية بين تركيا وأحرار الشام سيكون لها تأثير إيجابي على المنطقة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!