ترك برس

رأى المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، أنه "بقدر ما مثّل القلق من السياسات الأميركية في المنطقة عمومًا وسورية خصوصًا أحد أهمّ الأسباب الكامنة وراء التقارب التركي السعودي، مثّل التحالف الروسي الإيراني في سورية الدافع الآخر الرئيس وراء علاقات أكثر قربًا بين أنقرة والرياض".

وأشار المركز في تقرير أعدّته وحدة تحليل السياسات التابعة له، تحت عنوان "التقارب السعودي التركي: الخلفيات، الدوافع والآفاق"، إلى أن طموحات إيران الإقليمية مثّلت مبعثَ قلق مشترك لكلٍ من السعودية وتركيا على السواء، بخاصة بعد أن تركت واشنطن العراق يسقط في دائرة النفوذ الإيراني إثر قرارها الانسحاب منه عام 2011.

وقال التقرير الذي نُشر على الموقع الالكتروني للمركز العربي، إنه "مع اندلاع الثورة السورية، وعلى الرغم من اختلاف رؤية الطرفين لها، بدت الرياض وأنقرة مصممتين على منع تكرار خطئهما في العراق وترك سورية تسقط كليًا في دائرة النفوذ الإيراني، ما يعني عمليًا قطع تركيا والعالم العربي عن بعضهما قطعًا كاملًا".

وأضاف، "خلال السنوات الأربع الأولى من عمر الثورة السورية، تمكّنت السعودية وتركيا وقطر من منع النظام السوري المدعوم إيرانيًا من سحق الثورة، بل تمكّنت أيضًا من توجيه ضربات قوية له جعلت حدود سيطرته على الأراضي السورية تتقلص إلى نحو الخمس تقريبًا. لكن التدخّل العسكري الروسي الذي جاء على خلفية فشل إيران في تمكين النظام السوري من الصمود في وجه تقدّم المعارضة في شمال غرب سورية خصوصًا خلال النصف الأول من عام 2015، مثّل تحديًا كبيرًا لكلٍ من السياسات السعودية والتركية؛ فقد حال التدخّل الروسي دون تنفيذ الاتفاق الذي جرى التوصّل إليه بين أنقرة وواشنطن في شهر تموز/ يوليو 2015 بغية إقامة منطقة "آمنة" أو منطقة "خالية من داعش" في شمال سورية لتوطين جزء من اللاجئين السوريين واستخدامها مقرًا للمعارضة السورية. وبالمثل، أدّى التدخّل الروسي إلى إنهاء إمكانية إسقاط النظام السوري عسكريًا، ومن ثم القضاء على النفوذ الإيراني في سورية. وهو الهدف الرئيس للسياسة السعودية في سورية".

واعتبر التقرير أن "التحالف الروسي الإيراني في سورية لم يؤدِّ إلى منع انهيار نظام الرئيس بشار الأسد فحسب، بل مثّل تحديًا كبيرًا للأمن القومي التركي والسعودي أيضًا، إذ أخذت روسيا تدعم بقوة القوى والأحزاب الكردية الساعية وراء الفيدرالية (وأحلام الانفصال). وتبلور هذا التوجه الروسي خصوصًا بعد التوتر الشديد الذي خيّم على العلاقات الروسية التركية إثر قيام أنقرة بإسقاط طائرة حربية روسية قالت تركيا إنّها انتهكت مجالها الجوي، في تشرين الثاني/ نوفمبر 2015".

وأوضح التقرير أنه "نتيجة القلق التركي - السعودي المشترك من استخدام كلٍ من روسيا وإيران الحرب ضد تنظيم الدولة لإعادة تأهيل النظام ومساعدته في استعادة السيطرة على الحدود الشمالية مع تركيا، وميل الولايات المتحدة إلى اعتماد القوى الكردية حليفًا في الحرب ضد تنظيم الدولة، للسيطرة على المنطقة الحدودية نفسها، عرض كلٌ من أنقرة والرياض القيام بالتدخّل عسكريًا لاستعادة الشريط الحدودي الواقع بين جرابلس واعزاز من تنظيم الدولة، وتفويت الفرصة على كلٍ من الأكراد المدعومين أميركيًا وروسيًا وإيرانيًا والنظام المدعوم روسيًا وإيرانيًا، للسيطرة على هذه المنطقة".

وتابع، "للغاية نفسها أيضًا، أعلنت السعودية تشكيل "التحالف الإسلامي لمواجهة الإرهاب" الذي جرى استبعاد إيران منه؛ وذلك للردّ على محاولات إلصاق تهمة دعم الإرهاب بها وبتركيا، وتفويت الفرصة على روسيا وإيران في الاستفادة من الحرب الأميركية على تنظيم الدولة لعزل السعودية وتركيا وتعويم حلفائهما في المنطقة".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!