محمد حامد - خاص ترك برس

رأى محللون إسرائيليون أن الهجوم الإرهابي الذي وقع أمس في إسطنبول قد يسهم في تطبيع العلاقات بين البلدين، وأن زيارة مساعد وزير الخارجية الإسرائيلي دوري جولد اليوم إلى إسطنبول فرصة لإنهاء الأزمة بين البلدين، لكنها وجهت في الوقت نفسه انتقاداتها إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وحملته مسؤولية الإرهاب الذي ضرب تركيا.

وفي صحيفة يديعوت أحرونوت رأى المحلل العسكري رون بن يشاي أنه بالنسبة لإسرائيل فإن حادث الأمس قد يكون مثل الفرج بعد الشدة، فقد أمر نتنياهو مساعد وزير الخارجية دوري جولد بقطع زيارته للولايات المتحدة لحضور مؤتمر اللوبي اليهودي والتوجه فورا إلى تركيا في زيارة سيلتقي خلالها نائب وزير الخارجية التركية فريدون سينيرلي أوغلو.

ولفت بن يشاي إلى أنه يمكن أن نستنتج من تصريحات نتنياهو حول الحادث أن التعاون الأمني والاستخباراتي بين البلدين لا يزال يجري بشكل جيد في هذا الوقت، وأن زيارة جولد إلى إسطنبول لم تكن ضرورية لتوضيح ملابسات الهجوم، والحصول على معلومات استخباراتية، والاطمئنان على الجرحى الإسرائيليين.

وأضاف بن يشاي أن من المرجح أن تستغل هذه الزيارة الرسمية فرصة لإنهاء المفاوضات بين البلدين حول التسوية بشكل إيجابي، بحيث يسمح بتبادل السفراء وتطبيع العلاقات.

ونوه المحلل الإسرائيلي إلى أن إسرائيل ستسعى إلى استغلال الحساسية التي تشعر بها تركيا، منذ أيام الدولة العثمانية، تجاه أمن الأجانب على أراضيها، في التغلب على عناد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مفاوضات المصالحة بين البلدين.

وفي الاتجاه نفسه رأى بوعاز بوسموت محلل شؤون الشرق الأوسط في صحيفة يسرائيل هايوم أن "إسرائيل وتركيا في خندق واحد في محاربة الإرهاب، وأن تفجير الأمس سيعجل بالتقارب بين أتقرة وتل أبيب، وذلك على الرغم من أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يصنع الموت للإسرائيليين، ويشن حملة من الاتهامات ضدها منذ عام 2009".

واتهم المحلل الإسرائيلي الرئيس أردوغان بتبني سياسة مترددة تجاه داعش أو الدولة الكردية المستقلة ما أدى إلى الوضع الحالي في تركيا، وزعم أن "تركيا تدفع ثمن اللعبة المزدوجة التي تلعبها، فهي من ناحية عضو في حلف الناتو، ومن ناحية ثانية تستغل داعش من أجل إضعاف الأكراد، والنتيجة أن فتحت جبهة الاثنين ضدها."

وفي سياق استغلال الحادث لتوجيه الاتهامات إلى أردوغان، وعلى المعزوفة نفسها، كتب بن كاسبيت في الصحيفة نفسها التي تعد بوقا لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، إن حادث الأمس فصل مؤلم في الأزمة التي تتعرض لها تركيا بسبب أردوغان.

وأضاف بن كسبيت إن أردوغان كرس معظم وقته لنزع الألغام في الداخل والخارج، فقد تسبب في أزمة مع مصر بسبب تأييده لحركة حماس، ولم يتعاف من الأزمة مع إسرائيل لأسباب مماثلة فضلا عن غرس الشعور بكراهية إسرائيل في نفوس الأتراك.

ومن زاوية أخرى كتب تسفي برئيل في صحيفة هآرتس أن هجوم إسطنبول موجه جيدا لضرب الاقتصاد التركي الذي تمثل السياحة 4.5% من الناتج القومي له. وأضاف أنه بعد إسقاط الطائرة الروسية في نوفمبر تشرين  الاضي انخفضت عدد السياح الروس بنسبة 81%، وانخفضت الدعوات السياحية في الصيف المقبل إلى أكثر من 40%.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!