ولاء خضير - ترك برس

أحييت سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة، أمس الأربعاء، اليوم الوطني الـ44 لقيامها، والذي يصادف الثاني من كانون الأول/ ديسمبر كل عام، تحت شعار "دام عزك يا وطن"، وذلك في سفارتها بالعاصمة أنقرة، وسط غياب "شبه رسمي" من كلا الطرفين.

حيث تتسم العلاقات بين تركيا ودولة الإمارات العربية المتحدة، بالضعف والفتور والتراجع، ولم تجد الإمارات رد فعل تجاه تركيا، وسياستها الخارجية في المنطقة، سوى غياب طويل، وغير رسمي لسفيرها لدى تركيا، وهي حالة يُنظر إليها على أنها "غير عادية".

ويذكر أن سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى تركيا، "خالد خليفة المعلا"، لم يكن في منصبه منذ صيف عام 2013، على الرغم من أنه لا يزال السفير الرسمي للإمارات لدى تركيا، حيث قالت مصادر دبلوماسي إن غياب "المعلا"، كان تبريره أنه في "إجازة طويلة".

ومن المرجح، أن ترك منصب السفير شاغرا لهذه الفترة الطويلة، إنما يهدف إلى إظهار رد فعل دولة الإمارات العربية المتحدة، على السياسة الخارجية لتركيا، فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية، وبدأت بخاصة بسياسات التطورات في مصر منذ يوليو/ تموز 2013م.

وتؤكد مصادر عديدة في أنقرة، أن الدبلوماسي الممثل لدولة الإمارات العربية المتحدة، لم يعد إلى تركيا منذ ما يقرب من عامين.

ومما يدل بوضوح على سوء العلاقات بين البلدين، أن هناك سفيرا إمارتيا تم تعيينه، لكنه ترك البلاد، ولم يعد حتى الآن، كما لم يتم تعيين أحد بدلًا منه.

وظهر التوتر الدبلوماسي بين تركيا والإمارات العربية المتحدة، لأول مرة، عندما أدان رئيس الوزراء التركي آنذاك، والرئيس الحالي "رجب طيب أردوغان"، الانقلاب على الرئيس "محمد مرسي"، من قبل الانقلاب العسكري في مصر، الذي وقع في وقت مبكر من شهر يوليو/ تموز في عام 2013م.

حيث اتهمت الإمارات - والتي تدعم السيسي - أردوغان بالتدخل في شؤون مصر الداخلية، وتبادلت تركيا الاتهامات مع الإمارات آنذاك.

واختلف رد فعل تركيا آنذاك، عن نظيره في دولة الإمارات، فضلًا عن دول الخليج العربي الأخرى، باستثناء قطر، التي وقفت إلى جانب تركيا في دعم "نظام مرسي"، ومنذ ذلك الحين كانت هناك فترة من الفتور والتراجع في العلاقات التركية الإماراتية.

وثم عادت وسائل الإعلام الإماراتية، وفتحت النار على الرئيس "أردوغان" أثناء تغطيتها الانتخابات البرلمانية التركية الأخيرة، التي جرت في الأول من نوفمبر الجاري؛ حيث أطلقت وصف "الديكتاتور" على الرئيس التركي.

واستمرت وسائل الإعلام الإماراتية، في اتهام تركيا، بدعم تنظيم "داعش" بالسلاح، والسماح بدخول المقاتلين الأجانب له من خلال أراضيها، وهو ما نفته الحكومة التركية مرارًا.

ومع استمرار تبادل الإهانات الإعلامية بين الجانبين، يتوقع العديدون قرب وقوع أزمة دبلوماسية بين البلدين، وقد يصل الأمر إلى قطع العلاقات رسميًّا، وبشكل نهائي.

كما تشير بيانات واردة من معهد الإحصاءات التركي، إلى انخفاض في العلاقات التجارية بين تركيا ودولة الإمارات العربية المتحدة، بعد عام 2013م، وتحديدًا عندما اختلفت الدولتان بشأن التغيير في الحكومة المصرية.

ومما أشعل فتيل العلاقة بين البلدين مؤخرًا، ما صرح به وزير الخارجية الإماراتي "عبدالله بن زايد آل نهيان"، والذي أدان حادثة إسقاط تركيا للطائرة الروسية، التي انتهكت الأجواء التركية، واصفًا إياه بأنه عمل "إرهابي".

حيث أصدر بن زايد، في ختام اجتماعات للجنة الإماراتية - الروسية المشتركة في أبو ظبي، بيانًا صحفيًا، أكد فيه "استنكار الإمارات للأعمال (الإرهابية) التي شهدتها كثير من الدول في الآونة الأخيرة، وخاصة الطائرة الروسية التي سقطت فوق سيناء، وحادثة إسقاط المقاتلة العسكرية الروسية في سوريا".

وجاءت تصريحاته، في ظل تأزم العلاقات بين تركيا وروسيا، على خلفية إسقاط المقاتلة الروسية، الثلاثاء 24 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، والتي أكدت أنقرة أنها انتهكت أجواءها، فيما نفت موسكو ذلك.

وفي المقابل، تشهد العلاقات الإماراتية الروسية تقاربًا كبيرًا، حيث قام ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان، بزيارة إلى موسكو الأحد 11 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، والتقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عقب بدء الضربات الجوية الروسية على سوريا بـ10 أيام، كما قدمت الإمارات مجموعة مشروعات استثمارية في الأراضي الروسية بقيمة 7 مليارات دولار.

وفيما يتعلق باليوم الوطني الإماراتي يُذكر، أنه في 2 ديسمبر/ كانون الأول سنة 1971م، عَقد حكام الإمارات الست اجتماعًا، وأعلنوا فيه قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، ورُفع علم دولة الإمارات العربية المتحدة لأول مرة في ذلك اليوم؛ إيذانًا بقيام الدولة الاتحادية ، وتُحيي سفارة الإمارات في أنقرة هذه المناسبة، وسط حضور الجاليات الإمارتية والعربية، ومسؤلين وموظفين في السفارة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!