ترك برس

أثار حادث الجندي الروسي الذي حمل على كتفه قاذفة صواريخ أرض جو بوضعية الإطلاق موجهة نحو مدينة إسطنبول، فوق سفينة حربية روسية، أثناء عبورها مضيق البوسفور، نهاية الأسبوع الماضي، مزيدًا من التوتر بين تركيا وروسيا، حيث اعتبرت أنقرة هذا التصرف، بأنه "عمل استفزازي ولا يمكن الترحيب به"، وأنه "ينتهك اتفاقية مونترو للمضائق".

وقال وزير النقل والمواصلات والملاحة البحرية التركي "بن علي يلدرم"، إن جميع السفن تمتلك حق المرور الآمن عبر المضيق، والجميع يمكنه استخدام ذلك الحق، لكن دون القيام بأي تصرف من شأنه إلحاق الضرر بتركيا"، مشيرًا أن بلاده "لن تفرض أي قيود على عبور السفن من المضائق طالما أنها تجري وفق قواعد المرور والاتفاقيات الدولية".

وأضاف يلدرم قائلًا: "ولكن بلا شك سيتم اتخاذ التدابير المطلوبة في حال وجود أي تهديد أو عنصر استفزاز واضح، كما أن لدى تركيا القدرة على إمكانية اتخاذ الإجراءات اللازمة، طالما وجدت استفزازات ومواقف تحرش واضحة".

من جهته، وصف وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، في مقابلة تلفزيونية مع إحدى القنوات التركية، يوم أمس الإثنين، حركة الجندي الروسي في مضيق البوسفور، بأنه "تصرف استفزازي"، مشيرًا أن "حدوث مثل هذا الأمر خلال هذه المرحلة، ليس محض صدفة".

وشدد وزير الخارجية التركي، على ضرورة أن تتخلى روسيا عن موقفها الحالي، قائلاً: "نحن قمنا بالمبادرات اللازمة، وكيفية عبور السفن الحربية من المضيق معروفة، وجرى تنظيم ذلك عبر اتفاقية مونترو، بالطبع هذه السفن لا تشكل لنا خطرًا، ولكن في المقابل لم تشكل تركيا أي خطر عليها حتى هذا اليوم، لذلك فإن عبور تلك السفينة بهذا الشكل، تصرف استفزازي ويجب التوقف عنه".

ولفت الوزير أن لبلاده حقوق يعترف بها القانون الدولي، ومنها اتفاقية "مونترو" المتعلقة بالمضائق، مستدركاً أن "بلاده تنتظر من روسيا أن تتصرف كدولة أكثر نضجًا"، وأنها تدعو السلطات الروسية للحوار لتجاوز الأزمة، معترًا أن "التوتر الحالي، ليس له فائدة لروسيا، وعلى ما يبدو أن هناك حالات انزعاج داخل روسيا نفسها وفي العالم كله".

وبموجب اتفاقية مونترو (غربي سويسرا)  الموقعة عام 1936، يسمح بمرور السفن الحربية لدول حوض البحر المتوسط من المضائق التركية دون قيود، بينما تضع الاتفاقية قيوداً على السفن الحربية من خارج تلك الدول، فيما يخص الحجم والوزن والشكل والحمولة وعدد السفن المارة من المضائق.

وعقب تصريحات جاويش أوغلو، استدعت الخارجية التركية، سفير روسيا لدى أنقرة، أندريه كارلوف، لبحث التصرف الاستفزازي الذي قام به الجندي الروسي خلال عبور السفينة الروسية مضيق البوسفور.

وفي سياق متصل، قال رئيس المجلس الإداري المؤسس في المجلس الدولي للجامعات، البروفيسور التركي "أورهان حكمت عزيز أوغلو"، إنه من حق تركيا إغلاق مضائقها على السفن الروسية، في حال دخل الطرفان في صراع، وذلك في معرض تقييمه لتوتر العلاقات بين روسيا وتركيا على خلفية إسقاط الأخيرة مقاتلة روسية انتهكت مجالها الجوي نهاية الشهر الماضي.

بدوره قال الكاتب الصحفي التركي، إسماعيل ياشا، إنه "ليس متوقعا في ظل الظروف الراهنة أن تقدم تركيا على إغلاق مضيقي البوسفور والدردنيل في وجه السفن الروسية بحجة أنها مهددة بحرب لأن مثل هذا القرار بحاجة إلى موافقة ثلثي أعضاء الأمم المتحدة، إلا أنها قد تلجأ إلى إعادة النظر في تسعير الخدمات المقدمة للسفن العابرة، مبينًا أن "هناك أوراق أخرى قد تستخدمها أنقرة ضد موسكو في حال تمادت هذه الأخيرة في سياساتها العدوانية تجاه تركيا، مثل حظر تصدير قطع غيار إلى روسيا، وعدم شراء القمح منها".

الجدير بالذكر أن جندي روسي حمل على كتفه قاذفة صواريخ أرض جو بوضعية الإطلاق باتجاه مدينة إسطنبول، فوق سفينة حربية روسية، أثناء عبورها مضيق البوسفور، قبل أن تكمل طريقها نحو بحر إيجه غربي تركيا، ومنها إلى البحر الأبيض المتوسط.

يأتي ذلك على خلفية توتر العلاقات بين موسكو وأنقرة، بعد إسقاط الأخيرة مقاتلة حربية روسية من طراز "سوخوي 24"، لانتهاكها مجالها الجوي عند الحدود مع سوريا، نهاية الشهر الماضي، وقد وجّهت المقاتلتان 10 تحذيرات للطائرة الروسية خلال 5 دقائق، بموجب قواعد الاشتباك المعتمدة دولياً، قبل أن تسقطانها، وهي الحادثة التي فرضت موسكو على إثرها، عقوبات اقتصادية على تركيا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!