أنور عبد الله الرواحنة - خاص ترك برس

منذ التدخل العسكري الروسي "الصريح" في سوريا قبل أيام بدأت تظهر بعض الأسئلة في العمق الاستراتيجي لهذا التدخل، منها: هل تم استدراج روسيا إلى سوريا، كما تم استدراج الإتحاد السوفيتي إلى أفغانستان...؟ وفي حال الإجابة بنعم، هل سنشهد "نموذجًا تركيًا" في سوريا (بدعم النفط العربي) على غرار "النموذج الباكستاني" في أفغانستان (الذي كان أيضاً بدعم النفط العربي)...؟

وفي حال الإجابة بنعم، هل سنشهد بالتالي انهيار الإميرطورية الروسية وتفككها، هي وحلفائها في آسيا الوسطى وإيران والعراق ولبنان، كما حدث مع الإمبرطورية السوفيتية، هي وحلفائها في أوروبا الشرقية سابقًا...؟ وفي حالة الإجابة بنعم، هل سنشهد دعمًا عربيًا وغربيًا مجددًا لـ "الإسلام السياسي" و "الجهاديين السوريين والعرب" في سوريا على غرار الدعم الغربي والعربي لـ"الإسلام السياسي" و"الجهاديين العرب" في أفغانستان (الذي أدى إلى انهيار الإمبراطورية السوفيتية في المحصلة)...؟

وفي حال الإجابة بنعم، أو "لا"، هل سنشهد "صحوة إسلامية" مجددًا تعيد الأمل من جديد إلى "ثورات الربيع العربي"...؟

شخصيًا، لا أتوقع أن يكون هناك صمت (عسكري) مطولًا على التدخل أو "الغزو" الروسي لسوريا، وبالتالي لن يكون هناك "انتصار" لروسيا في سوريا فالعواقب الاستراتيجية لذلك "الانتصار" ستكون "قاتلة" على الأنظمة العربية من جانب (أقلها "ثورات صفوية أو شيعية في دول الخليج" امتدادًا "لانتصار" روسيا وإيران).

ومن جانب آخر، أيضًا ذو عواقب استراتيجية "مدمرة" على "المكانة السياسية والاقتصادية" الغربية (أقلها تأثر إمدادات النفط والغاز المتجهة إلى الدول الغربية)... وعليه، على الأرجح سنشهد نموذجًا تركيًا يقوم بدور "المنظم" للقتال أو "الجهاد" في سوريا (بدعم النفط العربي، خاصة في ظل التقارب التركي - السعودي - القطري، بالإضافة إلى دعم "تقني" من الغرب)، على غرار "النموذج الباكستاني" في أفغانستان... والله أعلم.

عن الكاتب

أنور عبد الله الرواحنة

باحث مختص في إدارة النزاعات ورسم السياسات


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس