أحمد تاشكاتيران - صحيفة ستار - ترجمة وتحرير ترك برس

أنظر إلى الكُتّاب والمنظرين من حولي، يبدو كأنهم لا يريدون أن تكون داعش وراء مجزرة أنقرة، ولا يهمهم إن كانت داعش وراء المجزرة أو لم تكن.

ما يهمهم أكثر هو النيل من أردوغان وداود أوغلو وهذا ما يسعون إليه، من دون التفكير بالمستفيدين من هكذا مجزرة.

لايريدون معرفة من يجر تركيا إلى الفوضى ومن يريد إسقاطها وتحجيم دورها كقوة فاعلة في الشرق الأوسط، وبالنسبة لهم من غير المهم أن تكون تركيا بحجمها هذا في المنطقة.

لا يسألون لماذا تركيا وتركيا فقط من بين دول المنطقة ودول العالم تحدث بها سلسلة أعمال إرهابية ومجازر وحشية بهذا الحجم، لأن هكذا احتمالات تبعدهم عن هدفهم وهو النيل من عدوهم الأساسي وأقصد رجب طيب أردوغان وأحمد داود أوغلو.

وللأسف فقد أصبحت "المتاجرة بالدماء" حقيقة نعيشها. حيث بدأ ديميرطاش المتاجرة بدماء ضحايا المجزرة من  اليوم الأول، ولم يكن ديميرطاش لوحده.

عن علم أو عن جهل، وإن حدث تفجير أو لم يحدث فإن وضع رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء كهدف للنيل منهما بدون تردد واستغلال الفرصة للمتاجرة بدماء الضحايا ماهو إلا تستر على القتلة الحقيقيين.

ماذا ستستفيدون من تحميل المسؤولية لرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء.. هل لديكم جواب؟! بالتأكيد هنالك جواب.. الغضب والحقد والعداوة ستتحول لأصوات انتخابية في صندوق الإقتراع.

ديميرطاش وأذرعه الإعلامية ومن يدورفي فلكه بدؤوا معركتهم الانتخابية حتى قبل أن تجف دماء الضحايا. يوقعون بالدماء على سياستهم.

والسؤال الآن، هل من الممكن ان تتوقف العواطف ويتم تلميع صورته في أذهان الناس في  ظرف 20 يوم. كلا..يجب انتهاز الفرصة والوصول إلى الصندوق من أمام كراج أنقرة.

هل لفت انتباهكم أنه ما عدا ديميرطاش وأذرعه الإعلامية لم يستغل احد هذه الفرصة ويتكلم عن الانتخابات في هذه المحنة، داود أوغلو وكيليتشدار أوغلو وباهتشيلي، جميعهم حتى أنهم ألغوا خطاباتهم ولقاءاتهم الانتخابية.

فقط ديميرطاش يحسب الأصوات، ولمساعدة حزبه، حزب الشعوب الديمقراطي (HDP) للنجاح في الانتخابات أعلن قادة حزب العمال الكردستاني وقف هجماتهم المسلحة ضد الدولة التركية.

داود أوغلو مرتبك.. لنقل ذلك فهو على الأقل مرتبك لأجل الضحايا الذين فقدو حياتهم في تفجيرات كراج أنقرة، ويعمل على تدابير لإيجاد الفاعلين وكشف الحقيقة ومنع حدوث هجمات مماثلة.

لايناسبهم هكذا رئيس وزراء يجد الفاعلين ويكشف الحقائق ويمنع انزلاق تركيا في الأفخاخ المنصوبة لها. ما يناسبهم رئيس وزراء هزيل لا يملك تدابير لإيجاد القتلة. إذاً هذه حملة فساد للذين ليس على أجندتهم شيء اسمه تركيا.

أما الذين يغارون على تركيا فسيسألون أنفسهم: من يريد ضربنا، من يريد استقطاب فئات الشعب التركي وتجزئتها، ومن يتمنى تعميق الاختلافات العرقية والمذهبية داخل المجتمع التركي؟ هذه الأسئلة تتعب الرأس وتستدعي وعي مجتمعي كامل.

أنا مؤمن بأن أشد الناس إصرارًا في الوقت الحالي على إظهار الحقيقة وكشف المسؤولين عن تفجيرات كراج أنقرة هم قادة الدولة. فهذه المسألة بالنسبة لهم مسألة حياة أو موت، وهم خير العارفين بداعش ومثيلاتها من الجماعات الإرهابية وكيف يتم استعمالها.

وهم يرون الآن النتائج العائدة على تركيا بسبب معاركها الكثيرة في سوريا ودول الجوار. الفطرة و التفكير السليم في صالحهم.

وفي النهاية، أين تقفون؟ استشيروا قلبكم. أطرح هذا السؤال وأنا غير متأكد إذا كان ما زال عندكم قلب.

عن الكاتب

أحمد تاشكاتيران

كاتب وصحفي تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس