إسماعيل ياشا – صحيفة ديريليش بوستا – ترجمة وتحرير ترك برس

بات التحذير الذي نشرته السفارة الأمريكية على صفحتها في وسائل التواصل الاجتماعي بشأن هجمات إرهابية مرتقبة في تركيا حديث الشارع والناس بعد تفجير انقرة الأخير، فهل كان الأمريكان يعلمون بأمر الهجوم؟ أم أنهم يحاولون خلق أزمة بين الحكومة والمخابرات التركية من جهة والشعب من جهة أخرى؟ فهل حقا تريد واشنطن إغراق انقرة بدوامة تجبرها على ترك التدخل في الساحة السورية؟ لماذا والى الان ورغم التعاون المشترك القائم مع أمريكا ما تزال أمريكا مصرة على عدم اعتبار حزب الاتحاد الديمقراطي تنظيما إرهابيا؟ فحسب ما يقول الخبراء فان مقر حزب العمال الكردستاني انتقل من العراق إلى مناطق نفوذه في الشمال السوري، وان على تركيا ضرب تلك البؤر كما ضربتها من قبل في العراق.

في الوقت الذي نعاني فيه من تهديد الكيان السرطاني القائم جنوبي البلاد نرى أمريكا ما زالت مصرة على دعم ذلك الكيان بحجة محاربة داعش قائلة "إن حزب الاتحاد الديمقراطي يحارب إلى جانبنا تنظيم داعش". فأمريكا لا تهتم بمن قتلهم هذا التنظيم الإرهابي المجرم وإنما ينحصر اهتمامها بمصالحها الخاصة، وهذا الأمر لم يقتصر على القضية التركية بل هو أمر شائع في السياسات الأمريكية، ولكم هذا المثال أيضا:

تقوم أمريكا بدعم الحشد الشعبي الشيعي رغم كل الجرائم والمجازر المنظمة والمصورة التي يقوم بها، فباسم محاربة هذا الحشد الشعبي لداعش تتغاضى أمريكا عن كل تلك الجرائم، ورغم اعتراف دول العالم واستنكارها لجرائم القتل والتمثيل المصورة والمنتشرة على الانترنت والمسجلة في تحقيقات مؤسسات الأمم المتحدة إلا أن أمريكا ما تزال تدعمهم في حربهم ضد داعش الوجه الآخر لذلك الإجرام.

لم تكن تلك الكلمات دعاوى باطلة تُقال في حق الحشد الشعبي بل هي حقائق موثقة، ففي زيارة للقنصل الأمريكي العام في البصرة لمستشفى الصدر التعليمي، قام بتقديم الهدايا للمصابين وتمنى لهم الشفاء العجل، كما واثنا عليهم في بسالتهم وشجاعتهم بقتال تنظيم داعش قائلا " ان الشعب الأمريكي والشعب الإيراني يفخرون بكم". وتأتي تلك الكلمات باللغة العربية الفُصحى الخارجة من فم ذلك القنصل لتعبر عن الموقف الحقيقي للولايات المتحدة الأمريكية، فهم يدعمون الحشد الشعبي بشكل كامل ويرشون مُزيل الروائح عليهم ببعض النقد الذي ينشرونه في الأوساط الإعلامية، كما ويأتي أيضا كرسالة واضحة في إطار الحديث المنتشر عن اعتبار حزب الله اللبناني تنظيما إرهابيا في لوائح القمة العربية.

مع صداقة كالصداقة الأمريكية لم نعد بحاجة لما قد يُعرف بالعدو والعداء!

عن الكاتب

إسماعيل ياشا

كاتب تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس