أمين بازارجي – صحيفة أكشام - ترجمة وتحرير ترك برس

إنه أمر لا يصدق ولكن لنفكر أنه يمكن الحدوث للحظة واحدة. لو تعاونت تركيا مع المنظمة الإرهابية المدعوة داعش...

لو تركنا جانبًا العمليات الإرهابية التي جرت، وجلسنا معها وأجرينا مفاوضات. وأقمنا تحالفات مؤقتة أو دائمة معها. وأرسلنا السلاح، وقدمنا الدعم المادي. وطلبنا منها أن تكون أولويتها بالكامل لمحاربة حزب العمال الكردستاني من أجلنا. وناقشنا موضوع أن كلا من حزب الاتحاد الديمقراطي وحزب العمال الكردستاني وجهان لعملة واحدة. وأعلنا أن الاتفاق مع داعش كان قوياً من أجل محاربة حزب العمال الكردستاني...

أعرف ما ستقولونه "لا تكن سخيفاً". حتى أنني كتبت في البداية، أنه باعتقادي أمر مستحيل وغير وارد أبدًا.

ولكن عندما تنفذ البقية فإنها ممكنة!

وهو ما تقوم به أمريكا تمامًا لسنوات!

وفيما يتعلق بالفئات التي ستصدر رد الفعل الأكبر تجاه الأسطر التي كتبتها آنفاً فإن أي صوت لن يصدر سواء منا أو من العالم. في حين ينظر إلى تعاون الولايات المتحدة الأمريكية وكأنه أمر "طبيعي جدًا". أي أننا وجهًا لوجه مع هذه المعايير المزدوجة الغريبة.

فهمتم لماذا تحدثت عن ذلك...

بالنسبة إلى الاتفاق الأمريكي مع حزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا، علاوة عن أنها تفعل ذلك علانية، فإنها لا ترفضه ولا تنكره. كما توجد صور تتعلق بتقديمها السلاح لهذا التنظيم. ولكنهم يقولون لأنفسهم ويعيدون مرارًا وتكرارًا أنهم بحاجة للتعاون مع حزب الاتحاد الديمقراطي "كشريك قوي" في محاربة داعش. وبعبارة أخرى أنهم ضد التنظيم الإرهابي الذي يهددهم، ولكن بإمكانهم توظيف تنظيم إرهابي آخر لخدمة مصالحهم.

بالإضافة إلى أنهم في تناقض تام. فهم من ناحية يقولون أن حزب العمال الكردستاني "تنظيم إرهابي"، ومن الناحية الأخرى يدخلون يدًا بيد مع حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يعمل باتجاه الأهداف نفسها مع حزب العمال الكردستاني. وعندما تسألون "لماذا هذا؟" يقدمون جوابًا كنوع من السخرية:

- بإن حزب الاتحاد الديمقراطي وحزب العمال الكردستاني ليسا الأمر ذاته.

وفي الواقع هم أكثر العارفين بأن كلاهما نفس الشيء! وعلى الرغم من الوثائق التي وضعتها تركيا أمامهم وتصريحات مسعود بارزاني "بأنهما الشيء ذاته"، فإنهم يعارضون مجموعة إرهابية في حين يعملون معًا مع مجموعة إرهابية أخرى. لأن مشكلة هؤلاء ليست مع الإرهاب والإرهابيين، بل هل هم هدفًا لأولئك أم لا! وهكذا ينظرون إلى مفهوم "الديمقراطية" و"حقوق الإنسان".

هل أوروبا مختلفة أكثر؟

بالطبع ليست كذلك. لأن منظمات مثل حزب الاتحاد الديمقراطي وحزب التحرر الشعبي الثوري - جبهة، تحتشد في الدول الأوروبية، وتحميها وتدافع عنها باستمرار.

لأنهم لا ينزعجون من الإرهاب والإرهابيين، بل من ضرب هؤلاء لهم. حيث يوجد خلل أخلاقي وانعدام جدي في المعايير لدى الغرب. وهو ليس بالأمر الجديد، بل إننا نعرفه.

ولكن إياكم والاعتقاد بأنني أجده غريبًا وأصبت بخيبة أمل. لأن العنصر الأساسي الغريب وغير المفهوم، هو تصرفات "العقليات الغربية" الموجودة لدينا! لأنهم يبدون كالمسحورين باستمرار بتحركات هؤلاء في سلوكهم! لأن "الخل أحلى من العسل، ومهما فعل الغرب فهو محق"، وإبدائهم تصرفات في حالة من المزاجية!

ويضحكون مثل طيور أبو منجل التي انقرض أعداد منها ولكن ليست بالكبيرة لحسن الحظ.

من هؤلاء؟

إن منتسبي الكيان الموازي، هو الماركسيون القدماء الذين فقدوا قبلتهم عقب انهيار الاتحاد السوفيتي، والباحثين عن أسياد جدد لأنفسهم بدلًا من موسكو. وأعداء الدولة من قنديل ومن هم في إدارتها. إضافة إلى بعض القديسين الذين نشأوا مع الثقافة الغربية. كما أظهروا موقفًا مشابهًا في موضوع رضا ضراب. حيث بدأوا بالصياح بعد القبض عليه قائلين "ها هو ذا هل رأيتموه، لقد اعتقلوه". إذن ما هي تهمته؟ في السابق، كانت خرق الحظر الأمريكي على إيران الغير مطبق اليوم! كما لا يوجد قرار قد اتخذ مباشرة من الأمم المتحدة بهذا الخصوص. حيث قالت أمريكا "أنه ضروري لمصالحها الخاصة" وطبقت الحظر.

حسناً ما علاقتي بالأمر؟ فالحظر ليس حظراً علي! هل الجمهورية التركية دولة مستقلة أقيمت على مبدأ "عدم القبول بالحماية والانتداب" التي أكدت عليها قرارات مؤتمر سيواس وأرضروم، أم أنها ولاية أمريكية؟

يا الله امنحهم حب الوطن قليلًا، وارزقهم العقل السليم.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس