أحمد رمضان - خاص ترك برس

القمة السعودية التركية التي جمعتْ الملكَ سلمانَ بن عبد العزيز والرئيسَ رجب طيب أردوغان تشكلُ علامة فاصلة في تاريخ العلاقة بين البلدين؛ وتتزامنُ مع أحداثٍ جسام تشهدها المنطقةُ العربية. ما يهمُّنا في هذا التوقيت؛ أمران اثنان: اجتماعُ أكبر دولتين في الشرق في مواجهة خطرِ إيران الداهم، وقد زرعتْ المنطقة فوضى وأزماتٍ مذهبيةً وطائفية، واتفاقُ الرياض وأنقرة على دعم الشعب السوري إلى أن يتخلَّصَ من سفاحهِ وما جلَبَه من احتلالٍ واستعمارٍ أجنبي.

لم تتأخر طهرانُ في الردِّ، فاستدعتْ أحدَ أدواتها في بغداد ليعقدَ مؤتمراً صحفياً يُعيدُ فيه إنتاجَ أزمة القوة التركية الموجودة في محيط الموصل لغرضِ التشويشِ على القمة، فيما صعَّدت روسيا من عدوانها على السوريين لتسريع تغيير طال انتظارُه في الميدان، وصرَّحتْ موسكو بأنَّ على أنقرة البحث عن حلٍّ سياسي للمسألة الكردية، وهو محاولة عبثٍ بشأنٍ داخلي.

إذن، ثمَّة ردٌّ فوري؛ إيراني روسي؛ على تثبيت دعائمِ محورِ التعاون السياسي والاقتصادي والاستراتيجي بين السعودية وتركيا، وستكونُ سورية في الأيام والأسابيع المقبلة عنواناً للمبارزة بين محورٍ يريدُ الخلاصَ للشعب السوري، ومحور يعتبر هدرَ دمِ السوريين وسيلة لتحقيق مكاسب ومصالح خاصة.

لنرتقبْ قابلَ الأيام، فصراع المحاور سيكونُ أكثر عنفاً ووضوحاً، مع توجه روسي لاستخدام أدوات أكثر خطورة؛ عسكرية واقتصادية؛ قد لا يكون بعيداً عنها توسيع دائرة التدخل العسكري في اليمن والعراق.

عن الكاتب

أحمد رمضان

رئيس حركة العمل الوطني من أجل سوريا


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس