ترك برس

أكد الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان، في تصريحاته الصحفية التي ألقاها من قطر، إبان زيارته الأخيرة التي تمت في 2 كانون الأول/ ديسمبر 2015، أن "القضية الفلسطينية تُعتبر أساس جميع القضايا التي تُعاني منها منطقة الشرق الأوسط اليوم، يجب على المجتمع الدولي إيجاد حلول عادلة لإخواننا الفلسطينيين الذين هُجروا من ديارهم وأصبحوا في عداد المهجرين "قسرًا".

ويضيف أردوغان أنه "بإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية سيحل السلام وستُحل جميع القضايا الأخرى في منطقة الشرق الأوسط، بسهولة ودون تعقيدات".

وفي شأن متصل، يروي الباحث السياسي "حسين ليك أوغلو"، الكاتب في جريدة يني شفق،  أنه "تمكن الأسبوع الماضي من زيارة فلسطين وبالتحديد قطاع غزة، ضمن وفد رئاسة الشؤون الدينية الذي اتجه لقطاع غزة بقيادة وكيل رئيس الشؤون الدينية "حسن كامل يلماز"، لحضور مراسم إعاد تشييد المساجد التي استهدفتها آلة الحرب "الإسرائيلية" خلال الحرب الأخيرة على غزة".

ويفيد ليك أوغلو أن الوفد انطلق من إسطنبول إلى "تل أبيب" يوم الثلاثاء الموافق 1 ديسمبر 2015، وبعد وصول الوفد إلى تل أبيب، اتجه إلى غزة مباشرة، حيث استقبل بحفاوة وترحيب شديدين".

ويؤكد أن انطباعه عن قطاع غزة كان محزنًا جدًا، إذ تأكد له بعد ذلك أن قطاع غزة بالفعل يعيش داخل سجن كبير، ولكن ما طمأن قلبه هو تأكيد الوفد الدبلوماسي المرافق لوفد رئاسة الشؤون الدينية وجود تحركات دبلوماسية نشطة بين تركيا و"إسرائيل" قاربت على الانتهاء بنتائج إيجابية.

وينقل الباحث عن الوفد الدبلوماسي المرافق قوله إن "تركيا تنظر إلى القضية الفلسطينية على أنها من أكثر القضايا عدلًا وأحقيةً، واليوم في ظل اللقاءات الدبلوماسية التي نقوم بها مع الجانب الإسرائيلي، تحتل بعض القضايا الخاصة بفلسطين مثل؛ قضية حصار غزة وقضية آبار الغاز الطبيعي الواقعة في المياه الإقليمية لغزة وقضية تنقل الفلسطينيين مابين قطاع غزة والضفة الغربية وقضية بناء ميناء غزة وغيرها من القضايا، سلم أولاوياتنا في المحادثات الجارية ولن نتخلى عن أي نقطة من هذه النقاط".

ويرى ليك أوغلو أن "الموقف التركي حيال القضية الفلسطينية على المستوى الشعبي مُتعاطف بشكل لا يوصف مع الشعب الفلسطيني الصابر، أما الموقف التركي على المستوى الحكومي فثابت ولن يتغير، لا يمكن إتمام أي علاقات جيدة مع إسرائيل إلا من خلال رفع الحصار عن غزة وتسهيل حركة انتقال الفلسطينيين مابين قطاع غزة والضفة الغربية والقدس".

واستشهد في تأكيده على ثبات الموقف التركي تجاه القضية الفلسطينية بتصريحات الوفد الدبلوماسي المرافق لهم في زيارتهم لغزة، إذ يبين ليك أوغلو أن الوفد كان مُرسلًا من قبل السفارة التركية في تل أبيب، وكان ضمن الوفد بعض دبلوماسيون على مستوى رفيع من العاملين في السفارة.

وفي وقت سابق، أشار رئيس الوزراء التركي "أحمد داود أوغلو"، في تصريحاته الصحفية من نيويورك خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/ سبتمبر الماضي، إلى أن "المنظور التركي إلى القضية الفلسطينية هو منظور ثابت ومتوج بمبدأ "عدالة القضية الفلسطينية"، مبدأنا ثابت ولا يمكن الحياد عنه، وعلى إسرائيل أن تبني علاقتها المتبادلة معنا على هذا الأساس، لأننا لن نتخلى إطلاقًا عن إخواننا الفلسطينيين مهما كان الثمن، إن أرادت إسرائيل بناء علاقات إيجابية معنا فلا مانع لدينا، ولكن يجب عليها أن تقبل شروطنا الخاصة بالقضية الفلسطينية".

وأكد داود أوغلو أن "تركيا ستستمر في دعم برنامج التنمية في غزة التي تعرضت "لحرب شرسة" في العام الماضي، وستدعم تركيا عضوية فلسطين في الأمم المتحدة، فهذا حق طبيعي وأساسي لفلسطين وشعبها".

وشدد رئيس الوزراء التركي على أهمية تضافر الجهود بين تركيا والدول العربية الأخرى لدعم القضية الفلسطينية وجعل شعبها يحقق مناله في نيل الحرية والعدالة والسيادة.

وأوضح أنه لا يمكن تغيير المنظور التركي تجاه القضية الفلسطينية مهما كانت الضغوط، فالقضية الفلسطينية هي أقدم قضية عالقة في منطقة الشرق الأوسط، وحان الوقت لإيجاد حلول مناسبة لها ولشعبها الذي ذاق الأمرين وعانى الكثير منذ عام 1948 وحتى الآن.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!