ترك برس

نفت وزارة الدفاع التركية، اليوم الثلاثاء، صحة الأنباء التي نقلتها وسائل إعلام عبرية حول قصف إسرائيل لمعدات تركية في محافظة حمص السورية، واصفة المزاعم بأنها "لا أساس لها".

وأكدت الوزارة أن القوات التركية تواصل مهامها في سوريا وفق القانون الدولي وحق الدفاع عن النفس، مشددة على أن أي هجمات إسرائيلية في سوريا وقطر تُعد "اعتداءً صارخًا" يزيد التوتر في المنطقة.

وكشفت أنقرة أن أنشطة التدريب والاستشارات مع الجيش السوري بدأت بالفعل بعد توقيع مذكرة تفاهم في أغسطس 2025، ضمن رؤية مشتركة لتعزيز القدرات الدفاعية ودعم مبدأ "دولة واحدة، جيش واحد"، بهدف استقرار سوريا وتعزيز السلام في المنطقة.

وشددت الوزارة على ضرورة توخي الحذر من حملات التضليل المنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي بشأن الأحداث في سوريا.

وزعمت مصادر إعلامية عبرية، أن القوات الإسرائيلية شنت ليل الاثنين - الثلاثاء غارات على مواقع عسكرية في سوريا، تضمنت مستودعات صواريخ ومعدات دفاع جوي تركية الصنع.

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) ومصادر إعلامية أخرى أن الغارات طالت مناطق في حمص، البادية السورية، وتدمر التاريخية، إضافة إلى منطقة سقوبين في اللاذقية الساحلية.

ونقلت شبكة «العربية» عن مصدر أمني إسرائيلي أن الغارات استهدفت "معدات تركية تم نقلها مؤخرًا إلى المنطقة"، مشيرًا إلى أن تل أبيب تعتبر أنقرة تحاول "التحرش بها وجرها إلى مواجهة عسكرية"، مؤكدة في الوقت ذاته أنها لا تسعى للصراع لكنها سترد على أي تهديد لأمنها.

وأكد المرصد السوري أن الطيران الإسرائيلي نفذ منذ مطلع العام الجاري 97 غارة على الأراضي السورية، نتج عنها سقوط 61 قتيلًا نصفهم من العسكريين، إضافة إلى تدمير مستودعات ومقرات وآليات عسكرية.

يأتي هذا التصعيد بالتزامن مع لقاءات عسكرية رفيعة المستوى بين القوات الجوية السورية والتركية في أنقرة، حيث بحث قائد القوات الجوية السورية، عاصم هواري، مع رئيس أركان الجيش التركي سلجوق بيرقدار أوغلو عدداً من الملفات المشتركة لتعزيز التنسيق العسكري والدفاعي.

وأدانت وزارة الخارجية السورية الغارات الإسرائيلية، ووصفتها بأنها "خرق صارخ للسيادة السورية وتهديد مباشر لأمن واستقرار المنطقة"، داعية المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف واضح وحازم لوقف الاعتداءات المتكررة وضمان احترام سيادة سوريا وسلامة أراضيها.

وتُظهر التطورات الأخيرة استمرار التوترات في المنطقة، مع استمرار إسرائيل في استهداف الأراضي السورية رغم مساعي دمشق لتعزيز الأمن واستعادة الاستقرار الاقتصادي بعد سنوات الحرب.

وسبق أن حاولت إسرائيل تبرير عدوانها المتكرر على سوريا بسعيها إلى تحويل جنوب البلد العربي إلى منطقة "منزوعة السلاح"، فضلا عن تدخلاتها المتكررة تحت ذريعة "حماية الدروز".

وفي تصريحات سابقة، أكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني أن دمشق لا تسعى إلى حرب مع إسرائيل، وجدد الدعوة إلى تطبيق اتفاقية فصل القوات لعام 1974.

بدورها، أعلنت إسرائيل في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، انهيار الاتفاقية واحتلال جيشها المنطقة العازلة منزوعة السلاح بهضبة الجولان (جنوب غربي)، التي تحتل معظم مساحتها منذ عقود.

واتفاقية فصل القوات (فض الاشتباك) جرى توقيعها بين إسرائيل وسوريا في 31 مايو/أيار 1974، وأنهت حرب 6 أكتوبر/تشرين الأول 1973 وفترة استنزاف أعقبتها على الجبهة السورية.

وفي خطوة مفصلية تحمل أبعادًا عسكرية وسياسية، أعلنت وزارة الدفاع التركية بدء عمليات تدريب الجيش السوري وتقديم الاستشارات والدعم الفني بموجب اتفاقية وُقّعت الشهر الماضي مع دمشق.

خطوة وصفتها أنقرة بأنها تأتي في إطار القانون الدولي وحق الدفاع عن النفس، في وقت نفت فيه تقارير عن استهداف إسرائيلي لمواقع قواتها داخل الأراضي السورية.

التحرك التركي يعكس تحولا كبيرا في المشهد الإقليمي، إذ يتزامن مع تصاعد النقاش حول موازين القوى في سوريا، وتزايد الحضور الإسرائيلي على تخوم المنطقة العازلة جنوبا، ومع ما جرى مؤخرا في السويداء من أحداث أثارت تساؤلات حول شكل التوازنات المقبلة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!