عبد الله مراد أوغلو - صحيفة يني شفق - ترجمة وتحرير ترك برس

من الواضح أنّ إعدام المملكة العربية السعودية لرجل الدين الشيعي آية الله نمر النمر، سيقود المنطقة ودول الخليج على وجه الخصوص نحو زيادة حدة الصراع الطائفي، حيث اعتقل الشيخ نمر عام 2012، وحُكم عليه بالإعدام عام 2014، وقد أقرت المحكمة العليا السعودية قرار الإعدام نهاية شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، لكنهم كانوا ينتظرون تصديق الحُكم من قبل الملك سلمان بن عبد العزيز.

لم يكن من المتوقع أنْ يتم تنفيذ حُكم الإعدام لرجل ديني مشهور في الوسط الشيعي، خصوصا في هذا التوقيت، لكن تنفيذ القرار يعني أنّ ملك السعودية عازم على الاستمرار في مواجهة التطورات التي تحصل في المنطقة، والتبعات التي ستتبع اتخاذه لهذا القرار.

ومن الملفت للانتباه أنّ تنفيذ قرار إعدام الشيخ نمر، جاء بعد إعلان السعودية عن تشكيل "تحالف إسلامي ضد الإرهاب"، يضم 34 دولة، وتقوده السعودية، ومن المعلوم أنّ إيران والعراق وسوريا خارج هذا الحلف.

وقد كان لإعدام الشيخ نمر، ردود فعل واسعة في الوسط الشيعي، ليس فقط في إيران والعراق ولبنان، وإنما في وسط الشيعة المتواجدين في السعودية والبحرين والكويت والإمارات العربية المتحدة وكذلك اليمن، ولا شك أنّ هذا الإجراء سيقود التوتر بين السعودية وإيران إلى أعلى مستوى، لكن هذا تصعيد هذا التوتر لن يبقى حكرا على السعودية وإيران فقط، فمن المتوقع أنْ يؤثر هذا الصدام على أنظمة الخليج الأخرى وعلى رأسها البحرين، وقد أعدمت إيران 27 سنيا ناشطا ضد النظام الإيراني قبل حصول الإعدامات في السعودية.

إعدام النمر ليست مسألة عابرة، لأن النزاعات الطائفية في العراق وسوريا واليمن، ستشتعل، وسيكون لهذا الإعدام تبعات وخيمة، وليس من السهل تصوّر كيف ستنعكس هذه الحادثة على المنطقة، وعلى الدور الروسي والأمريكي فيها، لكن المؤكد هو أنّ المنطقة ستواجه نيران هذه المسألة.

وأصبح من الصعب إنهاء النزاعات الطائفية في سوريا والعراق واليمن خلال المدى القريب، وما يجري الآن سينقل الحقد والكراهية بين السنة والشيعة على المدى البعيد، وأنْ نترك هذا الميراث للأجيال القادمة، هو شيء مخجل بحق التاريخ الإسلامي.

اجتمع علماء سنة وشيعة قبل عدة أيام فقط، وعقدوا مؤتمرا في طهران بعنوان "المؤتمر العالمي للوحدة"، وقد شارك في المؤتمر رئيس الشؤون الدينية التركية البروفيسور محمد غورماز، وألقى خطابا مؤثرا، وانتقل البروفيسور بعدها إلى المملكة العربية السعودية، واجتمع مع نظرائه هناك، وطالب بضرورة إنقاذ الأمة الإسلامية من وحل النزاع الطائفي، والعنف والإرهاب، لكن قرار إعدام الشيخ نمر جعل هذه المطالب تذهب أدراج الرياح.

ومختصر الكلام، إذا تركت الأطراف الأمور تتجه لوحدها دون سيطرة عليها، فإنّ المنطقة ستكون على أبواب فوضى عارمة، ولن يكون لهذه الفوضى أي فوائد للعالم الإسلامي.

عن الكاتب

عبد الله مراد أوغلو

كاتب في صحيفة يني شفق


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس