ترك برس

قال السفير الإسرائيلي السابق في اليونان، آرييه ميكال، أن التوتر في علاقات إسرائيل وتركيا في أعقاب حادثة سفينة مرمرة قبالة شواطئ غزة في أواسط 2010، شكل دفعة لتقارب تل أبيب وأثينا، وبالفعل فقد تحسنت علاقتهما، وكان أكبر مؤشر على ذلك قرار الحكومة اليونانية بمنع قافلة تضامن بحرية قادمة من موانئ اليونان إلى شواطئ غزة.

وتعطي زيارة الرئيس اليوناني بروكوبيس بافلوبولوس الأخيرة لـإسرائيل يوم الثلاثاء الماضي مؤشرا على أن العلاقات بين الجانبين تزداد متانة، حيث التقى بافلوبولوس كلا من رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس الدولة رؤوفين ريفلين، وفقًا لتقرير أعدته "الجزيرة نت" تحت عنوان "إسرائيل توثق علاقاتها مع اليونان لمواجهة تركيا".

وأضاف ميكال وهو باحث كبير في مركز بيغن-السادات للأبحاث الإستراتيجية بجامعة بار-إيلان، في مقال له بصحيفة إسرائيل اليوم إن العلاقات الإسرائيلية اليونانية تحسنت في السنوات الأخيرة، وتأتي الزيارة الحالية للرئيس اليوناني لتضيف المزيد من القوة لهذه العلاقات، رغم أن اليونان لم تقم علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل إلا عام 1990، وفي عام 2010 تراجعت هذه العلاقات.

كما زار رئيس الحكومة اليونانية الجديدة أدونيس تسيبراس إسرائيل مرتين في السنة الأخيرة، وشارك في ديسمبر/كانون الأول الماضي في قمة عمل بحضور نتنياهو مع الرئيس القبرصي، لإيجاد كتلة جيوسياسية جديدة في شرق البحر المتوسط، تواجه النفوذ التركي، كما أن التعاون المشترك بين اليونان وإسرائيل تزايدت مجالاته في السنوات الأخيرة، ومن أهمها التنسيق الأمني الوثيق، لاسيما بين سلاحي البحرية والطيران في البلدين، وفق مقال ميكال.

ويرى السفير الإسرائيلي السابق في اليونان أنه في ظل استمرار منع تركيا للطائرات الإسرائيلية من التحليق في أجوائها، فإنها تستخدم الأجواء اليونانية للوصول إلى أوروبا والولايات المتحدة، ومنذ عام ونصف يوجد في اليونان ملحق عسكري إسرائيلي، كما أن التعاون السياحي بين البلدين يتزايد، ومن المتوقع أن يزور اليونان هذا العام أربعمائة ألف إسرائيلي، بعد أن تراجع حجم الإقبال السياحي الإسرائيلي على تركيا بسبب الأزمة السياسية.

وينوه ميكال إلى أن هناك مجالات تعاون مشتركة يونانية إسرائيلية في قطاع الطاقة والغاز الطبيعي، وكان من المفاجئ لإسرائيل أن اليونان كانت من أكثر الدول الأوروبية معارضة لقرار الاتحاد الأوروبي وسم منتجات المستوطنات الإسرائيلية، كما تطرق الرئيس اليوناني في زيارته الأخيرة لإسرائيل إلى حاجة البلدين إلى التعاون في مكافحة الإرهاب، من أجل تحقيق الاستقرار في المنطقة.

وبحسب تقرير الجزيرة نت عن هذا الشأن، فإن العلاقات بين اليونان وإسرائيل في المجالات الاقتصادية والسياحية، وصلت إلى مرحلة غير مسبوقة من التحسن، حيث أكدت الدولتان أنهما تخطان مستقبلا واعدا من العلاقات لمواجهة التحديات المشتركة.

وقال المراسل السياسي لصحيفة "إسرائيل اليوم" شلومو تسيزنا إن علاقات إسرائيل واليونان قائمة على شراكة إستراتيجية بينهما، وإن مستوى تبادلهما التجاري ارتفع بنسبة 32%، فاليوم هناك ثلاثون مشروعا مشتركا بين شركات البلدين، وقريبا سيتم الدخول في مزيد من المشاريع المشتركة الإضافية، حيث تمنح اليونان الشركات الإسرائيلية أولوية للاستثمار فيها، وقد اتخذت اليونان كافة الإجراءات الممكنة لتوفير بيئة تجارية ودية وآمنة للمستثمرين الإسرائيليين.

وأوضحت الصحيفة أن يناير/كانون الثاني الماضي شهد توقيع نتنياهو شراكة إستراتيجية بين إسرائيل وكل من اليونان وقبرص.

ونقل مراسل الصحيفة عن الرئيس اليوناني ثناءه على التعاون الإقليمي مع إسرائيل، لأن من شأنه تقوية العلاقات الممتازة بين الدول الثلاث، وزيادة الاستقرار الإقليمي، الذي يعيش بيئة غير مستقرة.

وينوه الرئيس اليوناني -وفق الصحيفة- إلى أن التحالف بين إسرائيل واليونان ليس موجها ضد طرف ثالث، في إشارة منه إلى تركيا، معربا عن استعداده لضم أطراف إقليمية أخرى لهذا التحالف بين إسرائيل واليونان.

كما أشار الرئيس اليوناني خلال زيارته لإسرائيل إلى أن اليونان تعتبر بوابة بحرية بين الشرق الأوسط وأوروبا، وهو ما يمنح الغاز الطبيعي الإسرائيلي فرصة الوصول إلى الأسواق الأوروبية عبر مروره بقبرص واليونان، اللتين تعتبران جسرا تجاريا بين إسرائيل وأوروبا. وأشار إلى أن الإسرائيليين يواصلون زياراتهم السياحية لليونان، مما يوثق علاقات الشعبين، التي تعود لأصول تاريخية وثقافية قديمة، من بينها الفن والموسيقى، فالإسرائيليون يعرفون اليونان، ويحبونها، وهي قريبة منهم ولا يفصلها عنهم سوى ساعة ونصف من الطيران.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!