إمين بزارجي - صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

منذ بداية الازمة السورية وتركيا تلعب دورها المساعد والداعم للثورة السورية، وفي سياق هذه التحركات التركية كانت انقرة وما زالت تُعلم الغرب بالأخطار التي تنجم عن تصرفات وحدات حماية الشعب الكردي الذراع السوري لحزب العمال الكردستاني، فتصرفات هذه الوحدات تنبع من قومية كردية في بعض الأحيان ما يدفعها الى تطهير وتهجير اهل البلاد الأصليين في عمليات تطهير عرقي واسعة من اجل تغيير ديمغرافيا البلاد في إطار خطط موضوعة سابقا لدى هذه الوحدات.

وبعد تحذيرات تركيا المتواصلة للغرب وللولايات المتحدة الامريكية جاءت تحذيرات هذه الدول للوحدات الكردية على النحو التالي:

1-نحن نسعى الى تركيا موحدة دون تفرقة عرقية او دينية.

2-نحن لن ندعم أي جهود قد تؤدي الى تطهير عرقي هنا او هنالك.

3-على المُهجرين العرب والتركمان العودة الى منازلهم التي هُجّروا منها بعد ان تصبح امنة.

كل هذه المعلومات وأكثر كان مصدرها مراكز البحث في انقرة التي تطلع وبشكل دوري التحالف الدولي الذي يحارب داعش بكل التفاصيل الجديدة، وفي رد التحالف الدولي وعلى راسها أمريكا على هذه الجهود من انقرة شكر الدبلوماسيين والسياسيين والقادة العساكر في التحالف انقرة على جهودها العظيمة وكان اخر هذا الامتنان ما صرح به ممثل التحالف البارحة في امتنانه وشكره لجهود تركيا الكبيرة في محاربة داعش. في المقابل فان تركيا تريد حرب واسعة النطاق على داعش تحدث أثر حقيقي تدفع داعش للتراجع والانحصار ثم القضاء عليه، لا جهود وعمليات محدودة كالتي يعمل عليها التحالف الدولي، كذلك فان انقرة تريد من التحالف الدولي ان يتفهم حرب انقرة على الإرهاب وبالذات حزب العمال الكردستاني.

بعد كل هذا التعاون والتنسيق المشترك بين انقرة والتحالف الدولي فان عمليات عسكرية لا محدودة بدأت من القواعد العسكرية التركية، وستكون هذه الضربات واسعة ومستمرة حتى تؤتي اكلها، وسيكون هنالك زيادة في الوتيرة والعدة والعتاد بشكل مستمر، حتى ان الأسلحة الاستراتيجية ستدخل حيز الاستخدام مثل الطيارات بدون طيار التي بدأت تركيا بالتنسيق مع الولايات المتحدة الامريكية باستخدامها في اعزاز وجرابلس لتنظيفهما من داعش. اما بالنسبة لوحدات حماية الشعب الكردي فقد اتفقت الأطراف على ما ابدته الجهات التركية أيضا في انها أظهرت وبشكل حازم انها لن تقوم بدعم أي قوى مهما كان أدائها يقوم بتطهير عرقي على أي مستوى.

في خضم كل هذا التفهم والتنسيق تكون تركيا قد أوضحت لكل الدول المعنية وبالذات الغربية منها بان تشكيل الحكومة وما يتبعها من احداث هو شان داخلي تركي ولا دخل لأي دولة بها، والثانية ان مسألة محاربة الإرهاب وعلى راسه حزب العمال الكردستاني هو حق تركي ولا مكان لأي اعتراضات دولية في هذه المسالة. وستكون الحملات اللامحدودة التي تقودها تركيا ضد داعش وسيلة لدفعها عن الحدود التركية واستبدالها بقوات من المعارضة المعتدلة، وستكون هذه العمليات فاتحة البداية للقضاء على التنظيم الإرهابي داعش.

عن الكاتب

أمين بازارجي

كاتب في جريدة أقشام


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس