ترك برس
تعد بلاد الرافدين التركية وجهة فريدة تجمع بين التاريخ العريق، الثقافة الغنية، الطبيعة الساحرة، وفن الطهو الأصيل. الجولة الكبرى التي تستغرق 9 أيام على الأقل تأخذ الزوار في رحلة متكاملة لاكتشاف هذه المنطقة العريقة، بدءًا من المدن القديمة، مرورًا بالمواقع الأثرية، وانتهاءً بالمناظر الطبيعية الخلابة والمعالم الثقافية الفريدة.

البداية من غازي عنتاب: قلب التراث والفن

تبدأ الجولة في مدينة غازي عنتاب، حيث يمكن للزائر استكشاف الخانات التاريخية، الحمامات التركية التقليدية، البازارات العريقة، والشوارع الحجرية الضيقة في المدينة القديمة. لا تفوت زيارة متحف زيوغما للفسيفساء، أكبر متحف فسيفساء في العالم، والذي يعرض قطعًا فنية تم إنقاذها أثناء إنشاء سد بيرجيك في منطقة زيوغما القديمة بالقرب من نهر الفرات. من بين هذه القطع تبرز فسيفساء "الفتاة الغجرية" وفسيفساء ميناد، إحدى أتباع ديونيسوس، إله النبيذ، والتي أصبحت أيقونة ثقافية.

بعد ذلك، يمكن القيام بجولة على ضفاف نهر الفرات، وزيارة مواقع التنقيب في زيوغما (بلقيس)، ومتابعة الرحلة إلى بيرجيك المشهورة بالكباب والباذنجان والكنافة. ويتيح مركز تربية طيور أبو منجل الناسك في بيرجيك فرصة لمشاهدة 205 طيور مهددة بالانقراض. كما يمكن زيارة مدينة خلفتي جزئيًا المغمورة بمياه سد بيرجيك، واستكشاف قلعة الروم عبر العبّارة، ومراقبة الطيور على الساحل، مع الاستمتاع بعشاء مميز في أجواء طبيعية ساحرة.

شانلي أورفة وأدي يمان: من التاريخ القديم إلى حضارة كوماجين

شانلي أورفة، المعروفة باسم أورفة، واحدة من أكثر الوجهات أصالة في تركيا. هنا يقع متحف حلبلي بهجة للفسيفساء، وأقدم معبد ضخم في العالم غوبكلي تبة، بالإضافة إلى مواقع الحفريات في حران، ومنتزه تَك تَك الوطني، وبحيرة بالكلي، والبازارات والشوارع القديمة.

بعد أورفة، يمكن التوجه إلى أدي يمان، مركز حضارة كوماجين، حيث تتدفق مياه نهر الفرات بحرية، ما يتيح للزوار الاستمتاع بمناظر طبيعية ساحرة ومشاهدة الهندسة التقليدية للسدود والمنشآت المائية. على طول الطريق، يمكن التوقف عند سد أتاتورك للاستمتاع بفنجان شاي على شرفة المراقبة، أو استكشاف جبل نمرود، المعروف باسم "عرش الآلهة"، الذي يطل على تماثيل ضخمة للآلهة القديمة ويتيح رؤية طلوع الشمس وغروبها من ارتفاع 2,150 مترًا.

ديار بكر وماردين: قلب التاريخ وتعدد الثقافات

بعد أورفة وأدي يمان، توجهوا إلى ديار بكر، حيث يمكنكم استكشاف أسوار المدينة القديمة المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، وبساتين هوسال، وقضاء يومين على الأقل لاستكشاف مركز المدينة، بدءًا بفطور تقليدي في خان حسن باشا، مرورًا بمواقع أثرية وأسواق محلية تعكس تراث المدينة الغني.

ماردين، المدينة القديمة التي تشبه قصة خيالية، تأسر الزوار بتعدد ثقافاتها، أشغالها التطريزية، النبيذ المحلي، والجوامع والكنائس التاريخية. يمكن زيارة مدينة دارا القديمة، ومدينة السافور القريبة، وبلدة حسن كيف التاريخية التي ستغمرها مياه سد إليسو قريبًا.

سيرت: نهاية الرحلة وكنوز الطبيعة

تنتهي الجولة في سيرت، المدينة المشهورة بمأكولاتها اللذيذة، وزيارة وادي بوتان، وتلّو، الذي كان مركزًا للإسلام وعلم الفلك والتعليم. الرحلة هنا تجمع بين جمال الطبيعة وثراء الثقافة المحلية، لتكون خاتمة مثالية لهذه الجولة الكبرى.

مسارات متخصصة: طريق القمح، الطريق الخلاب، وجولة التسامح
على طريق القمح

يمتد هذا الطريق نحو المواقع الأثرية التي شهدت ولادة الزراعة في بلاد الرافدين، بدءًا من غوبكلي تبة، مرورًا بحران وكهف بازدا وخان البعرور، وصولًا إلى سفوح جبل قرجة حيث يزرع قمح السيز (Einkorn wheat)، سلف القمح البري. تشمل الرحلة زيارة مواقع العصر الحجري الحديث مثل شاي أونو في أرغاني، وبحيرة هزار قرب ملاطية، وختامًا في تملوس أسلان تبة.

سر الصخور الضخمة

يشمل هذا الطريق ولايتي شانلي أورفة وأدي يمان، مع زيارة المتاحف، القلاع، الأسواق، والشواطئ الطبيعية. يمكن للزائر التمتع بمشاهدة نهر الفرات، حديقة جبل نمرود الوطنية، تماثيل الآلهة القديمة، وجسر جندرة، ويني قلعة، ومدينة أرساميا القديمة.

حمام الموزاييك

يمتد هذا الطريق على مساحة واسعة تشمل متاحف الفسيفساء في أضنة وأنطاكيا وقهرمان مرعش وزيوغما، حيث تُعرض أرقى الفسيفساء الرومانية والقطع الأثرية المدهشة.

جولة التسامح

تركز هذه الجولة على الأديان الثلاثة الرئيسية في المنطقة، بدءًا من أنطاكيا وصولًا إلى شانلي أورفة وغازي عنتاب وماردين، مع زيارة المواقع الدينية، المعابد، المساجد، الكنائس، والمدارس التاريخية التي تعكس التسامح الديني والتعايش الثقافي في بلاد الرافدين.

من الحيثيين إلى كوماجين والأرتقيين

تتضمن هذه الجولة استكشاف المدن التاريخية القديمة مثل يَسَمَك وتيلمَن، وزيارة القلاع والأسواق التقليدية، وقلعة الروم، وجبل نمرود، مع التعرف على الحضارات الحيثية، كوماجين، والأرتقيين، واكتشاف المنحوتات، الجسور، المدارس، والآلات اليدوية القديمة التي صنعتها حضارات المنطقة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!