ولاء خضير - خاص ترك برس

أحيت سفارة دولة قطر لدى جمهورية تركيا، يومها الوطني بحفل استقبال في أحد فنادق العاصمة أنقرة، وكان في استقبال الضيوف، سفير قطر لدى أنقرة سالم بن مبارك آل شافي، ودبلوماسيون من السفارة القطرية، والملحق العسكري القطري.

شمل الحفل عرضًا مرئيًا عن دولة قطر، منجزاتها وجوانب من الحياة الاجتماعية، والتراثية، والثقافة القطرية.

ومن جانبه، أعرب السفير القطري لدى أنقرة، سالم بن مبارك آل شافي عن "شعوره بالفخر وسعادة غامرة من الاحتفال بالعيد الوطني لبلاده، ولفت الأنظار إلى أهمية العلاقات التركية – القطرية، مؤكدا على كون تركيا حليف وشقيق هام بالنسبة لقطر.

وحضر الحفل نائب رئيس الوزراء التركي السيد نعمان كورتولموش، وكل من وزير العمل والشّؤون الاجتماعية التركية "فاروق تشيليك"، ووزير الطاقة التركي "علي رضا ألبويون"، ووزير البيئة والتخطيط العمراني "إدريس غوللوجه"، ووزير المالية التركي "محمد شيمشك"، مما يعكس الاهتمام والتعاون النوعيّ المشترك بين البلدين.

وحضر كذلك عدد من كبار المسؤولين المدنيين، والعسكريين الأتراك، ودبلوماسيين عرب وأجانب معتمدين لدى أنقرة، وعدد من البرلمانيين، وعدد كبير من رجال الأعمال، والإعلاميين.

ويذكر أن العلاقات بين البلدين تشهدا تطورا كبيرا، حيث سبق وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلغاء تأشيرات الدخول المتبادلة بين تركيا وقطر، خلال اجتماع اللجنة الإستراتيجية العليا، الذي جرى برئاسة مشتركة، مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في العاصمة "الدوحة"، عقب زيارة رسمية للرئيس أردوغان.

وأكد الرئيس أردوغان، أن العلاقات الاستراتيجية بين تركيا وقطر وصلت إلى مستوى عالٍ من التوطيد، وتشهد تطورا يوما بعد يوم، وبدأت تأخذ أبعادا كبيرة تفتح فرصا جديدة أمام البلدين.

وتتطابق الرؤى بين البلدين في مجالات كثيرة، وخصوصا فيما يتّصل بالقضايا الإقليمية، وامتلاكهما حلولاً مشتركة في القضايا الدولية التي تهمهما، مما يعكس مدى مستوى التقارب الذي وصلت إليه العلاقات بين البلدين.

ومع ازدياد عدد الدول العربية المشغولة في التعامل مع الاضطرابات السياسية الداخلية، ومع صعود المنظمات "الإرهابية"، وتشكيل تحالفات ضد المنطقة، تبرز تركيا وقطر باعتبارهما الجهتين الفاعلتين الأكثر انشغالاً بالسياسة الخارجية في المنطقة، وكلا الدولتين تواجهان قيودًا ثقيلة لتحجيم طموحاتهما في السياسة الخارجية.

وقد تطورت العلاقات بين تركيا وقطر بشكل كبير في السنوات الأخيرة، حيث وجدت الدولتان أنّهما تقفان بنفس الجانب إزاء القضايا والملفات السياسية الملتهبة في المنطقة، أهمها الموقف من الأزمة السورية، وإزاء الانقلاب الحاصل في مصر، فقد كانت تركيا أكثر مُنتقدي الانقلاب المصري الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي، في حين كانت قطر الدولة الخليجية الوحيدة التي صرّحت بموقفها ضدّه.

وخلال العدوان الإسرائيلي على غزة، أظهرت تركيا وقطر الدّعم الأكبر على الإطلاق للفلسطينيين في غزّة، الذين كانوا عُرضة للصواريخ الإسرائيلية.

أما على المستوى الاقتصادي، فمنذ عام 2005 تنشط الشركات التركية، وخاصة في قطاع البناء والتشييد في قطر. وقد استطاعت الشركات التركية الفوز بـ 119 مشروعًا بقيمة 15,1 مليار دولار أمريكي، حيث بلغ حجم التجارة الثنائية بين البلدين حوالي مليار و13 مليون دولار في عام 2014، عدا عن توقيعها اتفاقيات مشتركة بين البلدين.

وكما أن العلاقات الثقافية أيضًا بدورها في ازدياد مستمر، فالبلدان يحتفلان هذا العام 2015 كعام للثقافة بين تركيا وقطر.

وينتظر أن تشهد الفترة القادمة، الشروع في إنجاز القرية التركية بالدوحة، بعد أن قام كل من أمير قطر، والرئيس أردوغان، بوضع حجر الأساس لهذه القرية، والتي ستمثل مدينة إسطنبول بصورة مصغرة.

وكما ازداد اهتمام القطريون بتركيا، وزاد اقبالهم على تعلم اللغة التركية، وتم افتتاح المركز الثقافي التركي بالدوحة، علاوة على الانتشار الواسع للمسلسلات التركية في قطر.

ويلعب قطاع السياحة دورًا مميزًا في العلاقات بين البلدين، فقد بلغ عدد القطريين الذين زاروا تركيا في إطار جولات سياحية العام الماضي نحو 18 ألف قطري، في حين لم يكن هذا الرقم يتعدى 1400 زائر في عام 2002.

وفي الجانب العسكري، وقع الجانبان اتفاقية للتعاون في مجال الدفاع، تتيح للجانبين تبادل نشر قوات مشتركة بين البلدين، كما وقع البلدان اتفاقيات تعاون في مجال التدريب العسكري، ومذكرة تفاهم في مجال الصناعات الدفاعية.

وشهدت الدوحة مؤخرا إقامة تدريبات مشتركة لقوات البلدين، كما استضافت الدوحة معرض الصناعات الدفاعية والتكنولوجيا المتقدمة، الذي يقام لأول مرة خارج تركيا، وهو ما يمثل مرحلة جديدة يبدأها البلدان في مجال التعاون العسكري.

 

واليوم الوطني في قطر، هو ذكرى توحيد وإستقلال دولة قطر، ويجري الإحتفال به في يوم 18 كانون الأول/ ديسمبر من كل عام، وهو اليوم الذي الذي تخلد فيه قطر ذكرى تأسيس دولتها في 18 ديسمبر من العام 1878م.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!