ترك برس

قدمت تركيا، الأربعاء، سماعات طبية لأطفال سوريين من ذوي الإعاقات السمعية، وذلك بمناسبة اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة.

واحتفلت كلية العلوم الصحية بجامعة دمشق  باليوم العالمي للإعاقة من خلال مبادرة إنسانية وعلمية تمثلت بتقديم وتركيب 100 سماعة طبية للأطفال المصابين بنقص السمع، وذلك بدعم من الوكالة التركية للتنسيق والتعاون (تيكا)، بحضور رئيس جامعة دمشق الأستاذ الدكتور مصطفى صائم الدهر والقائم بأعمال السفارة التركية بدمشق السيد برهان كور أوغلو ومدير وكالة تيكا التركية.

أوضح عميد الكلية الدكتور سامر محسن بأن تم الإعلان عن حملة تركيب السماعات على صفحات الكلية والجامعة الرسمية، وخلالها تم استقبال عشرات الأسر التي بادرت بمراجعة عياداتنا لتقييم أطفالها. وقد تم اختيار الحالات المناسبة بعناية، ورفع الملفات إلى وكالة "تيكا" التي وافقت مشكورة على جميع الطلبات المقدمة، ليصار بعدها إلى تأمين السماعات، برمجتها، وتخصيص المعين السمعي الأمثل لكل طفل وفق احتياجه، بحسب بيان لجامعة دمشق.

وأوضح أن تركيب السماعات في جرى في عيادات الكلية، حيث نلمس الأثر الإيجابي المباشر على الأطفال، سواء في تحسن الوظيفة السمعية أو تطور قدراتهم اللغوية، بما يمكّنهم من الاندماج بشكل أفضل في العملية التعليمية ورفع فرص تفوقهم الأكاديمي.

وأكد عميد الكلية بأن العمل مستمر في الكلية، حيث وصلتنا طلبات إضافية من أسر جديدة يتم جمع بياناتها، ونأمل أن نوفّق قريباً في تأمين سماعات لهم بدعم من جهات راعية أخرى، استمراراً لرسالتنا في تقديم الرعاية المتخصصة والدعم المجتمعي للأطفال ذوي الاحتياجات السمعية.

وتوجه الدكتور محسن بالشكر إلى وكالة "تيكا" على تعاونها المثمر، وإلى كل الأسر التي وثقت بخدمات الكلية. مبدياً استعداد الكلية المتابعة المستمرة للأطفال في الكلية لضمان أفضل نتائج تأهيلية للأطفال الذين تم تركيب السماعات لهم."

وأعرب رئيس جامعة دمشق الأستاذ الدكتور مصطفى صائم الدهر عن اعتزاز الجامعة دمشق بهذه المبادرة الإنسانية القيّمة التي تم تنفيذها في كلية العلوم الصحية، حيث تم تركيب سماعات طبية للأطفال المصابين بنقص السمع، وذلك بالتعاون المثمر مع وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا).

وأكد رئيس الجامعة أن هذه الخطوة تعكس عمق العلاقة والتعاون البنّاء بين الجامعة والجانب التركي وتقدّم نموذجاً عملياً لخدمة المجتمع ودعم الفئات الأكثر احتياجاً، كما توجه بالشكر والتقدير لوكالة تيكا والسفارة التركية على دعمهم ومساهمتهم الإنسانية، متطلعين إلى استمرار هذا التعاون بما يخدم القطاعين الصحي والتعليمي ويعزز قدرات مؤسساتنا في تقديم خدمات علاجية وتدريبية نوعية.

وأعرب القائم بأعمال السفارة التركية بدمشق عن سعادته بوجوده في كلية العلوم الصحية اليوم العالمي لذوي الإعاقة، والمشاركة في لحظة إنسانية تعبّر عن عمق الروابط بين الشعبين التركي والسوري مؤكداً أن إن تقديم الوكالة التركية لمائة سماعة طبية للأطفال بالتعاون مع كلية العلوم الصحية ليس مجرد مبادرة طبية، بل هو رسالة دعم ووقوف إلى جانب الأسر التي تواجه تحديات ضعف السمع لدى أطفالها.

وأكد أن تركيا، حكومةً وشعباً، تولي اهتماماً كبيراً لمجالي الصحة والتعليم، وتؤمن بأن تمكين الأطفال من فرصٍ أفضل للحياة هو أساس بناء المستقبل، وتوجه بالشكر لكلية العلوم الصحية على شراكتها ودورها في تدريب الأطفال على استخدام هذه السماعات، ومن خلال هذا التعاون، نأمل أن نمنح هؤلاء الأطفال الأدوات التي تساعدهم على الانخراط في مجتمعهم، والتعلّم، وتحقيق أحلامهم.

العلاقات التركية السورية بعد سقوط نظام البعث

وفي تطور تاريخي، أُعلن يوم الأحد 8 ديسمبر/كانون الأول 2024 عن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، بعد دخول الفصائل السورية المسلحة إلى العاصمة دمشق. وفرّ الأسد إلى موسكو، منهياً بذلك حكماً دام 24 عاماً، امتداداً لسيطرة عائلته على السلطة منذ عام 1970.

وجاء هذا التحول بعد نحو 14 عاماً من اندلاع الثورة السورية، حيث صعّدت الفصائل المسلحة عملياتها العسكرية منذ أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2024، انطلاقاً من ريف حلب الغربي وصولاً إلى دمشق، لتنتهي بذلك 61 عاماً من حكم حزب البعث وحقبة الأسد في سوريا.

بدورها، أعلنت تركيا دعمها للإدارة السورية الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع، وأعادت فتح سفارتها في دمشق بعد نحو 12 عاماً من الإغلاق. وجاء ذلك بعد زيارة رئيس جهاز الاستخبارات التركي، إبراهيم كالن، للعاصمة السورية، في خطوة عكست تأييد أنقرة للتحولات السياسية في البلاد.

وفي أول زيارة لمسؤول أجنبي بعد سقوط النظام، وصل وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إلى دمشق يوم 22 ديسمبر/كانون الأول 2024، حيث أجرى مباحثات مع الرئيس الشرع ومسؤولين آخرين. واستمر تبادل الزيارات رفيعة المستوى بين البلدين، حيث زار وزير خارجية سوريا الجديد، أسعد الشيباني، أنقرة في 14 يناير/كانون الثاني 2025، بينما شهدت العاصمة التركية يوم 4 فبراير/شباط 2025 زيارة تاريخية لرئيس سوري، هي الأولى منذ 15 عاماً.

من جانبه، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مراراً التزام بلاده بدعم سوريا في مرحلة ما بعد سقوط النظام، سياسياً واقتصادياً ودبلوماسياً وعسكرياً. كما شدد على رفض تركيا القاطع لـ"الأطماع الانفصالية" في سوريا، إلى جانب إدانته للهجمات الإسرائيلية التي تصاعدت عقب انهيار نظام الأسد.

ويتواصل التعاون التركي السوري حاليا في شتى المجالات وعلى رأسها الاقتصاد والتجارة والنقل، حيث رفعت تركيا قيودا تجارية كانت مفروضة زمن النظام المخلوع، فيما تقدم مؤسسات القطاع العام والخاص التركية مساعدات مختلفة لسوريا سواء على الصعيد الرسمي أو الشعبي.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!