
جلال سلمي - خاص ترك برس
وصفت القيادة التركية، على لسان نائب رئيس الوزراء "يالجين أق دوغان"، الدعم الذي تقدمه الولايات المُتحدة الأمريكية لحزب الاتحاد الديمقراطي، بالدعم غير المشروع، مسندةً ذلك إلى كون حزب الاتحاد الديمقراطي منظمة إرهابية تتعارض تحركاته مع المصالح العامة للمنطقة.
وانتقد الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" دعم الولايات المتحدة لحزب الاتحاد الديمقراطي بلغة حادة، مخيرًا الولايات المتحدة الأمريكية بين التعاون مع تركيا أو حزب الاتحاد الديمقراطي الإرهابي.
وبهذا الصدد، قال عضو المكتب السياسي في حزب العدالة والتنمية "ياسين أقطاي" إن دعم الولايات المتحدة الأمريكية لحزب الاتحاد الديمقراطي لوجستيًا وإعلاميًا يُوضح الازدواجية في المعايير التي تتعامل بها الولايات المتحدة، والأساس البراغماتي المكيافيلي الذي تتمتع به بعيدًا عن مبادئ الإنسانية والديمقراطية التي تتغنى بها ليل نهار.
وفي هذا السياق، يؤكد ياسين أقطاي، في مقاله "إمكانية التحالف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة الأمريكية"، المنشور عبر صحيفة "يني شفق"، بتاريخ 22 شباط/ فبراير 2016، أن حالة التضارب المبدئي التي تشهدها الولايات المتحدة الأمريكية في قضية التعاطي مع حزب الاتحاد الديمقراطي وإصرارها على عدم الاعتراف به كحزب إرهابي، بل ومنحه خدمة الدعاية السياسية الإعلامية، تُظهر مدى انعدام الثقة في إمكانية التحرك الاستراتيجي مع الولايات المُتحدة الأمريكية كحليف استراتيجي، مشيرًا إلى أن تغيير الولايات المُتحدة الأمريكية للمبادئ التي تدعي دفاعها عنها، من أجل دعم حزب إرهابي أفعاله الإرهابية ظاهرة للعيان، يُبدي عدم جدية القرار الأمريكي في إبداء الولاء للتحالفات الاستراتيجية التي تجمع بين الولايات المُتحدة وغيرها من الدول الأخرى.
وأشار أقطاي إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية شددت منذ عام 2011، على ضرورة تنحي الأسد والقضاء على نظامه بشكل كامل، وهذا ما جعل القيادة التركية تتأمل الخير في إمكانية التعاون العسكري الاستراتيجي بينها وبين أمريكا لتحقيق عملية حسم عسكري للقضية السورية، ولكن تبين للقيادة التركية، بعد الدعم الصريح الذي قدمته أمريكا لحزب الاتحاد الديمقراطي، أنها أمام دولة تعاني من إفلاس في المبادئ و"وضاعة" واضحة في مسألة الحفاظ على التحالفات الاستراتيجية المتوافق عليها بينها وبين دول أخرى، منوّهًا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية التي تشدقت بدعمها لثورات الربيع العربي، كان أولى المنقلبين عليها في مصر والآن في سورية، لا سيما في ظل معرفتها التامة عن نوعية العلاقة الرابطة بين حزب الاتحاد الديمقراطي ونظام الأسد اللذان يحاربان جنبًا إلى جنب ضد الشعب السوري الأعزل.
وفي مقاله المنشور على الصفحة الإلكترونية لصحيفة "أقشام" تحت عنوان "من الحليف الاستراتيجي لحزبي الاتحاد الديمقراطي والعمال الكردستاني الإرهابيين؟، 22 فبراير 2016، ألمح الخبير في السياسة الخارجية التركية "أفق أولوطاش" إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية مارست المراوغة والتدليس مع جميع دول وشعوب العالم، وخاصة الشعب السوري الذي دغدغت عواطفه في أكثر من مرة، من خلال إعلانها عن نيتها التدخل في سورية، ولكن في كل مرة كانت تعلن ذلك، كانت تُلغي خطة تدخلها ما إن تحصل على ما تريده من النظام السوري، مدللًا على ذلك، بإعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن احتمالية تدخلها العسكري عام 2013، ولكن عندما أعلن النظام السوري استعداده لتسليم السلاح الكيميائي، ألغت تدخلها مبديةً حججًا واهية، والحقيقة هي أنها دمرت آخر خطر كان يُشكل تهديد على إسرائيل.
وانتقد أولوطاش حجم الثقة التي أظهرتها تركيا لأمريكا ولإمكانية التحرك الاستراتيجي المشترك في سورية، مبينًا أن تركيا تأخرت في التحامل على الولايات المتحدة الأمريكية إعلاميًا ودبلوماسيًا، إذ كان يجب على تركيا إبداء الانتقاد اللاذع للولايات المتحدة، منذ إبداء الأخيرة أول تحرك مغلف بالمراوغة، وبالتالي اتباع الخطوات التي تحاول اتباعها اليوم.
ومن جانبه، ذكر الباحث السياسي "يلديراي أوغور"، الكاتب السياسي في صحيفة "تركيا"، من خلال مقاله المدرج تحت عنوان "ماذا تعني تركيا بالنسبة لكم؟"، والمنشور بتاريخ 22 فبراير 2016، أن صحف التاريخ مليئة بخذلان الولايات المتحدة لتركيا، ولكن تركيا حاولت جاهدةً الاتكاء على الولايات المتحدة الأمريكية، لإيجاد نقطة توافق استراتيجي مشتركة فيما بينهما، لفروغ الساحة من الحلفاء الذين كان يمكن لها التحالف معهم لإجراء عمليات التدخل، مؤكدًا أنه لولا تولي الملك سلمان سدة الحكم وتمتعه ببصيرة استراتيجية تفوق من سبقه، لما وجدت تركيا حليفا عسكريا في هذه الحقبة الزمنية الحالكة التي تمر بها.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!