ترك برس

ظهرت الطباعة اللوحية أولا في الصين في سنة 200 ميلادي، وبعدها انتقلت للعالم الإسلامي ثم إلى أوروبا. وفي أوروبا صنعت الحروف البارزة المتحركة في منتصف القرن الخامس عشر، واخترعت آلة الطباعة على يد الألماني يوهان غوتنبرغ.

في العهد العثماني

دخلت آلة الطباعة إلى الدولة العثمانية بعد أربعين عاما على الأقل من اختراعها، فقد افتتحت أول مطبعة في العهد العثماني من قبل أحد اليهود بإسطنبول عام 1492 لنشر الكتب، ولكن المنشورات لم تكن باللغة العربية أو العثمانية، فقد كانت تنشر الكتب عن ديانة اليهود وباللغة العبرية فقط. وبعد اليهود قام الأرمن بفتح المطبعة عام 1567، تلاهم الروم في عام 1627 بإسطنبول كذلك. لكن المطبعة الرومية بعد فترة بدأت بنشر الكتب لصالح المتمردين في ذلك الوقت، ولذلك قام المسؤولون العثمانيون بإغلاق المطبعة في القرن التاسع عشر.

وقد افتتح المسلمون في العهد العثماني المطبعة في وقت متأخر جدا. وسبب ذلك هو عدم رغبة المسلمين في نشر الكتب في المطبعة، وذلك لمنع بطالة ما يقارب 90 ألف خطاط يكسبون عيشهم بكتابة الخط اليدوي، والحساسية عند كتابة الكتب الدينية بما في ذلك القران الكريم والخوف من الخطأ في كتابته.

وكان لرجال الدولة المثقفين تأثير كبير في تأسيس المطبعة العثمانية. فـمحمد أفندي المشهور باسم "ييرمي سكيز جلبي" وابنه سعيد أفندي عند وصولهم إلى باريس مع وفد السفارة، وشاهدا المطبعة هناك وعرفا منافعها. فقد اتصلوا وفور وصولهم إلى إسطنبول  بـ"الصدر الأعظم دامات إبراهيم باشا" و"السلطان أحمد الثالث".

وفي تلك الفترة قام "إبراهيم  المتفرقة" ذو الأصل المجري، المعروف بذكائه وعلمه الواسع، وبإذن من السلطان أحمد الثالث ومع دعم من كبار رجال الدولة وشيوخ الإسلام وبمساعدة "سعيد أفندي"، ببناء مطبعة خاصة بالمسلمين عام 1727. وكان أول كتاب طبع فيها "كتاب لغة وان كولو"، كما أنها طبعت كتب الحكمة واللغة والتاريخ والطب والهيئة، لكن لم يؤذن لها بطباعة كتب الفقه والتفسير والحديث والكلام ونحو كذلك.

وقد قام إبراهيم أفندي طوال حياته بطباعة 17 منشورا، ولكن بسبب سعر الكتب المرتفع لم يتم تطوير ونشر المطابع في البلاد.

استفاد إبراهيم أفندي من الطباعين المشهورين، وخاصة من اليهود من أجل تنظيم المطبعة ولنشر الكتب بدقة وبدون أي خطأ.

وبعد وفاة إبراهيم متفرقة عام 1744 خلفه إبراهيم وأحمد أفندي. وفي عام 1796 أسس عبد الرحمن أفندي "مطبعة مهندس هانة" مجددا. وبعدها تم افتتاح "مطبعة أوسكودار" في عام 1802.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!