الأناضول

أفردت العديد من الصحف العربية مساحات واسعة لتغطية، حفل تنصيب "رجب طيب أردوغان" رئيسا لتركيا، وأدائه مراسم اليمين الدستورية أمام مجلس الأمة التركي (البرلمان) ليصبح بذلك الرئيس الثاني عشر للجمهورية، والمنتخب لأول مرة من قبل الشعب التركي، بعد أن كان البرلمان هو الذي يقوم بهذه المهمة سابقاً، وأبرزت الخبر العديد من الصحف على صفحتها الأولى.

وشهدت التغطية تباينا بين الصحف، ففي الوقت الذي أبرزت فيه معظم الصحف العربية المشاركة الكبيرة في الاحتفال، الذي وصفته صحف قطرية بأنه كان حفلا "مهيبا"، تحدثت صحف سعودية ومصرية عما وصفته بالتمثيل الغربي "الضعيف" في حفل التنصيب.

وتصدرت عناوين الصحف تصريحات أردوغان أمس سواء بعد آدائه اليمن الدستورية بالبرلمان أو خلال زيارته ضريح مؤسس الجمهورية التركية "مصطفى كمال أتاتورك"، أو خلال حفل تنصيبه في القصر الرئاسي بالعاصمة أنقرة، والذي رسم خلالها الملامح الكبرى لسياسته الداخلية والخارجية.

حفل تنصيب أردوغان، الذي وصفته جريدة "الشرق" القطرية بأنه "مهيب"، تصدر عناوين الصفحة الأولى للجريدة، التي ركزت أيضا على مشاركة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في مراسم تنصيب أردوغان الذي وصفته الصحيفة بأنه " أقوى زعماء تركيا في العقود الأخيرة".

وتحت عنوان "أحمد داود أوغلو رئيساً للحكومة وأنقرة شهدت احتفالاً مهيباً.. الأمير يشارك قادة العالم في مراسم تنصيب أردوغان رئيساً لتركيا"، قالت "الشرق"، في تغطيتها، إنه إلى جانب أمير قطر حضر مراسم تنصيب أردوغـان رئيساً لجمهورية تركيا، "نحو أربعين ضيفاً من الرؤساء والزعماء ورؤسـاء الحكومات، إضافة إلى عدد من الوزراء وممثلين عن المنظمات الدولية".

وقالت إن" أردوغان أدى اليمين الدستورية أمـس، أمـام البرلمان ليصبح رئيس تركيا الحديثة الثاني عشر ويعزز موقفه كأقوى زعـمـائـهـا فـي الـعـقـود الأخـيـرة".

بدورها أبرزت صحيفة "الراية" القطرية تصريحات أردوغان في صدر صفحتها الأولى تحت عنوان "أردوغان يتعهد بإصلاحات وبالانضمام للاتحاد الأوروبي وبالسلام مع الأكراد".

وجاءت التغطية الموسعة للجريدة في الصفحات الداخلية تحت عنوان "مبادئ برنامجه الخارجي يرتكز على السلام والوقوف إلى جانب الشعوب المظلومة.. أرودغان ينصب رئيساً لتركيا ويرسم ملامح سياساته".

وقالت الصحيفة إن أردوغان تسلم منصب رئاسة جمهورية تركيا رسميا من الرئيس السابق عبد الله غل في مراسم شهدها قادة ومسؤولون من أكثر من 90 دولة، وذلك بعد ساعات فقط من أدائه اليمين الدستورية أمام البرلمان.

وبيّنت الصحيفة أن" أردوغان -الذي انتخب في العاشر من الشهر الجاري لولاية تستمر خمسة أعوام-  قال عقب أدائه القسم، إنه "سيبقى متمسكا بالدستور وسيادة القانون والديمقراطية ومبادئ وإصلاحات مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك ومبادئ الجمهورية العلمانية".

وأبرزت الصحيفة في تغطيتها أن أردوغان حدد خلال كلمته في حفل تنصيبه رئيساً جديداً في القصر الجمهوري بأنقرة الملامح الكبرى لسياسته الداخلية والخارجية.

ونقلت عنه أنه "سيعمل على تنفيذ الأهداف الاستراتيجية لتركيا، ومنها استكمال الإصلاحات الدستورية وعملية السلام الداخلي، والعمل على الالتحاق بالاتحاد الأوروبي".

وبينت أن أردوغان في السياسة الخارجية، قال "إن مبادئ هذه السياسة ترتكز على السلام والوقوف إلى جانب الشعوب المظلومة في وجه الظالمين، ومن هذه الشعوب الشعبين الفلسطيني والسوري".

تصريحات أردوغان كانت أيضاً محور عنوان جريدة "السفير" اللبنانية، والتي جاءت تغطيتها للحدث تحت عنوان "أردوغان يؤدي اليمين الرئاسية: هدفنا السلام.. ولا مطامع خارجية".

وأبرزت الصحيفة تصريحات أردوغان خلال الحفل الذي أقيم مساء أمس في القصر الرئاسي في أنقرة، والذي قال فيها "إن التوجه الأساسي لسياسة بلاده الخارجية هو إقامة السلام وتحقيق التعاون والرفاه"، مشدداً على أن تركيا "ليس لديها أي مطامع في أراضي أية دولة أخرى، ولا تمتلك خططا أو مساعيَ للتدخل في الشؤون الداخلية للدول".

وبينت أن أردوغان أشار إلى أن تركيا "ستواصل السير قدماً، من أجل بلوغ هدفها الاستراتيجي، المتمثل بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، بكل إرادة وتصميم، وأن الإصلاحات الديموقراطية التي تم تنفيذها لن تتباطأ، وعلى رأسها مسيرة السلام الداخلي، في اشارة إلى المفاوضات مع حزب العمال الكردستاني".

ونقلت الصحيفة دفاع أردوغان عن ساسية بلاده الخارجية، حيث قال إن "التاريخ والجغرافيا فرضت علينا انتهاج سياسة خارجية تقف بوجه الظلم والاضطهاد، لذا، فإن أعداد القتلى التي تسقط كان الدافع الحقيقي وراء وقوف تركيا بقوة إلى جانب القضية الفلسطينية، كما أن الدافع الإنساني كان وراء احتضان تركيا لمليون و200 ألف سوري على أراضيها، وإننا في تركيا، لن نقف صامتين حيال مقتل أكثر من 200 ألف شخص في سوريا، لأن ما يجري هو عبارة عن مشكلة إنسانية ووجدانية، وسنواصل رفع صوتنا استناداً إلى المسؤولية السياسية الملقاة على كاهلنا حيال ما يجري في العراق وأفغانستان والصومال، وكل المناطق التي تشهد أزمات وصراعات".

من جهتها أبرزت "القبس" الكويتية في تغطيتها لتنصيب أردوغان رئيساً، لأحمد داود أوغلو قائما بأعمال رئيس الوزراء، وتحت عنوان "عين أوغلو قائماً بأعمال رئيس الوزراء.. أردوغان يؤدي اليمين رئيساً لتركيا"، قالت "القبس" في تغطيتها إنه "بعد لحظات من أداء اليمين، عين أردوغان وزير الخارجية أحمد داود أوغلو قائما بأعمال رئيس الوزراء حسبما أفاد إعلان في الجريدة الرسمية.

وبينت الصحيفة أن "اردوغان واوغلو سواجهان تحديات عديدة، بينها إصلاح الدستور، وابقاء السيطرة على حزب العدالة والتنمية، ومواصلة محاربة فتح الله غولن، إضافة إلى التوصل الى اتفاق سلام مع الاكراد، وادارة التدخل التركي في النزاع في كل من سوريا والعراق، بالاضافة إلى التحديات الاقتصادية".

تغطية مراسم التنصيب وتصريحات أردوغان، تصدرت اهتمامات الكثير من الصحف الأخرى أيضاً، وجاءت تحت عناوين مختلفة، حيث جاءت في الرأي الكويتية تحت عنوان "أردوغان يباشر مهامه الرئاسية"، وفي النهار الكويتية "أردوغان رئيساً لتركيا: الطريق إلى الاتحاد الأوروبي هدفنا الاستراتيجي".

أما في الوسط البحرينية فجاءت تحت عنوان "أردوغان يؤدي اليمين الدستورية رئيساً جديداً لتركيا"، وفي الشروق الجزائرية تحت عنوان "أردوغان يبدأ ولايته الرئاسية"، في حين جاءت تغطية الغد الأردنية معنونة بـ"أردوغان يقسم اليمين رئيسا لتركيا"، وفي زميلتها "السبيل" الأردنية تحت عنوان "أردوغان يكلف داود أوغلو برئاسة الوزراء بالوكالة".

وفي المقابل أبرزت جريدة "الاهرام" المصرية (مملوكة للدولة) في عنوان تغطيتها ما قالت إنه "تمثيل غربي ضعيف".

وتحت عنوان "تمثيل غربي ضعيف في مراسم تنصيب أردوغان"، قالت "الأهرام" في تغطيتها "أدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليمين الدستورية أمس كأول رئيس تركي منتخب لفترة رئاسية مدتها 5 سنوات، خلال حفل تنصيب حضره 20 من رؤساء الدول والحكومات من مختلف أنحاء العالم".

وتابعت" حضر مراسم التنصيب عشرات الشخصيات العامة والمسؤولين الأجانب، إلا أن مستوى التمثيل الغربي ولاسيما من قبل حلفاء تركيا جاء فى مجمله منخفضاً، حيث اكتفت الولايات المتحدة بإيفاد القائم بأعمال السفير لحضور حفل التنصيب دون إرسال مسؤول أخر أكثر بروزاً من الإدارة أو الخارجية الأمريكية، كما حضر المراسم أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني بدعوة من أردوغان".

ونقلت الصحيفة عن جين ساكي المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية نفيها أن يكون مستوى تمثيل بلادها فى حفل تنصيب الرئيس أردوغان من خلال نائب رئيس البعثة الدبلوماسية المقيم فى أنقرة "ضعيفا"، وتأكيدها "أنه جاء متماشيا مع بروتوكول الحكومة التركية".

التمثيل واحتجاجات المعارضة كان محور عنوان جريدة "الشرق الأوسط" السعودية أيضا الذي جاء كالتالي "أردوغان يتسلم رئاسة تركيا.. وواشنطن تتمثل بالحد الأدنى.. احتجاجات في اسطنبول وماردين تزامناً مع التنصيب".

وبينت "الشرق الأوسط" أنه "كان لافتاً، التمثيل منخفض المستوى للولايات المتحدة، التي مثلها في حفل تنصيب أردوغان القائم بالأعمال في سفارتها بأنقرة، شارك نحو 19 رئيس دولة في الاحتفال، احتسب من ضمنهم رئيس الائتلاف السوري المعارض هادي البحرة، الذي حضر ممثلا للشعب السوري".

وأبرزت الصحيفة مقاطعة "حزب الشعب الجمهوري المعارض الجلسة المخصصة لأداء اليمين، بعد رفض رئيس البرلمان مناقشة اعتراض الحزب على أصول عقد الجلسة".

وبينت أنه "حضر حزبا الحركة القومية والشعوب الديمقراطي الجلسة، لكن نوابهما لم يبادروا بالتصفيق بعد أداء أردوغان القسم الرئاسي، في أول دليل على طبيعة العلاقة بين الرئيس الجديد والمعارضة".

وقالت "الشرق الأوسط" إن تنصيب أردوغان تزامن مع احتجاجات في اسطنبول، ونقلت عن وسائل إعلام تركية محلية "إن نحو 200 محتج تجمعوا في منطقة تقسيم السياحية باسطنبول وكانوا يرددون شعارات ضد أردوغان".

ورغم أن جريدة "الحياة " اللندنية في طبعتها السعودية أبرزت في عنوان تغطيتها تصريح أردوغان، لدى زيارته ضريح أتاتورك، إلا أنها أبرزت بدروها ما وصفته بـ"التمثيل الغربي والعربي الضعيف".

وتحت عنوان "أردوغان المُنصّب رئيساً لتركيا يتعهد لأتاتورك (السير على خطاه)"، قالت الصحيفة إن "رجب طيب أردوغان تعهد بعد أدائه القسم الدستوري أول رئيس لتركيا ينتخبه الشعب مباشرة، بالسير على خطا مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك".

وتابعت "تسلّم أردوغان الرئاسة في حفل عسكري مهيب، من سلفه عبد الله غل الذي غادر قصر شنكايا بعد 7 سنوات، وبدا الحضور الدبلوماسي الدولي ضعيفاً في مراسم أداء القسم الدستوري في البرلمان، إذ كان التمثيل الأمريكي على مستوى القنصل العام في تركيا، ولم يرسل الاتحاد الأوروبي أو الجامعة العربية أو منظمة التعاون الإسلامي ممثلاً عنها، فيما كان لافتاً دعوة القائم بالأعمال المصري في أنقرة إلى حضور التنصيب".

وعلى عكس تغطية الصحف السعودية السابقة جاءت التغطية في جريدة "عكاظ " السعودية تحت عنوان "أردوغان بدأ ولايته الرئاسية".

وأعادت الصحيفة التذكير في تغطيتها بالفوز الساحق لاردوغان، قائلة "بعد أسبوعين على فوزه الساحق منذ الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية، أقسم أردوغان اليمين أمام البرلمان ليخلف رفيقه عبد الله غل في منصب يعتزم أن يواصل منه الإمساك بزمام السلطة".

من جهتها أبرزت الصحف الإماراتية في تغطياتها التهنئة التي وجهتها قيادات الامارات للرئيس التركي، أمس الخميس، حيث أبرزت جريدتي "الإمارات اليوم" و"البيان" الخبر تحت عنوان "رئيس الدولة ونائبه ومحمد بن زايد يهنئون أردوغان بتوليه رئاسة تركيا"، فيما جاء في "الخليج" الإماراتية تحت عنوان "خليفة يهنئ أردوغان بتوليه منصب رئيس تركيا".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!