نهال بينغيسو كراجا – صحيفة خبر ترك - ترجمة وتحرير ترك برس

يتزامن جدول أعمال الرئيس أردوغان المزدحم في واشنطن مع نشر أكاذيب وأخبار ملفقة ومزورة. فعلى سبيل المثال خبر نُشِر قبل قليل عن زيارة واشنطن.

ومما لا شك فيه أن ادعاء الرئيس أوباما واستخدمه لتعبير "خيبة الأمل" بالرئيس أردوغان في التقرير الصحفي لمجلة أتلانتك، قد استثمر بسرعة من قبل فئات معينة في تركيا. بيد أنه بعد فترة وجيزة قام مارك ستروه الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي بنفي الخبر. لأن العبارة عائدة إلى جيفري غولدبيرغ الذي ترك بصماته على الخبر، ولكنها نسبت إلى أوباما. كما استخدم سيروه خلال حديثه عن ضرورة التأكيد على الأهمية التي أعطاها أوباما للقاءات مع أردوغان، تعبير "شريك رئيسي" في وصف تركيا في حربها ضد داعش، وقال "سنواجه التحديات معًا كشركاء".

كما انتشرت كذبة أخرى قبيل الزيارة مفادها أن الرئيس أوباما لن يلتقي بالرئيس أردوغان، وكانت هناك ادعاءات بأن أردوغان لن ينجح في الاجتماع مع أوباما مهما بذل من جهود. وليس على مستوى القادة فحسب، بل لن يعقد "لقاء رسميا" بما في ذلك اجتماعات هيئات كلا الدولتين. وقد نجحوا كما يبدو في عرضها على المتابع الجاهل بهذه التفاصيل الفنية وكأن أي اتصالات لن تعقد أبدًا.

غير أن شهية هؤلاء المنافقين في نشر البيانات والتصريحات لم تنقطع. ولكن هذه الأكاذيب كاد أن يقضى عليها في نهاية الأمر. حيث عقد مساء الخميس لقاء ثنائي جمع أوباما مع أردوغان لمدة 40 دقيقة. وبدأ أوباما الكلام بإدانة الاعتداء الإرهابي الذي تسبب في سقوط 7 شهداء في ديار بكر وتقديم تعازي الشعب الأمريكي.

ولكن قبيل ساعات فقط من هذا اللقاء، زُعِم أن الرئيس أردوغان أصيب بأزمة قلبية في نهاية الحديث الذي أجراه في معهد بروكينغز وتم نقله إلى المستشفى، وأعتقد أن هذه النقطة تشير إلى المستوى الذي بلغه الانحطاط في غايته من هذا التزوير. وبناءً على ذلك ظهر أردوغان يغادر المعهد بكامل صحته ويحيّ المعجبين المتحمسين القادمين من أجل الدعم ويصعد إلى السيارة بحالة صحية جيدة.

ينبغي أن لا أنسى ما جرى الحديث عنه في بروكينغز؛ أذكر نشر كذبة تدعي أن المعهد "لم يكن يبدي اهتمامًا" إلى حديث الرئيس أردوغان، ولكن "بناءً على طلب سيدة أعمال قوية" من تركيا قدم ستروب تالبوت رئيس المؤسسة ردًا إيجابيًا بشأن دعوة رئيس الجمهورية. وتم نفي هذا الادعاء يوم الخميس 31 من آذار/ مارس.

وأكد غايل كالف مسؤول العلاقات الإعلامية بمعهد بروكينغز عدم صحة ادعاء رفضهم في السابق فكرة دعوة الرئيس أردوغان، وقال "إن الرئيس أردوغان موجود بجميع الأحوال بين القادة الذين تمت دعوتهم للتحدث في بروكينغز خلال قدومهم للمشاركة في قمة الأمن النووي هذا الأسبوع".

وهكذا ستفهمون، إن قلنا أننا أتعبنا الأمريكان هذه المرة بأكاذيب معظمها قد أُنتِج في مصنع لمعاداة الأتراك، ومعاداة أردوغان قادمة من تركيا إلى الولايات المتحدة الأمريكية أو من "سوق داخلي"، لم تكن كذبة.

لماذا يسيء الصحفيون الأمريكان الفهم؟

- مما لا شك فيه أن 3 كلمات وردت خلال الحديث عن الموضوع التركي في واشنطن: اللاجئون، إرهاب بي كي كي، غولن.

- لا يمكن للصحفيين وكذلك المحللين العارفين جيدًا بالحاجة إلى سبب يشوه سمعة تركيا ويحافظ على اتصال عميق مع الولايات المتحدة الأمريكية، إقامة ترابط بين الأحداث بشكل عام والصحافة؛ لأنها أصبحت تنقل أمورًا سلبية بسبب نقص المعرفة والتواصل.

- يؤمن قسم من الصحفيين بتزوير حقيقة ضرب أردوغان للأكراد. ولكنهم يصدمون عند القول إن حزب العدالة والتنمية الذي أسسه أردوغان نصفه من الأكراد.

- إن الوعي الذي يستند إليه حزب الاتحاد الديمقراطي في حربه مع داعش ومحاربة تركيا لحزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي، ليس مجرد قناعة لدى محللين معروفين بنواياهم الخبيثة. وقد وصل الأمر إلى حد تأثير صحفيين محرضين أتراك على الصحافة الأمريكية من خلال دعاية سوداء تتعلق بحماية تركيا بشكل مباشر وغير مباشر لداعش. ولكن إما أنهم لا يعرفون أن تركيا أصبحت في حالة حرب مع داعش وأنها تعرضت لأربع انفجارات منفصلة خلال سنة واحدة، أو أنهم لا يفضلون تقييمها.

- ولا يفهمون أيضًا الادعاءات المتعلقة بتنظيم غولن. ويميلون إلى وضع قرار الدولة التركية المتعلق بالتنظيم الموازي بسبب ارتكابه خطأً خطيرًا في إطار حدود المعارضة، وتنصتهم المستمر ما بين 17- 25 وتسريب ذلك إلى الإعلام، والخلط مع وثائق ويكيليكس، بمثابة قمع للمعارضة. وسواء أكان وعيًا خاطئًا أم تصورات خاطئة، فإنهم مضطرون إلى الفهم تمامًا عند الجمع بين معطيات مثل محاولة حراس أتراك طرد وإساءة معاملة صحفي يعتمد على معهد بروكينغز، أن مشكلة الأمن لا علاقة لها بالمعارضة.

عن الكاتب

نهال بينغيسو كراجا

كاتبة في موقع خبر ترك


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس