
جلال سلمي - خاص ترك برس
أسقطت تركيا طائرة حربية روسية، البارحة 25 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، بعد اختراقها للأجواء التركية لمدة خمس دقائق.
انطلقت الثورة السورية، في أيار/ مايو 2011، بأيدي الشعب السوري، المطالب بأبسط حقوقه الإنسانية والمدنية، ضد نظام الأسد، الرافض لكافة أشكال التظاهر والاحتجاج، ولكن مع طول الزمن، الذي مر على الثورة "العادلة"، أصبح هناك العديد من العناصر الفاعلة على الساحة السورية، وأصبحت القضية السورية من أكثر القضايا السياسية المُعقدة في القرن الحادي والعشرين.
ومع ازدياد عدد العناصر الفاعلة على الساحة فإن أي حدث يجري على الساحة يلقى وجهة نظر وردة فعل مختلفة من قبل هذه العناصر، وكان الحدث الأخير الذي طفى على سطح تطورات الأزمة السورية هو؛ إسقاط تركيا لمُقاتلة جوية روسية اخترقت الأجواء السورية لمدة تجاوزت الخمس الدقائق، حسب الرواية التركية التي تم الإفصاح عنها من قبل رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان، خلال تعقيبه على حادثة إسقاط الطائرة في تصريح صحفي له تم بعد إسقاط الطائرة بأقل من نصف ساعة.
أحدث حادث إسقاط الطائرة، من قبل تركيا، ضجة إعلامية عالمية طالت العديد من وسائل الإعلام العالمية، لا سيما بأن هناك تنافسا شديد الوطيس "ضمني التحركات" بين روسيا وتركيا فيما يخص القضية السورية، وكما أن كان لوسائل الإعلام دورًا كبيرًا في مشاركة الخبر والتعليق عليه، كان للعناصر الفاعلة، في القضية السورية، ردود أفعال وتعليقات خاصة.
وجاءت ردود أفعال هذه العناصر على النحو التالي:
ـ تركيا: تركيا هي من أسقط الطائرة وهي أكثر العناصر الدولية فعاليةً في القضية السورية، بدعمها الواضح للثورة السورية ومعارضتها الشديدة للنظام الأسدي، وجاء رد فعلها على لساني رئيسها، "رجب طيب أردوغان"، ورئيس وزرائها، "أحمد داود أوغلو"، وعقب الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" على حادثة سقوط الطائرة، بعد تصريح صحفي له جاء بعد حادثة سقوط الطائرة بأقل من نصف ساعة، بالقول "تم إسقاط الطائرة بعد تحذيرها أكثر من مرة على أنها مُخترقة للأجواء التركية، ولكن لم يتم الاستجابة من قبل الطيار، الأمر الذي جعل قوات الجيش التركي تنطلق لتؤمن أمن وسيادة تركيا من الاختراق والانتهاك" واستطرد أردوغان، في تصريحه، بأن "تركيا لم تتعمد بإسقاط طائرة روسية على وجه الخصوص، ولكن تم التعامل، في بادئ الأمر، مع طائرة مجهولة الهوية مُخترقة للأجواء التركية، وبعد إعلان القيادة الروسية أنها طائرة روسية، علمنا بأن هوية الطائرة روسية".
أما رئيس الوزراء "أحمد داود أوغلو"؛ فقد قام بالتعقيب على حادثة إسقاط الطائرة من خلال مؤتمر صحفي عقده في قصر رئاسة الوزراء بمناسبة يوم المعلم، وأوضح داود أوغلو، في تصريحه، بأن "على جميع العالم أجمع أننا على استعداد تام للقيام بكافة الإجراءات من أجل حماية سيادتنا ووجودنا ومواطنينا وأمنهم، ولن نتهاون قيد أُنملة في اتخاذ أي خطوات تستدعي ذلك". وأردف داود أوغلو، تصريحه، بالقول "حذرنا الطائرة المُخترقة لأجوائنا أكثر من مرة، ولكن لم تتجاوب مع تحذريتنا ولم تنسحب، فقمنا باسقاطها لحماية سيادتنا المُنتهكة استنادا ً إلى المواثيق الدولية التي تكفل لنا ذلك".
ـ روسيا: رد الرئيس الروسي على قضية إسقاط الطائرة بعبارات شديدة اللهجة، وبين بوتين، خلال مؤتمر صحفي خاص بالحادثة، بأن "روسيا تلقت طعنة في الظهر، من تركيا، في حربها ضد الإرهاب"، وأوضح بوتين أن "الطائرة الروسية لم تخترق الأجواء التركية وكانت على بعد أربعة كيلو مترات منها"، وتابع بوتين مبينًا أن "هذه التطورات تكون لها عواقب وخيمة على العلاقات مع تركيا".
ومن الجدير بالذكر بأن وزير الخارجية الروسي ألغى زيارته، المزمع إجراؤها اليوم، لتركيا، وأعلنت روسيا تعليق نشاطتها وعلاقتها العسكرية مع تركيا.
ـ الولايات المُتحدة الأمريكية: رأى الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن ما قامت به تركيا هو "دفاع عن النفس"، وأكد أوباما أن" أمريكا تقف إلى جانب أنقرة في حماية حدودها وأمنها".
ـ إيران: نقلت وكالة "تسنيم" الإيرانية عن الرئيس الإيراني "حسن الروحاني" بأن الأخير وصف إسقاط تركيا للطائرة الروسية "فوق الأراضي السورية" بالعمل الخطر والجاد".
ـ نظام الأسد: رد رئيس النظام بشار الأسد على واقعة إسقاط الطائرة، بالقول أن هذه الحادثة هي "اعتداء سافر" على أجواء سوريا وسيادتها، وندد بذلك "الاعتداء".
ـ حزب الاتحاد الديمقراطي "بي يي دي": حسب ما أورد موقع تايم ترك الإخباري، في تقريره الإخباري "ردة فعل صالح مسلم، زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي "بي يي دي"، فقد كانت ردة فعل مسلم على هذه الواقعة كالتالي "تركيا بتدخلها في الأزمة السورية "زادت من الطين بلة"، واليوم تزيدة من وتيرة تدخلها وهذا لن يكون لصالح المصالح المشتركة للمنطقة".
ـ داعش: لم يتم تثبيت تعليق رسمي من قبلها على الحادثة
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!