جلال سلمي - خاص ترك برس

تم إسقاط الطائرة الروسية الحربية "سوخوي 24" صبيحة يوم الثلاثاء، الموافق 25 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، بسبب"اختراقها الأجواء التركية".

بعد إسقاط الطائرة الروسية، بدأت العديد من التساؤلات الخاصة بمسار التطورات التي ستتطرأ على الساحة السورية، تطغى على كتابات وتحليلات الكُتاب السياسيين والخبراء المُختصين بمنطقة الشرق الأوسط.

وبما يتعلق بهذا الخصوص، تكشف الباحثة السياسية إيبرو أيدين، الباحثة في معهد أنقرة الاستراتيجي للدراسات الحقوقية والسياسية والاقتصادية، في دراسة أكاديمية بعنوان "الخلاف الروسي التركي أعطى مساحة واسعة للبي يي دي للتوسع"، أن "حزب الاتحاد الديمقراطي "بي يي دي" هو من أكثر العناصر الفعالة على الساحة السورية وهو من أكثر الجهات المُستفيدة من دعم كافة الأطراف، ففي حين يرتبط بعلاقات استراتيجية ومتينة مع الولايات المُتحدة الأمريكية يتمتع بدعم روسي كبير".

وتستطرد أيدين قائلة: "الولايات المُتحدة الأمريكية ترى في حزب الاتحاد الديمقراطي أقوى طرف موجود على الساحة السورية قادر على محاربة داعش والحد من تقدمها، لذا تقوم بتزويده بالدعم العسكري الوفير، أما روسيا فترى منه عنصرًا مهمًا في تحقيق مصالحها ومصالح حليفها "نظام الأسد، وذلك لوقوف الحزب إلى جانب النظام وسيطرته عن مساحات واسعة في الشمال السوري، والأهم من ذلك؛ التنافس الاستراتيجي بينه وبين تركيا التي ترى منه خطرًا جسيمًا على وحدة الأراضي السورية ووحدة أرضها".

وتُلمح أيدين إلى أن "إسقاط الطائرة الروسية" الُمخترقة للأجواء السيادية التركية" من قبل القوات العسكرية التركية، تُعد بمثابة التحول المفصلي للعلاقات الروسية مع حزب الاتحاد الديمقراطي، هذه الحادثة زادت من هذه العلاقة متانة واستراتيجية وخرج منها حزب الاتحاد الديمقراطي كأكثر العناصر المُستفيدة من ذلك على الساحة السورية".

ومن جانبها أكدت وكالة الأناضول التركية، في تقريرها "دعم روسيا لبي يي دي" الذي نُشر في 27 نوفمبر 2015، بأنه "وحسب مصادرها الخاصة، زادت روسيا من حجم ضرباتها الجوية على ماليكية ومريمين وزيارة ودير جمال، فاتحة بذلك منفذ بري لحزب الاتحاد الديمقراطي الذي يسعى للتقدم والسيطرة على هذه المناطق وضمها لمنطقة "كردستان التاريخية".

وكانت قد نقلت جريدة ملييت، في تقريرها الصحفي "هل تستخدم روسيا ورقة بي يي دي ضد تركيا؟"، عن الباحث السياسي الروسي هودار موساكي، الخبير في شؤون منطقة الشرق الأوسط وكبير الباحثين في مركز دراسات الشرق الأوسط الاقتصادية الذي صرح لها، في لقاء صحفي خاص، قوله "الاتحاد الديمقراطي ينظر اليوم إلى روسيا على أنها أكثر وأكبر وأوسع تأثيرا ًعلى الساحة السورية ومآلات التطورات الجارية عليها أكثر من الولايات المُتحدة الأمريكية، وذلك لأن قادته يعتقدون بأن الولايات المُتحدة الأمريكية يمكن أن تتخلى عن دعمها لهم في أي وقت إذا انتهت حاجتها لهم، وهذا ماعودته الولايات المُتحدة لكافة حلفائها، وكما يعتقدون بأن الولايات المُتحدة الأمريكية قاصرة عن إقناع النظام السوري بإعطائهم حكمًا ذاتيًا عقب انتهاء الثورة السورية لصالح النظام، حسب رؤيتهم".

وتتابع ملييت مبينة أن موساكي يرى أن"الاتحاد الأوروبي يثق بروسيا بشكل أكبر من الولايات المُتحدة لاعتقاد قادته بأنه بعض إسقاط الطائرة الروسية ستزيد روسيا من دعمها لهم نكاية بتركيا وخططها المُتعلقة بالقضية السورية، ولإقتناعهم بأن روسيا أكثر قدرة على إقناع النظام السوري بقبول الاستقلال الذاتي الكردي الخاص بهم".

وفي سياق متصل أشارت جريدة يني عقد إلى أن "الخبير الاستخباراتي أرغون غوك دانيز أكد لها، في لقاء صحفي، بأنه عقب إسقاط  الطائرة الروسية،  بدأت روسيا بتوجيه ضرباتها الجوية المُكثفة ضد جبهة النصرة وأحرار الشام وكتائب نور الدين زنكي وكتائب السلطان مراد وغيرها من قوات المُعارضة المُعتدلة المتواجدة في الشمال السوري بالقرب من معاقل تمركز حزب الاتحاد الديمقراطي، بهذه الضربات تُضعف روسيا قوات المعارضة وتفسح المجال للاتحاد الديمقراطي للتقدم برًا نحو المناطق التي يهدف لضمها".

هذا وبينت جريدة يني شفق، في تقرير صحفي بعنوان "الاتحاد الديمقراطي يضرب عزاز وجرابلس برًا ورسيا تضرب جوًا"، بأنه "بعد إسقاط الطائرة الروسية من قبل القوات العسكرية التركية، أصبح هناك تحالف "شبه رسمي" بين حزب الاتحاد الديمقراطي وروسيا، حيث يقوم الطرفان بضرب بعض المناطق الواقعة في شمال سوريا بشكل مُنسق ومُنظم".

وتتابع يني شفق بالقول "هذا التحرك المشترك بين روسيا والاتحاد الديمقراطي يُضعف قوات المعارضة المُعتدلة ويفسح المجال للاتحاد الديمقراطي للتقدم إلى مابعد غرب الفرات ويُضر بشكل كبير بالرؤية التركية الخاصة ببناء المنطقة الأمنة، بشكل عام المُستفيد الأكبر من إسقاط الطائرة هو حزب الاتحاد الديمقراطي، وعلى تركيا اتخاذ الإجراءات اللازمة لصدع هذا التحرك المشترك بين الطرفين والذي يمكن أن يعود بالضرر الاستراتيجي الكبير عليها".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!