ترك برس

حسب رأي العالم السياسي الإيطالي أنتونيا غرامشي هناك وسيليتين لفرض السيطرة السياسية على مجتمع ما؛ الطريق الأولى هي الطريقة الأمنية الخشنة التي تُستعمل بها القوة الهمجية. وحسب رأي غرامشي غالبًا ما تكون هذه السياسات فاشلة ولا تولد سيطرة فعلية مرغوبة في المجتمع بل أن مدى سيطرتها لا مؤقت ومحدود أم الطريقة الأخرى فهي الطريقة الناعمة التي تعتمد على أسلوب الإقناع والترغيب وكسب رضى المجتمع وتعتمد هذه الطريقة على الثقافة والتعليم والدعم الاقتصادي وتوفير الخدمة الاجتماعية المطلوبة وغيرها من الأساليب الناعمة، ويبين غرامشي بأن هذه الطريقة هي الأنجع لكسب الشعب وكسب سيطرة فعلية مستمرة عليه.

واليوم الكثير من الحكومات الديمقراطية في الدول المتقدمة التي تعتمد على نظام الأحزاب السياسية البرلمانية أصبحت ميتقنة بأن لا سبيل للسيطرة على الشعب وأفكاره إلا من خلال الأساليب الناعمة التي تُلبي رغبات الشعب وتجعله أقرب للخطو السياسي الذي تنتهجه الحكومة.

وكمثال على هذه الحكومات الديمقراطية التي سعت لكسب رغبة الشعب والسيطرة عليه بشكل فكري ليسير معها يمكن ذكر حكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا، حكومة حزب العدالة والتنمية منذ فوزها بالانتخابات البرلمانية الأولى لها بتاريخ 3 تشرين الثاني/ نوفمبر 2002، وحتى قبل فوزها بفترات كانت على يقين بأن عملية النجاح لن تدوم إلا من خلال انتهاج النهج الناعم مع الشعب لكسب تعاطفه بشكل مستمر ومن أجل وضع خطة طريق واضحة للعمل السياسي ـ الاجتماعي عملت حكومة حزب العدالة والتنمية على تأسيس عدد من مراكز الأبحاث السياسية الاجتماعية الاستراتيجية من ضمن هذه المراكز، وإن كان تاريخ تأسيسه متأخرًا إلا أن له تأثيرًا قويًا على نشر الرؤية السياسية لحكومة حزب العدالة والتنمية بشكل قوي داخل المجتمع التركي، مركز الأبحاث السياسية والاجتماعية الاستراتيجية والأكاديمية التركي "تاساف".

تأسس تاساف (TASAV) بتاريخ 3 أيار/ مايو 2012 في مدينة أنقرة بهدف نشر الوعي السياسي لجى المجتمع التركي حول الديمقراطية وحقوق الإنسان ودولة القانون والعدالة والمساواة الاجتماعية والعمل على إعادة جعل تركيا مركز للحضارة المتفوقة في الشرق الأوسط "وهذا ما تسعى حكومة حزب العدالة والتنمية إلى تحقيقه بالضبط".

ـ ولتحقيق هذا الهدف يعمل تاساف مجالات متعددة متعلق بما يهدف إليه هذه المجالات هي كالتالي:

ـ أبحاث السياسة الخارجية ومدى علاقتها بالمجتمع.

ـ أبحاث الأمن والنزاعات الإقليمية والدولية.

ـ أبحاث الإدارة والسياسة والحقوق وتأثير هذه الأبحاث على المجتمع بشكل مباشر وغير مباشر.

ـ الأبحاث الثقافية والاجتماعية المحلية والإقليمية والدولية.

ـ الأبحاث الاقتصادية والأبحاث المتعلقة بالعلاقات الاقصادية الاجتماعية.

ـ أبحاث الطاقة.

ـ الأبحاث الحضارية المتعلقة بإعادة تقدير وضع تركيا الجيو سياسي والجيو استراتيجي لإعادة رفع وضعها السياسي والاجتماعي والاقتصادي والتاريخي والحضاري في المنطقة.

ـ الأبحاث الثقافية والتاريخية المتعلقة باستخدام الروابط التاريخية والثقافية والاجتماعية بشكل قوي لبناء علاقات بين تركيا والدول الأخرى التي ترتبط بها ثقافيًا وتاريخيًا علاقات صداقة وتعاون استراتيجية جذرية قوية.

ـ الأبحاث التنموية التي تهدف إلى توجيه السياسة الداخلية التركية لترسيخ تنمية مستديمة.

ـ تنظيم الدورات والمؤتمرات البحثية العملية التي تهدف إلى نشر وعي السياسة الخارجية والداخلية داخل مواطني المجتمع التركي.

ـ أبحاث الدستور التركي التي تهدف إلى توضيح مدى حاجة تركيا لدستور مدني جديد بديل للدستور العسكري الحالي، دستور مدني يهدف إلى حماية الحقوق الديمقراطية المدنية ويهدف إلى إرساء نظام سياسي لين يحمي جميع الفئات والطبقات والطوائف بديلا ً عن النظام العسكري الصارم الذي ينفي حقوق الفئات والطبقات والطوائف والأقليات.

ويسعى تاساف للعمل في هذه المجالات عن طريق ثلة من الأكاديميين والباحثين المختصين بالمجالات المذكورة أعلاه، كما هناك ثلة مميزة من السياسيين الأتراك يعملون بشكل نشط داخل تشكيلة تاساف، ويسعى تاساف لإشراك الطلاب بجميع المراحل التعليمية في العمل لدي من خلال برامج تدريب عملي تمتد إلى شهر واحد.

تاساف وأبحاثه ودراسته مهمة جدًا لطلاب علم الاجتماع والسياسة الاجتماعية كفئة أساسية ويمكن لطلاب الحقوق، علم السياسة، إدارة المؤسسات الحكومة، العلاقات الدولية، علم النفس، الاقتصاد، اقتصاد العمل ـ العلاقات الاقتصادية الاجتماعية، القانون الدولي، الفلسلفة التاريخية وغيرهم من الطلاب الذين لهم علاقة بدارسة المجالات المتعلقة بالعلاقات السياسية الاجتماعية والعلاقات الحقوقية الاجتماعة والعلاقات الاقتصادية الاجتماعية والعلاقات التاريخية الاجتماعية متابعة أعمال تاساف لأنه يقدم الكثير من الدراسات والأبحاث التكتيكية والاستراتيجية المتعلقة بالمجالات المذكورة أعلاه.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!