ترك برس

تناول رئيس الوزراء التركي "أحمد داود أوغلو" خلال عودته من اجتماع بروكسل، الذي شارك فيه تلبية لدعوة عدد من الدول الأوربية، تصريحات بوتين الأخيرة التي أدلى بها في المؤتمر الصحفي السنوي، قائلا: لا نأخذ تصريحاته على محمل الجد.

ووصف "داود أوغلو" تصرف بوتين وردود أفعاله بالصبيانية، إذ قال: هل كان بوتين سيدلي بالتصريحات التي تكتسف فجأة أن تركيا تتبع سياسة أسلمة البلاد، وتذكّر بأنها ذات علاقة وطيدة مع الولايات المتحدة الأمريكية، قبل شهر من الآن؟ نحن لا نأخذ أيا من تصريحات بوتين في هذا الشأن على محمل الجد، وخصوصا أن هذه التصريحات قبل شهر من الآن لم تكن موجودة، وفجأة إثر حادثة ما ظهرت، وليس هذا فقط، إن تصريحات جاءت بطريقة صبيانية، كل هذه الأمور مجتمعة تجعلنا ألا نأخذ كلامه على محمل الجد، فهذا أسلوب الانقلابيين، وهذا ما يفعله بوتين الآن.

وأشار داود أوغلو إلى أن العالم بأسره يستمع إلى تصريحات الرئيس الروسي بشيء من الاستهزاء والسخرية، وفي هذا السياق قال: عندما استهدف بوتين عائلة الرئيس التركي "أردوغان" بشكل مباشر، لاستغلالها في هذه الأزمة، قلت حينها: إن هذه العقلية هي عقلية الدعاية السوفيتية، أرى في بوتين عقلية سوفيتية تتحدث باسم روسيا، يبدو أنه مازال يعيش في زمن الاستخبارات السوفيتية، التي أفلت منذ أمد بعيد، كل العالم يستمع إلى تصريحات بوتين بشيء من الابتسامة والاستهزاء، لأن تصريحاته لا تتواءم مع الروح العصرية، أنا أيضا عندما أستمع إليه أكتفي بالابتسامة، لأنني أعتبر أن اتخاذ كلامه على محمل الجد فيه إهانة للفكر، والمنطق.

وفي سياق مختلف وصف علاقات تركيا مع الاتحاد الأوربي بأنها على أفضل حال قائلا: إن العلاقات مع الاتحاد الأوربي أفضل بكثير من المناخ والإقليم السياسي، فقد استطاعت هذه العلاقة أن تكتسب لأول مرة منهجية ونظاما، من خلال الاجتماعات التي نظّمت، وخصوصا منذ 29 تشرين الثاني/ نوفمبر اكتسبت علاقة تركيا مع الاتحاد الأوربي أكثر جدية، ومنهجية، وبدأت تؤتي ثمارها أكثر من أي وقت سابق.

ومن جانب آخر فنّد "داود أوغلو" الأخبار التي ظهرت بحق نائب الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، والتي تدّعي بأنه طالب الحكومة التركية بسحب قواتها العسكرية من شمال العراق، حيث قال: تواصلت مع بايدن مرتين، وخلال اتصالي معه لم يذكر لي ضرورة سحب تركيا لقواتها العسكرية من العراق، ما قاله لي: هو أنه علينا ان نحل الامر بالتواصل والتنسيق مع الحكومة العراقية، ولكن في الوقت نفسه هناك حقيقة مفادها أن أمن حدود تركيا مرتبط بالحدود من الخارج، والدول التي نخاطبها مثل العراق وسوريا، فهي دول غير قادرة على حماية حدودها.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!