
ترك برس
في خطوة تعكس تعزيز الروابط الاقتصادية بين أنقرة ودمشق، انطلقت فعاليات المنتدى التركي-السوري المتخصص في قطاع الإنشاءات ومواد البناء، في فندق الشيراتون التاريخي بمحافظة حلب السورية.
يجمع المنتدى وفوداً من رجال الأعمال الأتراك والسوريين، بالشراكة مع جمعية رجال الأعمال والصناعيين المستقلين التركية (MÜSİAD)، بهدف استكشاف فرص الاستثمار والتعاون في مشاريع الإعمار الوطني.
ووفقاً لتقارير الإعلام السوري الرسمي، يركز المنتدى على تنظيم لقاءات ثنائية وجلسات نقاشية لتعزيز التواصل بين الشركات التركية والسورية، مع التركيز على قطاع البناء الذي يُعد أولوية قصوى في ظل جهود إعادة بناء البنية التحتية السورية بعد سنوات من النزاع.
ويأتي هذا الحدث في الذكرى السنوية الأولى لسقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، الذي فتح الباب أمام تعاون دولي أوسع، خاصة مع تركيا التي لعبت دوراً محورياً في دعم الانتقال السياسي والاقتصادي في سوريا.
ويشهد المنتدى، الذي يستمر ليومين، مشاركة واسعة من الشركات التركية المتخصصة في مواد البناء والإنشاءات، إلى جانب ممثلين عن غرف التجارة السورية في حلب ودمشق.
ومن المتوقع أن يؤدي المنتدى إلى توقيع اتفاقيات أولية لمشاريع مشتركة، مستفيداً من الخبرات التركية في مجال الإعمار السريع والمستدام.
وسبق أن أكد مسؤولون في MÜSİAD أن الجمعية ترى في سوريا سوقاً ناشئة واعدة، خاصة بعد الارتفاع الحاد في الصادرات التركية إلى سوريا خلال الأشهر الأربعة الأولى من عام 2025
ويُعد هذا المنتدى جزءاً من موجة من الفعاليات الاقتصادية الثنائية بين البلدين خلال عام 2025، التي شهدت تطوراً ملحوظاً في العلاقات بعد رفع العقوبات الدولية الجزئية على سوريا.
وعلى سبيل المثال، عقد منتدى رجال أعمال تركي-سوري آخر في دمشق في أكتوبر الماضي، شارك فيه أكثر من 25 شركة تركية في مجالات البناء والطاقة والمنسوجات، مما أسفر عن مناقشات حول إقامة مشاريع مشتركة.
كما استضافت غرفة تجارة غازي عنتاب التركية قمة اقتصادية في يونيو، ركزت على الاستثمارات في قطاع النسيج بين غازي عنتاب وحلب.
وأبرمت تركيا صفقات استثمارية كبرى في سوريا خلال الأشهر الأخيرة، بما في ذلك عقود ضخمة في قطاعي الطاقة والمطارات، مما يعكس ثقة أنقرة في الاستقرار النسبي الذي حققته الحكومة الانتقالية السورية.
ويأتي المنتدى أيضاً في أعقاب معرض البناء العربي الأول الذي انطلق في أبريل في فندق الشيراتون نفسه بحلب، والذي جذب مستثمرين من دول الخليج والشرق الأوسط.
ويمثل انطلاق هذا المنتدى دليلاً على تحول سوريا نحو مستقبل اقتصادي أكثر انفتاحاً، مع تركيا كشريك استراتيجي رئيسي. ومن المتوقع أن يساهم في خلق آلاف فرص العمل ودعم الاقتصاد المحلي، مساهماً في عملية الإعمار الشاملة التي طال انتظارها.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!











