
ترك برس
شارك الأستاذ الدكتور علي محيي الدين القره داغي، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في فعاليات المؤتمر الدولي السادس للأكاديمية الأوروبية للتمويل والاقتصاد الإسلامي المنعقد بجامعة إسطنبول صباح الدين زعيم يومي 26 و27 سبتمبر 2025، حيث ألقى كلمة رئيسية في الجلسة العلمية بعنوان "إعادة الإعمار في غزة فريضة شرعية وضرورة اقتصادية".
وخلال كلمته، أكد القره داغي أن العمران مقصد أساسي من مقاصد الشريعة الإسلامية، وأن الله تعالى استخلف الإنسان في الأرض ليقوم بعمارتها ماديًا وروحيًا، موضحًا أن هذا المقصد يقوم على "كفتين متلازمتين": الأولى هي التدين الصحيح الذي يضبط السلوك ويحمي من الفساد، والثانية هي العمران الشامل الذي يشمل البناء المادي، والتنمية العلمية، وتشجيع الابتكار.
وانتقد بشدة الاحتلال الإسرائيلي وما ارتكبه من فساد شامل ودمار ممنهج في غزة طال البشر والحجر، والمستشفيات، والمساجد، ودور العبادة، والبنية التحتية، واعتبر ذلك أوسع صور الفساد في الأرض التي توعد الله مرتكبيها بأشد العقوبات، مستشهدًا بقول الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾ [القصص: 77].
ووصف غزة بأنها الخندق الأول والأخير للأمة في مواجهة المفسدين، مشددًا على أن واجب العلماء والحكومات وأصحاب الأموال أن يتخذوا موقفًا قويًا وشاملًا سياسيًا واقتصاديًا وإعلاميًا وعسكريًا لوقف العدوان ورفع الحصار، وأن يشرعوا في إعمار ما دمّره الاحتلال، معتبرًا أن ذلك واجب شرعي وإنساني تفرضه نصوص القرآن والسنة وواقع الأمة المؤلم.
وأضاف أن "الإعمار ليس مجرد إعادة بناء حجر أو طريق، بل هو إعادة بناء الإنسان أولاً، وتمكينه من حقوقه وكرامته، ثم تعمير الأرض من حوله، لأن العدالة والحرية هما الأساس لكل تنمية حقيقية"، مؤكدًا أن "غزة لا تحمي نفسها فقط، بل هي درع الأمة كلها في مواجهة قوى الفساد والاحتلال".
واختتم القره داغي كلمته بالدعوة إلى تكاتف الجهود الرسمية والشعبية من أجل إعمار غزة، والتأكيد أن هذه المهمة ليست إحسانًا أو منّة، بل فريضة شرعية وضرورة حضارية، وأن الأمة إذا قصرت في هذا الواجب فإنها تخالف مقاصد الشريعة وتفرط في مسؤوليتها التاريخية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!