ترك برس

أضرمت عناصر حزب العمال الكردستاني "بي كي كي"، الإثنين الماضي 7 كانون الأول/ ديسمبر 2015، النيران في أحد الجوامع الأثرية القديمة في مدينة ديار بكر الواقعة في جنوب شرقي تركيا، وفتحت العناصر المعنية نيران أسلحتها الرشاشة اتجاه قوات الدفاع المدني القادمة لإطفاء الحريق، لتزيد من شعلة النيران التي طالت المسجد بشكل كامل وحولته إلى خرابة غير صالحة للاستخدام.

أحدثت واقعة حرق المسجد من قِبل عناصر حزب العمال الكردستاني "بي كي كي" صدى غضب عارم لدى المواطنين الأتراك الذين عبروا عن غضبهم باعتبار بي كي كي منظمة إرهابية تستهدف البشر والحجر بشكل إجرامي، وتحمل نفس القيم الإرهابية التي تحملها داعش التي حرقت البشر والحجر ودمرت المساجد التاريخية، وخاصة مسجد سيدنا يونس "عليه السلام"، عقب إحكام سيطرتها على الموصل.

ويرى الكاتب السياسي "تامر كورشونلو"، الكاتب السياسي في جريدة يني شفق، في مقاله "إخوة المنظمات الإرهابية"، أنه "لا فرق بين داعش وحزب العمال الكردستاني، فكلاهما يستهدف الحجر والبشر دون أي رحمة أو شفقة، داعش تستهدف الآثار التاريخية والمعابد الدينية في العراق وسوريا، وبي كي كي يستهدف الآثار التاريخية والمعابد الدينية في مدينة ديار بكر، وما واقعة حرق مسجد "كورشونلو" التاريخي في مدينة ديار بكر ببعيدة. داعش تقتل الأبرياء وتعدمهم بشكل إجرامي لم تعرف الإنسانية له وجهة، وبي كي كي تستهدف الأبرياء من الشباب والأطفال والشيوخ، وما حادثة اغتيال رئيس نقابة المحامين في مدينة ديار بكر "طاهر إلجي" ببعيد".

ويشير كورشونلو إلى أن "هذا المثال الأخير الذي يُثبت عداء البي بي كا الشديد للإسلام الحقيقي، مثل داعش التي تعادي الإسلام الحقيقي المُعتدل، وهذه الواقعة ليست بالجديدة على بي كي كي، فحادثة استهدافهم للمأذنة التاريخية "مأذنة الأربع أرجل التاريخية" في مدينة ديار بكر ما زالت طاذجة لم تُمحى من الأذهان بعد".

ويوضح كورشونلو أن "بي كي كي الذي يشترك بالقيم الإرهابية مع داعش وغيرها من المنظمات الإرهابية، لا يُمثل كافة المواطنين الأكراد كما يدعي، فهناك العديد من المواطنين الأكراد الذين يلعبون دورًا مهمًا في إدارة بعض المواقع المهمة في تركيا، مثل هكان فيدان رئيس جهاز الاستخبارات القومي، وجودت يلماز وزير التنمية، ومحمد شيمشيك وزير المالية السابق والمستشار الاقتصادي الحالي لرئيس الوزراء، وغيرهما الكثير من المسؤولين ذوي الأصول الكردية الذين سطروا أروع قصص النجاح في نقل تركيا نقلة نوعية".

وفي شأن متصل، تكشف قناة "إحسان" التركية عن توصلها إلى أحد اللقاءات الصحفية الخاصة برئيس بلدية ديار بكر الأسبق "مهدي ظانا" التي أجراها مع مجلة "تامبو" بتاريخ 15 آذار/ مارس 2007، وتنقل القناة، عن ظانا، قوله: "نحن أضعنا حقنا في الحصول على دولة قومية بعد قبولنا للإسلام قبل قرابة الستمائة عام، الدين الإسلامي أضاع الكثير من حقوقنا القومية تحت شعار "الوحدة الإسلامي"!!.

ومن جانبه، يؤكد الخبير في قضايا الإرهاب "علي نهاد أوزجان"، الكاتب السياسي في صحيفة ملييت، في مقاله "الانتخابات وبي كي كي"، أن "بي كي كي حركة "شيوعية" متشددة، لا تؤمن بالديمقراطية أو الدين، وتؤمن بالثورة المسلحة "الميكافيلية" التي تستهدف كل من يقف أمام أهدافها بأبشع "وأقذر" الأساليب، دون الرجوع إلى أي حس وجداني أو إنساني أو حقوقي".

ويضيف أوزجان "الميكافيلية التي تعني استخدام كافة الأساليب والوسائل من أجل الوصول إلى الغاية، تُعتبر الصفة العامة التي تتمتع بها كافة المنظمات الإرهابية بلا إستثناء، هذه الجماعات مثل "داعش وبي كي كي وأصالة وغيرهما" لا تعرف للإنسانية أو الوجدان سبيل، وللأسف، هناك دول ابتليت بداعش التي لا يوجد مثيل لها في الإرهاب، وتركيا ابتليت بي كي كي الذي يعود بقيمه الإرهابية إلى القيم "الداعشية" فلا فرق بين الاثنين في الوسيلة الإرهابية، بصرف النظر عن الشعارات التي يرفعها الطرفان".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!