ترك برس

كشفت وسائل إعلام عبرية أن إسرائيل تراجعت عن استهداف قادة حركة حـ.ـماس في تركيا، ونفّذت الضربة بدلاً من ذلك في قطر، في خطوة يُرجَّح أنها جاءت لتجنّب أي تداعيات سياسية أو اقتصادية مع أنقرة، عضو حلف شمال الأطلسي.

وذكرت قناة "كان" الإسرائيلية أن تل أبيب تراجعت عن خطة استهداف قادة حركة حـ.ـماس في تركيا، ونفذت العملية في قطر بدلًا من ذلك، خشية تداعيات سياسية واقتصادية مع أنقرة، عضو حلف شمال الأطلسي "ناتو".

وفي الوقت نفسه، أفاد موقع "ميدل إيست آي" بأن القوات الجوية التركية أرسلت طائرات من قاعدتين في ديار بكر وملاطية جنوب البلاد عقب الغارات الإسرائيلية على الدوحة، وأكدت المصادر أن الجيش كثف دورياته الجوية على المجال الجوي التركي خلال الليل لتعزيز الاستعدادات.

ويُظهر هذا التطور الحساسية الأمنية الإقليمية في أعقاب الغارات الإسرائيلية، مع استمرار تركيا في مراقبة الوضع عن كثب للحفاظ على أمنها وسلامة مجالها الجوي.

وأقدمت إسرائيل، اليوم الثلاثاء، على محاولة اغتيال استهدفت قياديين من حركة حماس داخل العاصمة القطرية، وهي التي تتوسط في مفاوضات وقف الحرب على قطاع غزة.

تدخل استخباراتي تركي

كشفت مصادر خاصة أن الاستخبارات التركية نقلت معلومات عاجلة لوفد التفاوض الفلسطيني في العاصمة القطرية الدوحة، قبل دقائق من شن مقاتلات إسرائيلية عدواناً على المكان، ما سمح بإجلاء الوفد بسرعة وضمان سلامته.

ونقل الصحفي التركي توران قشلاقجي عن المصادر أن التدخل الاستخباراتي التركي ساهم بشكل كبير في إحباط الهجوم وإبعاد الوفد عن الخطر في اللحظات الأخيرة.

بدورها، أكدت صحيفة "تركيا" نقلاً عن مسؤولين في حركة حماس رفع "بروتوكول الحماية" إلى أعلى مستوياته بعد الهجوم، مشيرة إلى أن جهاز الاستخبارات التركي أبلغ الوفد الفلسطيني قبل دقائق من بدء الغارات.

كما أشارت الصحيفة إلى أن أنقرة تابعت مسار الطائرات الإسرائيلية عبر فريق متخصص، قبل أن تبلغ أعضاء الوفد ببدء الهجوم، ما ساعد على منع وقوع مجزرة محتملة.

أصداء الهجوم في تركيا

ولم تمر الحادثة مرور الكرام في تركيا، إذ قوبلت باستنكار واسع على المستويين الرسمي والشعبي، باعتبارها خرقا صارخا للقانون الدولي، وضربة مباشرة لدور الوساطة القطرية، الأمر الذي فتح الباب أمام نقاشات داخل الأوساط السياسية والإعلامية التركية حول مغزى هذا التصعيد وتبعاته الإقليمية.

قوبل الهجوم الإسرائيلي على قطر بإدانة تركية شديدة اللهجة، إذ أصدرت وزارة الخارجية بيانا أكدت فيه رفضها القاطع لهذه العملية، وقالت إنها استهداف مباشر لقيادات حركة حماس خلال محادثات تهدف إلى وقف إطلاق النار.

وأوضح البيان التركي أن ما جرى "يكشف بجلاء أن إسرائيل لا تسعى إلى السلام، بل إلى إطالة أمد الحرب".

ورأت الخارجية التركية أن إدراج قطر -الدولة الوسيطة في مفاوضات التهدئة- ضمن دائرة الاستهداف الإسرائيلي يبرهن على تبني إسرائيل سياسة توسعية قائمة على "الإرهاب كأداة دولة" مؤكدة وقوف أنقرة إلى جانب قطر في مواجهة هذا الاعتداء الذي يمس سيادتها وأمنها.

كما دعت تركيا المجتمع الدولي إلى التحرّك الفوري للضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها المستمرة في فلسطين والمنطقة.

وفي تغريدة لرئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية برهان الدين دوران على منصة "إكس" شدد على أن المجتمع الدولي لم يعد بوسعه التزام الصمت تجاه السياسات العدوانية لإسرائيل، وأن الوقت قد حان للوقوف إلى جانب القانون والعدالة.

أما رئيس البرلمان التركي نعمان قورتولموش، فاعتبر استهداف قيادة حماس في الدوحة "هجوما دنيئا وانتهاكا صارخا للقانون الدولي ولسيادة دولة قطر الشقيقة".

عقب العدوان الإسرائيلي على العاصمة القطرية الدوحة، الذي قال الاحتلال إنه يضم قيادات لحركة "حماس"، اتجهت الأنظار إلى تركيا، وسط مزاعم إسرائيلية بأنّها قد تكون الهدف التالي.  وكان “مايكل يوربين” أحد أبرز وجوه اللوبي الإسرائيلي في واشنطن، قد حرّض على استهداف تركيا بعد قطر، زاعما أنّه في حال ضرب تركيا فإنّ حلف الناتو لن يتحرك لمساعدة أنقرة، وأنّ علاقات أردوغان بـ ترمب لن تشفع لأنقرة.

وتشكل المادتان الرابعة والخامسة في معاهدة حلف شمال الأطلسي (الناتو) ركائز أساسية لضمان أمن الحلفاء واستقرار منطقة شمال الأطلسي منذ تأسيس الحلف عام 1949.

وتمنح المادة الرابعة الدول الأعضاء آلية للتشاور السريع والتنسيق المشترك عند مواجهة أي تهديد على أمنها الإقليمي أو استقلالها السياسي، بينما تمثل المادة الخامسة جوهر مبدأ الدفاع الجماعي، الذي يلزم جميع الأعضاء بالدفاع عن أي دولة تتعرض لهجوم مسلح، وفق ما تحدده إمكاناتهم وظروفهم، بحسب تقرير لـ "الجزيرة نت".

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!