
ترك برس
حذّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ميليشيات "قسد" من الانجرار وراء أجندات تقسيم سوريا، عبر الاعتماد على قوى خارجية.
وقال الرئيس أردوغان في كلمة له بالعاصمة أنقرة عقب اجتماع للحكومة، إن تركيا ترى جميع مكونات الشعب السوري "مجتمعات شقيقة"، وتعمل من أجل أمنهم وطمأنينتهم دون استثناء، مشدداً على أن أنقرة ستواصل تعاونها وحوارها مع جميع الفاعلين الإقليميين من أجل تحقيق الاستقرار الدائم في البلد الجار.
وأضاف أن بلاده تتابع بإيجابية الزخم الجديد الذي تشهده سوريا مع المجتمع الدولي، مؤكداً تمسّك أنقرة بتنفيذ اتفاق 10 آذار بين دمشق و"قسد" والذي ترى فيه ضمانة لوحدة البلاد وسلامة أراضيها.
وأشار أردوغان إلى أن تركيا مستعدة لتقديم كل إسهام يخدم الحل السلمي، داعياً مع اقتراب الذكرى الأولى لانتصار الثورة السورية، إلى تجاوز خلافات الماضي والتحرك وفق رؤية مشتركة للمستقبل.
وتابع قائلا: تركيا وريثة إمبراطورية ودولة عظيمة. والشعب التركي شعب له أهداف وأحلام طموحة. ومن أجل تحقيق هذه الأهداف، ننتهج سياسة متعددة الجوانب على الصعيدين المحلي والدولي. ونبذل جهودا للعيش بسلام مع جميع أصدقائنا وإخواننا الذين نشاركهم نفس التاريخ والمصير والمستقبل.
وتابع: نحن ندعو إلى السلام والعدالة والاستقرار والتنمية المشتركة والربح الجماعي على طول حدودنا الجنوبية من العراق إلى سوريا. نرحب بسير انتخابات مجلس النواب العراقي التي جرت عن جارنا العراق في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني في أجواء هادئة وسلمية.
وأردف: نتابع بكل ترحيب الزخم الذي اكتسبته سوريا في العلاقات الدولية. ونحافظ على موقفنا الثابت تجاه تنفيذ اتفاقية 10 مارس/ آذار التي نؤمن بأنها ستعزز وحدة هذا البلد المجاور وتضامنه وسلامته.
وأكد أن تركيا مستعدة للمساهمة بكل السبل في حل هذه القضية بكل سلاسة، مبينا أنه مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لثورة الثامن من ديسمبر/ كانون الأول، لا ينبغي لأحد أن يحلم في الماضي؛ بل على الجميع أن يبحث عن سبل للعمل برؤية مشتركة للمستقبل.
واستطرد قائلا: ويجب عدم السماح بالإملاءات والترهيب والاستفزازات التي يمارسها أصحاب الطموحات التوسعية في منطقتنا. وكما ذكرت مرارا وتكرارا، إن تركيا تنظر إلى جميع طوائف سوريا كإخوة لها، وتتمنى السلام والأمن والرفاهية للجميع. وانطلاقا من هذا الفهم، سنواصل العمل بالحوار مع جميع الأطراف الفاعلة في المنطقة لإرساء سلام واستقرار دائمين في سوريا خلال الفترة المقبلة.
وختم رسالته محذّراً: "على الجميع أن يدرك أن المشاريع التي تُبنى على التدخلات والأطماع الخارجية لن تصمد، ومن يركب على فرس ليست له، ينزل عنه سريعاً.
إلى ذلك، حمّلت تركيا «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) المسؤولية عن توقف المفاوضات حول تنفيذ اتفاقها مع دمشق على الاندماج في الجيش وقوات الأمن، وأكدت أن المسألة الرئيسية بالنسبة لها وللولايات المتحدة هي ضمان ألا تشكل إسرائيل تهديداً لسوريا.
وقال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إن من أسباب توقف المفاوضات حول تنفيذ الاتفاق الموقع في 10 مارس (آذار) الماضي، حول اندماج «قسد» في المؤسسات السورية، في بعض الأوقات، هو انحرافها بين الحين والآخر عن مسارها، وبحثها عن فرصة جديدة من خلال أزمة إقليمية جديدة.
وتوقع أن تتطور المفاوضات بين «قسد» التي تشكل «وحدات حماية الشعب الكردية»، التي تعدها أنقرة تنظيماً إرهابياً، غالبية قوامها، إلى «نقطة معينة».
وشهدت الأشهر الأخيرة اتصالات مكثفة بين أنقرة ودمشق وواشنطن، التي ترعى المحادثات بين «قسد» والحكومة السورية، من أجل تنفيذ الاتفاق المؤقت بين الرئيس أحمد الشرع، وقائد «قسد» مظلوم عبدي، في دمشق في 10 مارس (آذار) الماضي، بشأن اندماجها في الجيش والمؤسسات الأمنية السورية، والذي يُفترض أن ينتهي تنفيذه قبل حلول نهاية العام الحالي.
ولطالما اعتبرت واشنطن «وحدات حماية الشعب الكردية»، التي تقود «قسد»، حليفاً وثيقاً في الحرب على تنظيم «داعش» الإرهابي، وهو موقف أثار خلافاً مستمراً مع أنقرة.
وتلقى فيدان دعوة لزيارة أميركا بالتزامن مع زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع، وشارك في جانب من لقائه مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب في 10 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.
وعقد فيدان لقاءات مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، والممثل الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترمب في الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، والسفير الأميركي في أنقرة المبعوث الخاص إلى سوريا توم برّاك، والعديد من المسؤولين الآخرين في البيت الأبيض، فضلاً عن لقاء مع الشرع ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، ولقاء ثلاثي جمعه بالشيباني وروبيو.
وقال فيدان إنه تم خلال الاجتماعات تبادل وجهات النظر حول كيفية إدارة المناطق الإشكالية في شمال وجنوب سوريا وأماكن أخرى بشكل أفضل، وكيف يمكن تنفيذ العمل على إلغاء «قانون قيصر». وأضاف أن التركيز منصبّ حالياً على ما يمكن فعله لرفع العقوبات في إطار «قانون قيصر» بشكل كامل، لمساعدة الاقتصاد السوري على التعافي.
وأشار إلى أن الشرع التقى أعضاءً في الكونغرس، وشدد على أهمية التصويت على إلغاء «قانون قيصر»، مضيفاً أن الرئيس الأميركي «يتبنى نهجاً إيجابياً تجاه التعامل مع القضايا السورية».
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!











